بالصور والفيديو.. إسرائيل تعلن تضامنها مع الإخوان ضد إحالة أوراق بديع للمفتى.. وسائل إعلام تل أبيب: القاهرة تعدم الزعيم.. والصحافة العبرية تصف أحكام جنايات المنيا بالصارمة وتتنبأ بمزيد من التصعيد

فيما يبدو شبه إجماع من جانب جميع وسائل الإعلام الإسرائيلية بكافة أنواعها المسموعة والمقروءة والمرئية، تضامنت مع حكم الإعدام الصادر من محكمة المنيا على عدد من جماعة "الإخوان المسلمين" الإرهابية ومرشدهم السابق محمد بديع.
وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" خلال تقرير مطول لها دعمتها بتقارير مصورة و"إنفوجراف" إن مصر حكمت بإعدام "الزعيم" - فى إشارة إلى مرشد الإخوان- بجانب 683 عضوا آخر من أعضاء الجماعة جزاءً لهم لما فعلوه من أحداث بعد عزل الرئيس السابق محمد مرسى، على حد تعبيرها.
وتطاول المحلل السياسى المتخصص فى الشأن المصرى بالصحيفة العبرية روى كياس، على أحكام القضاء المصرى قائلا: "إنه كان لا ينبغى أن تصدر محكمة المنيا مثل هذا الحكم وكان عليها تخفيفه"، مشيرا إلى أن عقوبة الإعدام شملت 683 من أعضاء "الجماعة" بتهمة التحريض على العنف فى المنيا بعد الإطاحة بمرسى.
وقال المحلل الإسرائيلى البارز بالصحيفة العبرية، إن هذا هو أول حكم من هذا القبيل ضد كيان كبير للغاية مثل "جماعة الإخوان"، وأن هذا الرقم مبالغ فيه، لافتا فى الوقت نفسه أن مفتى الجمهورية هو الذى سيقرر حاليا التصديق على العقوبة النهائية.
ودعما للجماعة الإرهابية من جانب محللين تل أبيب، قال كياس، إن هذا الحكم الصارم يعد دليلا واضحا على استهداف النظام المصرى الحالى للجماعة منذ الإطاحة مرسى، وأنه جاء بعد شهور قليلة من إعلان الحكومة السابقة أن "الإخوان المسلمين" تنظيم إرهابى، وأن النظام يقوم باستهداف عناصرها بكل وسيلة ممكنة، زاعما أن "الجماعة" تحتج سلميا ضد الحكومة ولن تتوقف حتى يعود مرسى لمنصبه.
وزعم المحلل الإسرائيلى أن حكم إعدام إخوان المنيا والمرشد السابق للجماعة يعزز التجارب السابقة ل"الإخوان" فى اضطهداهم ويعد أكبر حكم فى التاريخ الحديث لمصر، مدعيا أن هناك قلق بالغ بين جماعات حقوق الإنسان من أن الحكومة المصرية المدعومة من الجيش والقضاة تعتزم سحق المعارضة الإسلامية.
وفى السياق نفسه، قالت القناة العاشرة بالتلفزيون الإسرائيلى، إن عقوبة الإعدام على 683 من أعضاء "الإخوان" بتهم التحريض على العنف ومقتل اثنين من رجال الشرطة خلال المظاهرات العنيفة التى شهدتها البلاد عقب عزل مرسى، لم تشهده مصر من قبل.
فيما قالت صحيفة "يسرائيل هايوم" الإسرائيلية، إن الحكم على زعيم "الإخوان" المرشد السابق محمد بديع، يعد ضربة جزاء صارمة للجماعة، وتأتى فى سياق الحرب المريرة التى تشنها القاهرة ضد أعضاء التنظيم الدولى.
وأضافت الصحيفة العبرية أن الحرب المريرة بين الجماعة" والنظام المصرى وصلت ذروتها بهذا الحكم الصارم، على الزعيم الروحى للإخوان محمد بديع، بجانب 720 ناشطين آخرين فى الجماعة، بما فى ذلك العديد من كبار قادة الجماعة.
وأشارت "يسرائيل هايوم" إن الحكم فريد من نوعه بعد المذبحة التى تعرضت لها الجماعة فى عهد الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر، مشيرة إلى أن أعضاء الجماعة سواء المحبوسين داخل السجون أو الهاربين يواجهون تهم عديدة من بينها التحريض على العنف والقتل وتكدير الأمن الداخلى للبلاد، والتجسس لصالح تنظيمات دولية، وإجراء علاقات واتصالات مع وكلاء المنظمات الإرهابية فى الخارج ومن بينها حركة "حماس"، مشيرة إلى أن مئات من أعضاء الجماعة لا يزال يحتاجون إلى موافقة مفتى مصر لتنفيذ حكم الإعدام عليهم.
وأضافت الصحيفة العبرية أنه فى الوقت الذى صدر فيه حكم الإعدام ضد عناصر الجماعة فى المنيا، قبلت المحكمة العليا طلب النيابة المصرية بحظر أنشطة حركة "6 أبريل" الليبرالية بعد اتهامها بتلقى دعم من الخارج والعمل على تكدير أمن الدولة المصرية.
فيما قالت صحيفة "جلوباس" الإسرائيلية التابعة لصحيفة "معاريف"، إن حكم الإعدام على زعيم الإخوان، و720 من أعضاء الجماعة والسجن مدى الحياة لعدد آخر كان بمثابة صدمة للتنظيم الدولى فى داخل مصر وبالخارج.
وزعمت الصحيفة العبرية أن الحكم جاء عقابا لأعضاء الجماعة جزاء لهم لرفضهم ما وصفته الصحيفة العبرية ب"الانقلاب" على حكم الرئيس السابق محمد مرسى، وهو نفس المصطلح الذى تردده الجماعة الإرهابية.
ولفتت الصحيفة الإسرائيلية أن الحكم سيزيد من عمليات التصعيد داخل مصر، وسيزيد من حدة التوتر بين أعضاء الجماعة، كما سيعزز من الاضطرابات التى اندلعت بعد الإطاحة بحكم جماعة "الإخوان المسلمين" العام الماضى من السلطة.
فيما أبرز موقع "مكور" الإخبارى الإسرائيلى، تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون، الذى عبر عن "الهلع" من أحكام الإعدام الجماعية فى مصر، مضيفا أن المكتب الإعلامى للأمم المتحدة قال فى بيان له إن الأمين العام عبر عن الهلع من التقارير عن أن محكمة مصرية أحالت إلى المفتى أوراق المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين المحظورة و682 من المؤيدين.
وقال بيان مكتب بان كى مون: "يشعر الأمين العام بالهلع من الأنباء عن إصدار عقوبة إعدام جماعى أولية أخرى اليوم فى مصر.. وكانت الأولى من هذا القبيل يوم 24 مارس".
وأضاف البيان "الأحكام التى يبدو واضحا أنها لا تفى بمعايير المحاكمة النزيهة.. وخاصة تلك التى تفرض عقوبة الإعدام.. من المرجح أن تقوض احتمالات الاستقرار على المدى الطويل"، على حد زعمه
ونقل الموقع الإسرائيلى، أيضا رد البيت الأبيض على الحكم الذى جاء فيه إن أمريكا "منزعجة بشدة" من أحكام الإعدام الجماعية المحتملة فى مصر وتحث الحكومة على وقف المحاكمات الجماعية، على حد تعبيره.