هل تتأثر مصر بأي تسرب نووي قد يحدث في إيران؟    صافرات الإنذار تدوي في مختلف أنحاء إسرائيل وسط وابل من الصواريخ الإيرانية    سقوط صواريخ على 7 مناطق وسط إسرائيل    مصر تلغي رحلاتها الجوية مع 4 دول في المنطقة    خيارات إيران للرد على الضربات الإسرائيلية    ميسي يتطلع لقيادة إنتر ميامي لتحقيق إنجاز مونديالي    السيطرة على حريق محدود بمحطة تقوية الإذاعة في بطرة دون خسائر بشرية    من العراق.. إلهام شاهين: ننتظر فتح المجال الجوي للعودة إلى مصر    وزارة الصحة: نجاح فريق طبى بمستشفى الخانكة في إجراء جراحة نادرة لطفلة رضيعة    غرفة عمليات مركزية بالدقهلية للتعامل مع حريق بمنطقة خالية داخل مركز إرسال بطره    «لو طلبوا كنا هنوافق».. بيراميدز يكشف مفاجأة بشأن انتقال إبراهيم عادل إلى الأهلي    أول صور من حفل زفاف شقيقة الفنانة مايان السيد    مسؤول إسرائيلى: هجوم إيرانى وشيك على وسط إسرائيل    إجازة رأس السنة الهجرية للموظفين والمدارس في مصر رسميًا (الموعد والتفاصيل)    نائب رئيس جامعة القاهرة يتفقد امتحانات الفرقة الأولى بطب قصر العيني (صور)    الأحد.. قصور الثقافة تطلق برنامج مصر جميلة المجاني لاكتشاف المواهب بأسوان    منافس جديد لصلاح.. تفاصيل عقد فيرتز مع ليفربول    حقيقة تقرير أيمن الرمادي عن المستبعدين في الزمالك    تفاصيل مران الأهلي.. وفاة نجم المصري.. كابوس يقلق فيفا.. الزمالك يفاوض نجم الأردن| نشرة الرياضة ½ اليوم    رسالة ماجستير فى كينيا تناقش مفهوم الخطايا عند المسلمين والمسيحيين.. بعض الخطايا لا نتغاضى عن الاعتراف بها.. ويحب على الجميع مواجهتها    مانشستر سيتي يخفض أسعار تذاكر مبارياته في الموسم الجديد    هل زيارة المريض واجبة أم مستحبة؟.. عالم أزهرى يجيب "فيديو"    عاجل.. سماع دوي عدة انفجارات ضخمة غربي طهران    علامات إذا ظهرت على طفلك يجب الانتباه لها    حالة الطقس في محافظة الفيوم غدا السبت 13-6-2025    "حلال فيك" ل تامر حسني تتخطي ال 7 مليون مشاهدة فى أقل من أسبوع    ميناء الإسكندرية يستقبل أولى رحلات "WAN HAI" وسفينة "MAERSK HONG KONG" في إنجاز مزدوج    يوفنتوس يجدد عقد مدربه إيجور تيودور حتى 2027    وداع قاسٍ من الربيع.. إنذار جوي بشأن حالة الطقس الأسبوع المقبل ب القاهرة والمحافظات    للوقاية من ضربات الشمس..توزيع أكثر من 5 آلاف مظلة على الحجاج بالمدينة    مطار شرم الشيخ يستقبل رحلات محوّلة من الأردن بعد إغلاق مجالات جوية مجاورة    «الداخلية» تكشف ملابسات فيديو لهو طفل بمنتصف أحد المحاور بالمقطم    4 أبراج تهتم بمظهرها.. هل أنت منهم؟    دموع على الكوشة انتهت بتعهد.. النيابة تُخلي سبيل والدي عروسين الشرقية    «على مدار اليوم».. جدول مواعيد رحلات قطارات المنيا- القاهرة اليوم الجمعة 13 يونيه 2025    خطيب المسجد النبوي: الرحمة صفة تختص بالله يرحم بها البر والفاجر والمؤمن والكافر    100% لثلاثة طلاب.. ننشر أسماء أوائل الإعدادية الأزهرية في أسيوط    هجوم إسرائيلي يستهدف "مطار مهرآباد" في طهران    وزيرة التخطيط تبحث مع سفير بريطانيا تنويع آليات التمويل للقطاع الخاص    رحلة تعريفية لوفد من المدونين والمؤثرين الأمريكيين بالمقصد المصري    القاصد يهنئ محافظة المنوفية بعيدها القومي    خاص| سلوى محمد علي: انفصال بشرى فاجأني وأنهت العلاقة بشياكة    إزالة 8 حالات تعدي على الأراضي الزراعية بالشرقية    الطيران المدني: المجال الجوي آمن.. ورفع درجة الاستعداد القصوى    وكيل تعليم شمال سيناء يعقد اجتماعًا موسعًا مع رؤساء لجان الثانوية العامة    خطباء المساجد بشمال سيناء يدعون للوقوف صفا واحدا خلف القيادة السياسية    إنفوجراف| إسرائيل تدمر «عقول إيران» النووية.. من هم؟    تنفيذاً لقرار مجلس الوزراء.. تحرير 137 مخالفة لمحلات لم تلتزم بقرار الغلق خلال 24 ساعة    ضبط صاحب مخبز بالمحلة الكبرى استولى على 16 جوال دقيق مدعم وباعها بالسوق السوداء    بث مباشر.. شعائر صلاة الجمعة من الجامع الأزهر    بعثة حج الجمعيات الأهلية تنظم زيارات الروضة الشريفة    كوكا: ميسي يكلم الكرة.. ولا أحب اللعب في هذا المركز    كأس العالم للأندية - الأهلي يواصل تحضيراته لمواجهة إنتر ميامي    الدولار الأمريكي يرتفع متأثرا بالضربة الإسرائيلية على إيران    رئيس الوزراء: نتابع الموقف أولا بأول وتنسيق بين البنك المركزي والمالية لزيادة مخزون السلع    أسعار اللحوم الجملي والضاني اليوم الجمعة 13-6-2025 في الأسواق ومحال الجزارة بقنا    نتيناهو: نحن في لحظة حاسمة في تاريخ إسرائيل وبدأنا عملية «شعب كالأسد» لإحباط المشروع النووي الإيراني    موعد إجازة رأس السنة الهجرية 2025.. عطلة رسمية للقطاعين العام والخاص    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



صباح الخير يا عرب!
نشر في اليوم السابع يوم 25 - 11 - 2009


نحن غاضبون!
ذاكرة الغضب هذه المرة ليست مؤقتة ولا للبيع، لن تسقط بمرور سبعة أيام عليها كالعادة فتصبح مجرد ذكرى لا نملك سوى تفاصيلها البعيدة!
بعد الحادث المروع فى حوارى السودان دخلت العروبة نفقها الأخير، معلنة موتا تأخر الاعتراف به سنوات طويلة، ثلاثون عاما وأكثر، والجسد البارد فى ثلاجة الموتى، نرفض أن نصدق أو نتكلم أو نفتح سيرة الموت حتى نعيش على الذكريات ولو كانت كاذبة، نكتم السر لعل المسرحية بكل طولها وفصولها المملة تكتمل، نصمت فى براءة مصطنعة حتى يأكل المنتفعون من العروبة «عيش وملح»!
العروبة الكبيرة، عبارة صنعناها لنختبئ فيها من الحقيقة، والحقيقة أنه لم تعد هناك عروبة مطلقة، فى زمن انفتح فيه العالم على العالم، فأصبحت المصلحة -وليس الدم الواحد واللسان الواحد- هى التى تحرك البشر كما تتمم الأحداث!
لا نريد أن نصدق، فننفخ فى كل الصدور المقطوعة لعل قبلة الحياة تعيد الحياة إلى جسد ميت، وهو ميت بكل اللهجات العربية وبكل الاحتمالات العربية والتوقعات العربية والأمنيات العربية، ميت.. بالأدلة القاطعة وبتقارير كل الأطباء الذين كشفوا ووقعوا وطافوا حول الجسد فى كونسولتو سياسى اقتصادى لم يثمر شيئا!
العربى للعربى.. أوبريت لذيذ يتكاتف فيه الفنان بالفنان، يطلقون عبارات منمقة مدفوعة مسبقا ليس فيها حياة أو حياء، العربى للعربى.. يوم مفتوح على الفضائيات فى مناسبات غزو غزة أو تحليق العدو فوق الجنوب اللبنانى، العربى للعربى.. فى رسائل التهنئة بعيد الأضحى وفى حفلات هيفاء وهبى وتامر حسنى، العربى للعربى.. على روتانا سينما وفنادق ماريوت وهيلتون وشيراتون!
والعربى ليس للعربى فى غربة البرد فى لندن ونيويورك ومونتريال، ولا فى البزنس، البزنس فى جدة أو دبى أو بيروت!
ثروات العرب فى غير أماكنها المتوقعة، وجهود العرب ليست فى محلها المطلوب، وعلماء العرب وعلمهم متفرق دمه فى بلاد تعيش على عقولنا وقلوبنا ونفطنا!
يتوحد العرب بقوة على شريط الرسائل القصيرة التى تمشى بسرعة على قنوات مزيكا وميلودى، وحدة على واحدة.. أو وحدة على واحدة ونص.. أو وحدة على واحد يمزقون آخر ماتبقى له من ورقة توت!
العربى مع العربى.. جدع فى سهرة، فى جلسة، فى عزومة غداء، فى مرض، فى حالات إنسانية أحيانا.. لكنها متفرقة، لاتصنع وحدة أو عروبة أو عالما أو مجتمعا أو اتحادا قويا وحقيقيا، وعشنا ومازلنا على أمل وآمال أن الأخوة أكبر من المصلحة.. والدم أهم من العلاقات العامة.. والخريطة التى تجمعنا لونا وروحا ورائحة وقضاء وقدرا أقوى من أمريكا!
العروبة، كلمة صنعتها ظروف الاستعمار والفقر والاحتلال والقهر والذل والاحتياج إلى مدن تتساند فى يأس على كتف مدن، وتقسم اللقمة والدمعة والبرد والغضب والبارود وطلقة الرصاص، فنام الجميع على كتف مصر فى وداعة أطفال يشربون حليبها ويحتمون بقوتها ويختبئون فى دفئها الحنون، العروبة كلمة صاغتها الأيام الصعبة والأحلام الكبيرة بوطن من المحيط إلى الخليج، فإذا به ينصهر ويختصر فيصبح من قناة الجزيرة القطرية إلى شواطئ مارابيلا فى إسبانيا!
كانت العروبة سهرة الخميس فى صوت العرب مع أم كلثوم، صرخة من ميدان المنشية مع جمال عبد الناصر، ثورة فى اليمن، انقلابا فى العراق، وحدة فى سوريا، مذابح فى الجزائر.. وهكذا!
كانت العروبة، مائدة كبيرة يجلس عليها العرب ليتفقوا على من يختلف أولا، يغضبون فى طفولة لاتليق بشوارب الرجال، ويخبطون أقدامهم فى الأرض فى محاولة لأن يلفت صاحب الصخب الأكبر.. الاهتمام الأكثر!
العروبة، يجب أن تصبح عصرية.. لاعاطفية لا منطقية لا رمزية!
يجب أن نعيد تفسيرها، وأن نخرجها من المتحف إلى الحياة، ومن نشرات الأخبار إلى الحقيقة، ومن عبارات المثقفين إلى تفاصيل الشارع والناس والمصلحة.
العروبة ليست حروفا نتداولها أمام الكاميرات على هامش المؤتمرات العربية حين لانجد عبارات جديدة نؤلفها ونقولها، ولا هى تفريغ العقد النفسية فى وجه مصر على اعتبار أنها الأخت الكبيرة التى أرضعت واعتنت ومنحت من عمرها للجميع!
ولنتذكر: إن كل عربى وأى عربى يضع قرشا أو درهما فى مشروع بمصر فهو يعرف تماما أنه لا يضعه هنا باسم العروبة والدم والعواطف والشفقة.. لكنه أمام كل قرش يكسب ألفا، وكل درهم يربح مليونا!، وكل عربى يعمل فى مشروعاته مواطن مصرى يعرف أن كل ريال أو دينار يحصل عليه هو تعبه وهو شقاه وهو يوفر له إنتاجا جيدا مقابل أجر زهيد.
نحن لا نعمل مع أحد بعقد اسمه العروبة.. لكن بصفقة مربحة وشهية اسمها المصلحة!
ولو أرادت مصر بمواردها أن تصبح أغنى الدول العربية.. لاكتفت، لكن كثيرا من الدول باسم العروبة أيضا لا تريد لها ذلك!
أنا غاضب مماحدث فى السودان وماحدث من قبل وماسوف يحدث من بعد.. وأرجو أن يطول الغضب ولاننسى، هذه المرة يجب ألا ننسى، يجب ألا ننسى أننا بطيبة قلب كبيرة، بكلمة عفى عليها الزمن، بسذاجة لم يعد لها وجود إلا فى عيوننا ومن عيوبنا، هذه هى التى تورطنا بها فى حوادث السودان، أفرطنا فى مشاعرنا فبدت أجسادنا باهتة ضعيفة هزيلة هينة طرية.. وتلك الغلطة الأولى، والثانية والأكثر حزنا هى هذا الإفراط الذى خرجنا به أعلاما وفنانين وصحفيين فى القنوات الفضائية نصف بالتفصيل المريح كيف ضربنا وتمت إهانتنا!
هل هذا عقل؟ هل هذا إعلام؟ هل هؤلاء استراحوا بعد أن جعلونا باعترافاتنا وبأنفسنا وبشهادتنا.. فئرانا مذعورة!
نحن نتكلم مع أنفسنا، نتكلم فى غرف مغلقة، وأحواض زجاجية اسمها الحركى شاشات تليفزيونية مصرية، نعلق ونندد ونقرر ونحكم ونحسم ونختلف ونشكك ونتخانق، ومتى إذن نصبح معا كيانا واحدا!
متى نصبح مصريين من أجل مصر، يجمعنا بلد واحد بشعب واحد؟
متى تصبح القضايا التى نناقشها تفضح كل من يكرهون هذا الوطن الذى لا نملك سواه؟
متى نلعب لعبة جماعية مفيدة نحقق بها خطوات إلى المستقبل؟
متى نقتنع أن دور الشقيقة الكبرى لم يعد دور البطولة وأنه يسبب حساسية مفرطة تجعل الآخريين يضعون الأشواك فى طريقنا ولو ابتسموا فى وجوهنا؟
القوة.. أهم من شجرة العيلة!
والمصلحة بين الدول.. أكبر من الجينات الوراثية!
لقد كبر الأطفال وأصبح همهم الأول هو كيف يتخلصون من عقدة احترام الأخت الكبيرة التى أكلوا من طبقها وشربوا من خيرها وتكلموا على طريقتها واحتموا فى بيوتها!
غاضب من حالنا واحتلالنا بالخوف باليأس بالصمت بالعجز!
يا رب، اجعل ذاكرة الغضب تطول.. تتحرك.. تصرخ.. تنفخ فى القمر فيذهب الليل وتسطع الشمس..
صباح الخير يا عرب!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.