الدولة بالكامل تعالج التحرش وتحاول تضييق الخناق على المتحرشين، ولم تسأل سؤالا بسيطا هل يرتدع المتحرش المشكلة والمصيبة والكارثة أنه بحث عن البديل وكم كان البديل قاسياً إنهم الأطفال دون السادسة ما أسهل هذه اللعبة لن تخاف من أحد، ولن يضربك الشباب فى الشارع وكل شىء سهل فتاة أو طفل صغير ومكان فى عمارة تحت الإنشاء، أو غرفة فوق السطوح، أو حتى خرابة وبدلاً من أن يترك لنا فتاة مُعقدة من المتحرش وتخاف من الخروج وحدها يترك لنا كارثتان: الأولى جثة لطفل أو طفلة فى أول خطواتهما نحو الحياة وأسرة ضاع حلمها الذى تنتظره من قرة عينها وحقد على مجتمع ضاعت فيه القيم والمبادئ، أما الكارثة الثانية، فهى يترك طفل شاذ جنسياً يظل معزولاً طوال عمره تلفظه كل المجتمعات حتى التى تنادى بحقوق المثليين فهى أيضاً تلفظهم ويظل طوال عمره إما يبحث عن متعة زائفة، أو يتبرع لنا بعنصر شاذ آخر هدية منه للمجتمع الذى ظلمه وهنا نحن بين الاختيار بين السيئين فأى أسوأ أفضل من السيئ الذى نعيشه هل نترك المتحرش ليتحرش براحته علشان ما يفكرش فى الأسوأ، وألا نضيق عليه الخناق فى التحرش ليذهب للخطف والترويع والاغتصاب ثم القتل وأعتقد هنا أننا تحدثنا كثيراً عن دور الأزهر والجامع والدين ولم نجد ضالتنا فيهم لا أعرف لماذا ولكننى واثق أنهم فشلوا فى مهمتهم وبحثنا عن دور للمجتمع المدنى، ولكن أثبت هو الآخر فشلاً ذريعاً ثم بحثنا عن دور للمدرسة التى لم تختلف عن سابقيها واكتفينا بدور الشرطة فى القبض على الجانى ودور العدالة فى الحكم عليه، وهنا لا فائدة فكل يوم يتم إعدام مُغتصب نرى فى اليوم التالى نموذج آخر أكثر شراسة، سواء فى الاغتصاب، أو القتل وهنا سؤالى هل من يستطيع الاغتصاب بهذه السهولة يكون القتل عنده أسهل من الاغتصاب وهل شهوة الاغتصاب عنده تساويها لذة القتل، وهل القتل هنا للخوف فقط من الفضيحة، أو هى مقترنة بالاغتصاب. أسئلة كثيرة تراودنى ولكنى فى النهاية لا أجد بارقة أمل فى حل يلوح فى الأفق، فلو تيقنا أن المتحرش تغريه الأنثى فماذا عن مغتصب طفله أو طفل وهل هذا هو ذاك، أو هناك اختلاف وهل طرق العلاج واحدة، أو مختلفة وهل سنصل إلى يوم نعتبر فيه أن التحرش أفضل وأمرنا لله وهل لازلنا نعتقد أن ملابس الفتاة هى السبب، وأن خروج الطفلة لشراء احتياجات الأسرة خطأ أو الحل الوحيد لهذه الظواهر أن تجلس السيدات والبنات والأطفال فى بيوتهم ولايخرجون مطلقاً وهل للدولة دور، أسئلة كثيرة، وأعتذر للقراء الأعزاء فقد فشلت أنا أيضاً فى إيجاد حل لمشكلة حتى الآن ليس لها حل ونحن فى انتظار الضحية القادمة.