أكد نمر حماد المستشار السياسى للرئيس الفلسطينى محمود عباس لليوم السابع أن السلطة لا تريد إعلان الدولة من طرف واحد كما تردد، وإنما هى ملتزمة بما توصل إليه اجتماع لجنة المبادرة العربية على مستوى وزراء الخارجية الخميس الماضى بالجامعة العربية، حيث أوصى البيان الختامى للجنة بعد وصول خيار المفاوضات إلى طريق مسدود بالتوجه إلى مجلس الأمن من أجل استصدار قرار من مجلس الأمن يؤكد على موافقة الدول الأعضاء به على إقامة الدولة ذات سيادة من حيث المبدأين تكون على الأراضى المحتلة منذ عام 1967 بما فيها القدسالشرقية. وأوضح حماد، أن هذا ليس إعلاناً للدولة من جانب واحد وإنما هناك خطوات متفق عليها عربياً، حيث إن الفلسطينيين والعرب سيتوجهون إلى مجلس الأمن، مستنكراً الموقف المتعصب الذى اتخذته إسرائيل وردود فعلها، حيث أكد رئيس وزرائها نتانياهو أن هذا القرار سيواجه باحتلال الضفة الغربية مرة أخرى، لافتاً إلى أنه على إسرائيل أن ترد على مجلس الأمن بدلاً من السلطة الوطنية. يأتى هذا فى الوقت الذى قال فيه الدكتور سلام فياض رئيس السلطة الفلسطينية، إنه سيطلب من مجلس الأمن دعم السلطة فى إعلان أحادى الجانب بإعلان إقامة الدولة الفلسطينية، وهو ما ردت علية إسرائيل بتهديدات شديدة اللهجة وتلويح بإلغاء أى اتفاقيات بين إسرائيل ومنظمة التحرير وإعادة احتلال الضفة الغربية. الغريب أن إسرائيل لم تكن وحدها الرافضة لمبدأ إعلان الدولة من جانب واحد، وإنما شاطرتها الموقف حركة حماس التى قال القيادى بها الدكتور محمود الزهار عضو المكتب السياسى لحماس، إن ما تطرحه السلطة الفلسطينية وحركة فتح من سعيها لإعلان عن قيام الدولة من جانب واحد موضوع لابد من مناقشته جيداً قبل اتخاذ أى خطوات فيه على أرض الواقع، فما يتم الآن بمثابة قفزات فى الهواء غير محسوبة النتائج، وكان قد تكررت هذه المحاولات مراراً، حيث فى عام 1950 أعلنت حكومة عموم فلسطين وفى 1988 تم إعلان الدولة الفلسطينية ومع ذلك لم يتم إقامة الدولة حتى الآن. وأضاف الزهار، أن عملية إعلان إقامة الدولة يحتاج إلى توفر ثلاث عناصر أولها الأرض والشعب والسلطة، فالأرض محتلة والشعب يعانى من الانقسام والتفريق ما بين الضفة وغزة والشتات والسلطة تعانى من فساد وتزوير ولم تحترم نتائج الانتخابات التى تمت فى 2006، وبالتالى فإن كل مقومات الدولة غير متوفرة، مشيراً إلى أنه إذا كانت هذه الخطوة هى بمثابة محاولة للهروب من المفاوضات التى فشلت بعد 18 عاماً من الاستمرار فيها بدون نتائج فهذا خطأ فادح ستقع فيه السلطة، وستنقلب سلبا عليهم وما وضح اليوم من إعلان إسرائيل عن مقابلة هذا التصرف بإلغاء كل الاتفاقيات التى بينهم والتى توجد السلطة بموجبها. ودعا الزهار فتح إلى العمل على إنهاء الانقسام بدلا من الجرى وراء خطوات غير محسوبة النتائج، لافتاً إلى أن حماس مازالت يدها ممدودة للمصالحة الفلسطينية وجاهزة لها فى أى وقت بشرط الاتفاق على تشكل اللجنة المركزية للانتخابات بالتوافق بيننا. مصدر دبلوماسى عربى كشف لليوم السابع أن موضوع إعلان قيام الدولة الفلسسطينية من جانب واحد كان محور نقاش وزراء الخارجية العرب الأعضاء فى لجنة مبادرة السلام العربية التى أجتمعت بالقاهرة الخميس الماضى ، حيث صدر بيان عن اللجنة طالب باللجوء الى مجلس الأمن قبل الإعلان عن قيام الدولة، على أن يكون هذا اللجوء فى الوقت المناسب، وهو ما اعتبره رئيس وفد فلسطين فى الاجتماع الدكتور صائب عريقات بأنه شرط وضعه العرب أمامهم لعرقلة تنفيذ هذه الخطوة فى الوقت الحالى، لأن الوقت غير مناسب.