قالت صحيفة الكوميرسيو الإسبانية إن الاحتجاجات فى فنزويلا استمرت على الرغم من نزول القوات العسكرية إلى الشوارع بأمر من رئيس فنزويلا نيكولاس مادورو، مضيفة أن الرئيس حول الفكر التشافيزى التى استطاعت البلاد الاستمرار به منذ عام 1999 حتى 2013 على أيدى الرئيس الراحل هوجو شافيز أى أكثر من 13 عاما إلى "كابوس" يرغب الفنزيليين فى التخلص منه. وأوضحت الصحيفة أن التشافيزية هى عقيدة موروثة من شافيز الذى حكم فنزويلا منذ عام 1999 حتى وفاته عام 2013، وهى مزيج من الاشتراكية المستوحاة من النموذج الكوبى لافتة إلى أن عهد شافيز سمح بمساعدة جزء صغير من المواطنين، وهم الأفقر من الثلاثين مليون فنزويلى والذين استفادوا من إعادة توزيع عائدات النفط وبالنسبة للبقية، فإن التشافيزية تسببت فى إضعاف البلاد حيث أصبح المستثمرون المحليون والأجانب يشعرون بالإحباط كما صار الاقتصاد فى قبضة الدولة. ومع انتخابه خلفا لشافيز فى إبريل 2013 قام مادورو بما هو أسوأ من ذلك فخلال عام جمد النشاط الاقتصادى للبلاد، وبغض النظر عن النفط الذى تملك أكبر احتياطى منه فى العالم فإن إنتاج كاراكاس ينخفض بشكل مستمر فهى تستورد كل شىء، وبينما كانت بالأمس دولة الزراعة وتربية الماشية، تشترى اليوم أكثر من ثلث السلع الاستهلاكية. وقالت الصحيفة أن فنزويلا لم تعد لديها عملة وهو ما يعد أمرا غريبا على أكبر مصدر للنفط، كما أن المستشفيات فيها تفتقر إلى كل شىء، وأصبح انقطاع التيار الكهربائى ظاهرة متكررة، وذلك بالإضافة إلى التضخم السنوى الذى تجاوز 56% والذى يزيد الفقراء فقرا. ومن ناحية أخرى قالت صحيفة إيرالد الإسبانية أن العديد من شركات الطيران الدولية أعلنت عن تقليص عدد رحلاتها نحو فنزويلا بمعدلات تصل إلى 78%، وذلك رغم التهديدات التى أطلقها مادورو بإنزال أقصى العقوبات فى حق هذه الشركات الأجنبية. ونقلت الصحيفة أن 11 شركة طيران من أصل 26 العاملة بفنزويلا بدأت فى مخطط يروم تقليص عدد رحلاتها نحو هذا البلد الكاريبى، وذلك على خلفية الديون التى تطالب الشركات الحكومة الفنزويلية بتسديديها والتى تناهز 3.7 مليار دولار، مضيفة أن الديون المتراكمة تمثل قيمة مبيعات الشركات من تذاكر السفر الدولية خلال العام الماضى، مشيرة إلى أن بعض شركات الطيران تدرس إمكانية إلغاء رحلاتها نحو فنزويلا بشكل نهائى. وكان مادورو هدد الأسبوع الماضى بإنزال أقصى العقوبات فى حق شركات الطيران الأجنبية التى تقلص عدد رحلاتها نحو فنزويلا مشددا فى هذا السياق على أن إلغاء شركة ما لرحلاتها نحو فنزويلا يعنى أنه لن يكون بمقدورها العودة من جديد إلى البلاد مادامت الحكومة الاشتراكية قائمة. وحسب وسائل إعلام محلية فإن شركات طيران "أوروبا" و"كولومبيا" قلصتا رحلاتهما نحو فنزويلا على التوالى بمعدل 78 و66 %، كما قررت كل من "إيس فرانس" و"لوفتانزا" و"إير أوروبا" و"أمريكان أيرلينز" و"إير كندا" تقليص عدد رحلاتها نحو هذا البلد الجنوب أمريكى بمعدلات تتراوح ما بين 15 و35 %.