سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أحمد الطيب: الأزهر قاوم محاولات عديدة للتدخل فى شئونه.. وخرجنا من التبعية وأصبحنا هيئة علمية مستقلة.. ويؤكد: حدودنا التوعية ولا نطمح فى مناصب سياسية.. والغرب يعلم أن الإسلام ليس دين إرهاب
قال الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، إن مؤسسة الأزهر قاومت محاولات عديدة للتدخل فى شئونها، موضحا أن الأزهر كان يعى دوره جيدًا فلا يمكنه أن يتخندق فى حزب سياسى أو دينى أو ينحاز لجماعة أو طائفة، مؤكدا أن هذا هو سر بقائه لمدة 1050 عامًا، وسيكون سبب استمراره إلى الأبد دائمًا. وأضاف الطيب أن شعاره دائما "أنا أمثل الجميع وأنا أب للجميع"، مشيرا إلى أن مؤسسة الأزهر الشريف حدودها توعية المسلمين فقط، مؤكدًا أنه لم يعرف عن شيخ من شيوخ الأزهر بأنه طامح فى أن يكون رمزًا سياسيا أو رئيسًا للدولة، ولم يذكر على مر التاريخ أن شيخًا من الأزهر قاتل من أجل أن يكون سلطانًا. وحول دور الأزهر خلال ثورة 25 يناير، أشار الطيب إلى أن مصر كانت حينها أشبه بالبلد الذى يضيع بين عدة اتجاهات، وأن الثورة نفسها انقسمت إلى فرق، متابعًا أن الأزهر أدى مجهودًا كبيرًا، واستطاع أن ينجح فيما فشلت فيه الدولة فى جمع شمل العلمانيين والسياسيين إضافة إلى الإسلام السياسى، وأن جلسات الأزهر كانت تصب فى مصلحة الوطن، وأن تكون مصر دولة رائدة فى المنطقة. وأوضح الطيب أن الأزهر كان يؤمن بخارطة الطريق وانتهى الجزء الأول منها، وهو الدستور، الذى شارك فى صنعه والتوقيع عليه، مضيفًا أن الأزهر اكتسب العديد من المميزات أهمها استقلاله، بعد أن كان يتبع لرئاسة الجمهورية، وكان رئيس الوزراء المصرى هو وزير شئون الأزهر. وتابع شيخ الأزهر أن عدم استقلاله كان يسبب بعضًا من القيود عليه، مؤكدًا أنه خرج من التبعية وأصبح هيئة علمية مستقلة فيما عدا تمويله؛ لأنه مؤسسة تتبع الدولة، موضحًا أن شيخ الأزهر سابقًا كان يعين من قبل رئيس الجمهورية، ولكن حاليًا أصبح اختياره عن طريق هيئة كبار العلماء التى تختار 3 بالانتخاب، ومن ثم يقع الاختيار على شخص واحد ويتم بعد ذلك إرساله لرئيس الجمهورية للتصديق ولا يحق له رفضه. وحول موقف الأزهر من الدولة الدينية، أكد الطيب أن الإسلام لا يعرفها بالمعنى الغربى، بدليل إن أول حاكم بعد الرسول محمد(صلى الله عليه وسلم) لم يأت بمرسوم دينى، وإنما جاء عن طريق الانتخاب والمشورة، موضحًا أنه لم يحدث فى الإسلام قبل ذلك بأن تأتى جماعة معينة سواء دينية أو حتى علمانية، وتزعم أنها ستحقق الديمقراطية حتى تصل للحكم ثم تصادر على الناس، وتتحدث باسم الدين. وأشار الطيب إلى أن الفكر الإسلامى واضح، ولم يصبه اعوجاج أو انحراف، وإنما اعوجت طائفة محدودة فقط فى فهم مبادئه، مضيفًا أنه لا يستطيع أن يحاكم عامة المسلمين أو الخطاب الإسلامى المعتدل، بسبب فكر طائفة كل قوتها أنها مسلحة ومدعومة من بعض الناس فى الداخل أو الخارج، مطالبًا رجال الدين بإيضاح انحراف ذلك الفكر التكفيرى الذى لا يعرفه الإسلام ورفضه قبل ذلك. فيما يرى شيخ الأزهر أن أكبر خطر على مصر فى الفترة الراهنة هو التنازع الداخلى والتفرق الذى يعطى للإرهاب شرعيته، مشيرًا إلى أن مصر على أبواب اختيار حاكمها، ومن حق الشعب أن يضع شروط رئيسه المقبل، وإصلاح البلاد بداية بالاسقرار الأمنى. وتابع أن الأوضاع بمصر بدأت تتضح وتسير نحو الاستقرار، مشيرًا إلى أن الله أراد أن تتخلص مصر من الفوضى التى كانت تعاصرها بعد فترة قليلة، ولم تستمر تلك الفوضى لأكثر من ذلك مثل بعض البلاد، مناشدًا السوريين بأن يحرصوا على وحدة أراضيهم. وعن القنوات الدينية التى أساءت للإسلام أكد أنه كان هناك أشخاص يتحدثون عن الدين وهم لا يتعلمون الثقافة الإسلامية الصحيحة، ولم يدرسوا فى معاهد العلم الدينى الصحيح، معربًا عن أسفه من تقصير المؤسسات الدينية الحقيقة فى الخطاب الدينى حتى وإن كان لها بعض العذر. وحول موقف الدول الغربية من الإسلام أوضح شيخ الأزهر أن الغرب يعلم أن الاسلام دين سلام بامتياز وليس إرهابى، مطالباً الغرب بالامتناع عن توظيف الدين لخدمة أغراض سياسية غربية.