استنكر الدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية ما قامت به جماعة "بوكو حرام" المناهضة لسياسة الحكومة النيجيرية حول تحريم التعليم والاعتداء على الطلاب والمؤسسات التعليمية، بحجة أن التعليم الذى يستعمل اللغة الإنجليزية حرام. وأكد فضيلة المفتى فى بيان له أن ما تقوم به هذه الجماعات المتشددة من اعتداءات على طلاب المدارس والجامعات بعيد تمامًا عن روح الإسلام السمحة التى تجعل حرمة الدماء أعظم عند الله من هدم الكعبة المشرفة التى هى قبلة المسلمين وبيت الله الحرام، مشددا أن هذه الأفعال النكراء تشوه صورة الإسلام والمسلمين الحضارية أمام العالم. وأوضح المفتى أن الأصل فى النفس الإنسانية سواء كانت مسلمة أم غير مسلمة - هو عصمتها وعدم جواز الاجتراء على إنهاء حياتها إلا بسبب شرعى؛ وقد نص القرآن الكريم على تحريم قتل النفس مطلَقًا بغير حق؛ فقال تعالى: ﴿وَلاَ تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِى حَرَّمَ اللهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ﴾ [الأنعام: 151]؛ بل جعل الله تعالى قتل النفس بغير حق كأنه قتلٌ للناس جميعًا؛ فقال سبحانه: ﴿مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِى إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِى الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا﴾ [المائدة: 32]. وأضاف مفتى الجمهورية أن تعلم اللغات الإنجليزية أو الأجنبية بشكل عام أمر مشروع، وقد ثبت فيما رواه البخارى أن النبى صلى الله عليه وآله وسلم أمر زيد بن ثابت أن يتعلم لسان اليهود؛ ليكون واسطة مأمونة ليترجم له كلام اليهود إذا كتبوا إليه أو كتب إليهم، مشيرًا إلى أن تعلم اللغات أصبح ضرورة للتعايش والتواصل مع العالم الذى لا غنى عن التعايش معه مشدداً أنه لم يعد هناك مكان ولا إمكانية للعزلة والانعزال .