سادت حالة من خيبة الأمل داخل تنظيم الإخوان، عقب زيارة منصور نياس، المبعوث الخاص للرئيس السنغالى "ماكى سال"، للقاهرة، وتأكيده أن بلاده تدعم حرب مصر ضد الإرهاب ودعم عضوية مصر بالاتحاد الإفريقى، وزيارة وزير أمن الدولة لجنوب إفريقيا، ولقائه بالمستشار عدلى منصور، رئيس الجمهورية، وتأكيده على دعم بلاده لخارطة الطريق، رغم زيارة الأمين العام للجماعة محمود حسين، ووفد إخوانى لجنوب إفريقيا. وقالت مصادر داخل الجماعة، إن الجولات الإفريقية لقيادات الإخوان فى الخارج كانت محاولة لتوضيح الصورة، وتوضيح الموقف من الأحداث، زاعمة أنها وجدت تجاوبا من جانب السلطات فى السنغال معها. وأبدت المصادر، استغرابها من الزيارة، مؤكدة أن وفدا سيزور السنغال مرة أخرى لبحث الزيارة الأخيرة التى تمت من قبل مسئول سنغالى لمصر، وللتأكد من موقف الدولة الإفريقية من قضية الإخوان. من جانبه، قال محمد أبو سمرة، الأمين العام للحزب الإسلامى، أحد الأحزاب المكونة للتحالف الداعم للإخوان، إنهم لا يعولون كثيرا على موقف الدول الإفريقية لتحقيق أهداف التحالف، مشيرا إلى أن الموقف الذى اتخذه الاتحاد الإفريقى من تجميد عضوية مصر من الاتحاد لا رجعة فيه. وأضاف "أبو سمرة"، فى تصريح ل"اليوم السابع"، أن إستراتيجية التحالف لا تعتمد على الجولات الخارجية التى يقوم بها قياداته فى الخارج، بقدر ما تعتمد على المظاهرات فى الشارع. فيما قال هشام الهرم، الأمين العام المساعد لحزب الحركة الوطنية، إن التغير فى الموقف السنغالى بالتخلى عن تحالف جماعة دعم الإخوان، وإعلان داكار تأييدها لعودة عضوية الاتحاد الإفريقى لمصر، تحول إيجايى منتظر، مشيرا إلى أنه صفعة للوفد الإخوانى الذى زار السنغال الشهر الماضى، وطالبها بقطع العلاقات مع مصر. وأضاف "الهرم"، فى تصريح ل"اليوم السابع"، "ننتظر المزيد من التحول الإيجابى فى موقف الدول الإفريقية ومنها جنوب إفريقيا، للتأكد من أن ما حدث فى مصر ثورة حقيقية"، مشددا على أن تلك الدول ستعود إلى الطريق الصحيح. وأكد الأمين العام المساعد لحزب الحركة الوطنية، أن السنغال لها إرادة سياسية مستقلة رغم محاولات جماعة الإخوان التأثير عليها، مشيرا إلى أن تقديم مبعوث الرئيس السنغالى لمصر التعازى للرئيس عدلى منصور، فى شهداء الجيش والشرطة، يؤكد على أنها تدعم مصر فى حربها ضد الإرهاب، لافتا إلى أنها اتخذت موقفا مغايرا لما طلبه منها الوفد الإخوانى، فى زيارته السابقة، مؤكدا على أن عودة مصر للريادة الإفريقية مرة أخرى بات قريبا للغاية. ومن جانبه قال أحمد بهاء الدين شعبان، منسق الجمعية الوطنية للتغيير، إن إعلان السنغال دعمها لمصر ورغبتها فى عودة مصر لعضوية الاتحاد الإفريقى، شهادة فشل جديدة لجماعة الإخوان، بعد أن زار وفد من تحالف دعم الجماعة الدولة الإفريقية، وطلبه من الرئيس السنغالى قطع العلاقات مع مصر. وأضاف بهاء الدين شعبان، فى تصريح ل"اليوم السابع"، أن منطق العملية السياسية البقاء لمن يمتلك القوة على أرض الواقع، مشيرا إلى أن مصر استطاعت أن تغير الأمر الواقع من 30 يونيو حتى الآن، وباتت تنشئ واقعا جديدا فى حين أن الجماعة باتت ماضيا بدأ فى التحلل، لافتا إلى أن العالم أعطى الإخوان فرصة لمدة 9 أشهر، لمحاولة تغيير الواقع، لكنها فشلت فى إعادة عقارب الساعة إلى الوراء. وأكد منسق الجمعية الوطنية للتغيير، أن الشعب أدار ظهره للإخوان، وورقة الإرهاب التى تدعمها أمريكا وتركيا مع التنظيم الدولى للجماعة أصبحت فاشلة، مشيرا إلى أنها انقلبت على رؤوسهم بعد الموقف السعودى، وموقف دول الخليج باعتبار الجماعة منظمة إرهابية، مشددا على أن مقاطعة دول إفريقية لمصر التى ساعدتم فى الحصول على الحرية، خسارة لا تقدر على دفع ثمنها تلك الدول.