أجرت صحيفة الجارديان حوارا مع المفكر نعوم تشومسكى،80 عاما، والذى يعد واحدا من أبرز الشخصيات المنتقدة للدور الإمبريالى للولايات المتحدة فى العالم، الذى تسبب أفكاره فى نبذه إعلامياً وعدم الالتفاف له إلا من قبل الصحفيين المتطرفين أو المواقع الإلكترونية المتشددة. جاء الحوار بمناسبة إلقاء تشومسكى محاضرة فى لندن، باعتباره أول من قال إن تهميش المعارضين لسياسات الغرب لا يقارن بالفظائع التى يعانى منها هؤلاء الذين يتحدون الدول التى تدعمها أمريكا. وربما كان ذلك السبب وراء منع كتبه من مكتبة سجن جوانتانامو. تشومسكى دعم الحملة الانتخابية لأوباما إلا أن وصف رئاسته بأنها ليست أكثر من مجرد تحول للوراء نحو الوسط، وسياسته الخارجية ما هى إلا استمرار لسياسة سابقه جورج بوش فى فترته الثانية. ويرى تشومسكى، المنتمى إلى الطبقة العاملة اليهودية، أن الغزو الأمريكى لأفغانستان واحداً من أكثر الأعمال غير الأخلاقية فى التاريخ الحديث، فهو الغزو الذى وحد حركة الجهاديين حول القاعدة وزاد بحدة منمستوى الإرهاب. وعن الإمبراطورية الأمريكية، قال تشومسكى إنه منذ خطط مسئولو الحكومة لاستراتيجية المنطقة الكبرى من أجل الهيمنة الأمريكية على العالم فى أوائل الأربعينيات من القرن الماضى، فغن الإدارات الناجحة كانت تسترشد بمبادئ المافيا المستمدة فمن فيلم الأب الروحى والتى تقوم على أساس أنه لا يمكن التسامح مع التحدى، وهو الأمر الذى يعد معلم أساسى من سياسة الدولة. ويمضى تشومسكى فى القول بأن الدعم الأمريكى غير المحدود لإسرائيل ورفض حل الدولتين كان مثالاً على الفجوة بين مصالح هؤلاء الذين يديرون السياسة الخارجية والشعب. فهذا الدعم لم يكن سببه نفوذ اللوبى الإسرائيلى فى الولاياتالمتحدة، ولكن لأن إسرائيل تشكل قوة تجارية وداعمة للهيمنة الأمريكية فى الشرق الأوسط.