الجيش الأمريكى: يبدو أن الجيوش العظمى فى العالم أصبحت تواجه عدوا شرسا، وهذا العدو يتمثل فى انتشار ظاهرة التحرش الجنسى بالمجندات، وارتكاب أفعال فاضحة داخل الثكنات العسكرية، فهناك 4 جيوش تنتشر فيها هذه الظاهرة حول العالم. ففى الجيش الأمريكى كشفت بيانات لوزارة الدفاع عن أن هناك 3553 شكوى لمجندات تعرضن لاعتداء جنسى فى الفترة من أكتوبر 2012 وحتى ديسمبر 2013، فى مقابل 2434 شكوى خلال نفس الفترة من العام السابق. وتم تسجيل زيادة فى الشكاوى فى أفرع القوات المسلحة المختلفة، وهى الجيش، والبحرية، والقوات الجوية، ومشاة البحرية «المارينز»، وكشفت كاتى ويلكنسون المتحدثة باسم البنتاجون أن عدد الاعتداءات الجنسية فى الجيش الأمريكى قفزت بنسبة %60 عام 2013، خصوصًا لأن الضحايا أصبح عندهن مزيد من الثقة للتحدث والإبلاغ عنها. وأعرب الرئيس الأمريكى، باراك أوباما، عن غضبه من تزايد حالات التحرش داخل الجيش الأمريكى، بينما وعد وزير الدفاع، تشاك هاجل، بمواجهة الظاهرة مع إعلانه سلسلة من الإجراءات. وشجع البنتاجون خصوصا الضحايا على الإعلان عن هذه الاعتداءات دون الخوف من أن يؤثر ذلك على وظائفهن، وأوضحت «ويلكنسون»: «هذه الزيادة فى حالات الاعتداء الجنسى مرتبطة بمستوى من الثقة مهم جدا لدى الضحايا»، اللاتى يبلغن عن هذه الاعتداءات. وخلال جلسة استماع فى مجلس الشيوخ روى عدد من الضحايا للبرلمانيين كيف تعرضوا للإذلال وحتى لكسر الرتبة عندما أبلغوا عن هذه الاعتداءات. وفى مايو الماضى، أمر «هاجل» الجيش الأمريكى بمراجعة ماضى المستشارين الذين يتولون عمليات التجنيد للتأكد من أنهم مؤهلون لشغل «مناصب ثقة»، ما أدى لتغيير وظائف 588 جنديا من الذين تولوا عمليات التجنيد وحتى محامى الضحايا وكذلك منسقون مكلفون بتقديم حلول للضحايا، حسبما قال متحدث آخر باسم البنتاجون هو ديفليد باترسون، وتم طرد هؤلاء الجنود من وظائفهم، خصوصا بسبب اعتداءات جنسية بما فى ذلك على قاصرين والترويج لأفلام جنسية أو القيادة تحت تأثير الكحول، وقال «باترسون» إن ما لا يقل عن 79 من هؤلاء الجنود قد طردوا من الجيش. الجيش الإسرائيلى: كما كشف تقرير جديد أعده الجيش الإسرائيلى عن أن واحدة من كل 8 مجندات تتعرض للتحرش الجنسى سواء كان جسديا أو لفظيا من قبل ضباط بالجيش، وكشفت الجنرال راحيلى طبت فيزل مستشارة رئيس الأركان لشؤون المرأة عن تقرير شامل أعد حول اعتداءات جنسية داخل مؤسسة الجيش. ووفق المعطيات فى عام 2013 وصلت 561 شكوى عن اعتداءات جنسية فى الجيش مقارنة ب511 شكوى فى عام 2012، و%9 من هذه الشكاوى وصلت من رجال. وكشف استطلاع سرى أرسل إلى آلاف المجندات فى الخدمة الإلزامية عن أنه فى عام 2013 تعرضت واحدة من كل ثمانية مجندات إلى تحرش جنسى، كما أشار إلى أن حوالى %60 ممن تعرضن للتحرش الجنسى لا يتحدثن عما يتعرضن له من اعتداءات ويفضلن الصمت. الجيش الفرنسى: فى الجيش الفرنسى، طلب وزير الدفاع الفرنسى جون إيف لودريان، فتح تحقيق داخلى فى وزارة الدفاع بشأن الحالات المحتملة للعنف الجنسى والتحرش التى ترتكب ضد النساء فى الجيوش الفرنسية، وجاء هذا القرار على ضوء ما ورد فى كتاب نشر بعنوان «الحرب الخفية»، الذى يتطرق إلى وجود أربعين حالة من هذا النوع وقعت فى السنوات الأخيرة. ومنذ عقود، فإن معظم الوظائف متاحة للمرأة فى القوات المسلحة الفرنسية، حيث تمثل النساء حاليًا ما يقرب من %15 من إجمالى عدد العسكريين. الجيش الألمانى: فى الجيش الألمانى، تتعرض واحدة من بين كل اثنتين من المجندات الألمانيات لتحرشات جنسية، بحسب ما جاء فى تقرير صادر عن هيئة مراقبة سلوك المجندين فى الجيش الألمانى. وأكد التقرير أن نحو %55 من المجندات تعرضن لشكل من أشكال التحرش أو لنوع واحد على الأقل من أنواع التحرش، أما الجنود فقد تعرضوا بنسبة %12 لأحد أنواع التحرشات الجنسية. وقالت وزيرة الدفاع، أورسولا فون دير لاين، وهى أول امرأة تتولى هذا المنصب فى ألمانيا، تعليقا على الدراسة إنه «ينبغى تغيير المعاملة التى تلقاها النساء فى صفوف الجيش»، علماً بأنهن يشكلن %11 من إجمالى الجنود. لكن هذه المهمة ليست بالسهلة، لا سيما أن %56 من الجنود يعتبرون أن وضع الجيش الألمانى يتراجع مع ازدياد النساء فى صفوفه.
