أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان أن مكتبة الإسكندرية تضم أكبر معمل لترميم المخطوطات فى الشرق الأوسط وله علاقات دولية، ويستوعب متدربين من أوروبا والدول العربية، للتدريب على معالجة التلف وترميم الأجزاء المهترئة من المخطوط دون الإخلال بالهوية التاريخية وإخراج المخطوط النادر بشكل يتناسب مع أسلوب عرضه فى المتاحف أو قاعات المخطوطات. وطالب الدكتور ريحان بتدريب مسئولى الترميم بوزارة الدولة لشئون الآثار وأقسام الترميم بالجامعات بهذا المركز، وذلك لتيسير ترميم سجلات الآثار القديمة بوزارة الآثار الذى تعرضت للتلف بمرور الزمن، مما يؤدى لفقدان معلومات هامة عن الآثار المسجلة وحالتها وقت التسجيل وحالتها حالياً كما أن تلف السجلات يؤدى إلى فقدان الأثر نفسه بسهولة مع عدم وجود معلومات كافية عنه. وأشار د. ريحان إلى أن أعمال الترميم بالمركز تبدأ بالفحص المبدئى للمخطوط المراد ترميمه وتسجيل بياناته وأبعاده وتفاصيل الإصابة وعوامل التلف به تسجيلا دقيقاً فى قاعدة البيانات، وتصويره تصويراً مفصلاً يوضح حالة التلف به وطرق الترميم المقترحة سواءً عملية الترميم الكلى أو الجزئى أو الإصلاح البسيط والحفظ الذى يتمثل فى إعادة بعض العناصر المفككة سواء فى الغلاف أو الأوراق. وقال إن الترميم الجزئى يكون للمخطوط الذى تتطلب حالة التلف به فك بعض مكوناته أو أجزائه مثل الغلاف أو جزء منه أو بعض الأوراق التى لا تتطلب فك المحتوى النادر بشكل كامل وأما الترميم الكلى فيتضمن فك المخطوط المراد ترميمية بصورة كاملة لمجموعة عناصره ومكوناته الأولية، وذلك لسوء حالته أو لتعرضه لعوامل التلف لفترات زمنية طويلة بالإضافة إلى وجوده فى ظروف حفظ سيئة. ونوه د. ريحان إلى أن المعمل يقوم بعملية فحص لجميع أعمال وخطوات الترميم التى تتم سواءً على المخطوطات أو الكتب النادرة داخل المعمل للتأكد من مطابقتها للمعايير والضوابط الدولية المتعارف عليها خلال جميع المراحل الترميمية بدايةً من الخامات المستخدمة مروراً بعمليات الترميم وصولاً للحالة النهائية للمخطوط الذى تم ترميمه ويستخدم فى هذه العملية التقييمية استمارات تقييم الجودة التى تتضمَّن جميع المعايير التى يجب اتبعاها ويتم تحديث هذه المعايير بشكل دورى استناداً للتوصيات والإصدارات من المنظمات العلمية والمهنية وتوصيات المؤتمرات التى تعقدها هذه المنظمات. وأكد أن الترميم بمعمل قسم المخطوطات بمكتبة الإسكندرية تحكمه عدة معايير دولية ومنها الحفاظ على الهوية التاريخية للمخطوط والدراسة التحليلية والتسجيل والتوثيق الدقيق لكل عناصر العمل الأثرى قبل الترميم عن طريق التصوير والتسجيل التحليلى لجميع البيانات الخاصة بالمخطوط وأن تتصف جميع الخامات المستخدمة فى عملية الترميم بقابلية الاسترجاع أى يسهل تفكيكها فى المستقبل بدون إحداث أى ضرر وأن تكون طبيعية خالية من الحموضة ومطابقة للمواصفات والمعايير الدولية والعمل على توضيح الفرق بين الجزء الأصلى فى الأثر والإضافات التى تحتاجها عملية الترميم حتى لا يكون تزويراً وهو ما يدل على رقى فلسفة الترميم واحترام مبدأ الأصالة كما تنص عليه المواثيق الدولية، وعدم التدخل بالإضافة أو الحذف من المخطوط إلا عند الضرورة القصوى أو عند وجود سبب ضرورى.