فى خلال ثلاثةِ أعوام قام الشعب المصرى بثورتين عظيمتين غيرت مجرى الحياة فى مصر, وغيرت الخريطة السياسية فى الوطن العربى, وبعد وضع الدستور الجديد للبلاد وماكان له أو عليه, ننتقل إلى المحطة الأبرز والأهم فى المرحلة الانتقالية وهى الانتخابات الرئاسية, كثير من الأسماء عادت لتظهر على الساحة السياسية مرة أخرى، على الرغم مِن أنها لم تقدم شيئًا مفيدًا للبلد. فيما مضى أو تأتى الآن ومعها خطط مستقبلية مُبَشرة وواعدة, الكل يطمع والكل يطمح ولا يهم سوى الكرسى ولا يوجد خريطة للنهوض من الكبوة التى نحن فيها, وبنظرة سريعة للمشهد نجد أن أغلب المرشحين أتى وهو خالى الوفاض من الفكر الذى يخرج الشعب المصرى من عنق الزجاجة الذى أتخنق فيه, الأيدى خاليه ألم يكفنا الأيدى المرتعشة أم كتب علينا أن نُجِرب كل أنواع الأيادى, الكل مشغول بالسباق الرئاسى والتورتة التى تُغرى الجميع بالتهامها سريعا وبدون مشاركة من أحد. الآن ومصر تدخل أهم مرحلة فى الحياة السياسية وكنتيجة طبيعية لقيام تلك الثورات، وهى الانتخابات فهى دليل على تطور سياسى وفكرى ومنهجى لمرحلة هامة فى حياة الشعب المصرى, وإن كتب لهذه المرحلة أن تنتهى نهاية طبيعية باختيار الأجدر والأفضل والأنسب لهذه الفترة العصيبة التى تَمُر بها البلاد, لأنه يجب علينا أن لا ننجرف وراء شِعارات قد تكون لها خلفيات ورواسب معينة لسنا فى حاجة إليها الآن لأن ما يهم هو حاضر مصر ومستقبلها , ويجب اليقظة للمخططات الإجرامية الإرهابية التى تحاك بحنكة سياسية صهيونية لتقسيم الأمة العربية بوقوع مصر تحت يد الإرهاب وتقسيمها فنهاية مصر هو نهاية للأمة العربية, يجب أن يَعرِف ويَعلم كل مَن يَحلم بكرسى السُلطه أنه يَدخُل معركة تحدى لصالح الشعب وليس من وراء هذا المنصب لا تُورتة ولا حتى قطعة جاتوه , فلا ينجرف وراء بريق الكرسى لأن الشعب لن يرحم أحدًا فقد تغير هذا الشعب بعد الثورة ولم يعد سهل التسييس كما كان فى السابق. حتى الإعلام يجب أن يتغير دوره ليلعب بمصداقية وحيادية بعيداً عن الانتماءات السياسية والفكرية, لأن له دُور مُؤثر وحيوى فى تغير عقول وأفكار, ونحن نبحث عن الأفضل للجميع كفى الشعب أن يكون مُتلقيا فقد عبر تلك المرحلة, نريده مشاركًا حتى يكون هناك تَغيِر حقيقى, نريد أن ننعم بالاستقرار مثل باقى الشعوب المُستقرة, نريد الحياة بِكرامة لنا مِن الحقوق كما علينا مِن الواجبات وأن يُنظر إلى إنسانِيتنا وآدَميتنا بِعَين الاعتبار والاحترام , والعمل على إزكاء روح الانتماء التى كادت تَضِيع وتَتُوه فى بحر الحياة المُتلاطم بأمواج الفقر والبطالة وعدم تكافؤ الفرص, نريد نزاهة العقول والضمائر فى مَن يتحكم فى مَقدرات الشعب فقد سئمنا مِن الخيانة والعمالة والانتهازية. نُريد يَد تَحمى وتَبنى ولا تَهدِم ولا تُخَرّب, نريد مستقبل واعد لأبنائنا وأحفادنا لكى نَطمئِن أنّ الأرواح لم تَذهب هَباء، وأنّ الدم لم يسال سدى, نريد مِساحة مِن الحرية لكى نتقدم ونتقدم، لأن شَعب مِن غِير حُرية عَبيد مِن غِير عِقول فى بلد يَحكُمه الظُلم والجبروت. نُريد مَن يُفكر فى شعبه قبل أن يُفكر فى نفسه وفى عائلته وله فى قِصص السابقين عبر وعظة, ولن يكون مِن الصَعب على شعب قام بثورتين أن يَقوم بثالثة ورابعة مهما كانت هناك مِن مَواد تُكمم الأفواه أو تُقيد الحُريات. فالعيون ستكون سِيوف مسلّطة على رقاب الحكام، ولن نُصفق إذا أحسن الحاكم فهذا واجبه، ولكننا لن نسكت إن أخطأ فقد كفانا أخطاء فى حقنا, عانَينا على مَر السنين وما زلنا نُعانى فهل نطمع أن يكون رئيس مصر القادم هو حِلم الشعب بعيدًا عن كلمة مدنية أو عسكرية وبعيدًا عن تحقيق مَصالح شخصية, وبعيدًا عن إرضاء الجميع لأنه مستحيل والعمل لمصلحة مصر وتوحيد كلمتنا تحت علم مصر فهل هذا ببعيد!