من قديم الأزل وإلى الآن لا يزال قتل النفس أمرا مستباحا وهينا عند أحط أنواع البشر مهما اختلفت الديانات والمعتقدات، أما الأمر الغير مبرر بالنسبة لنا كمسلمين والمعهود عن ديننا الحنيف، أنه يدعونا إلى التسامح ونبذ العنف وعدم قتل النفس إلا بالحق، طبقا لحدود الله أن نكون نحن أول من يتطاول على الإسلام فى تعاليمة، أصبحنا وبلا شك عراة أمام العالم، مع أن إسلامنا ألبسنا رداء الطهارة والنقاء، والأمر المحزن أنه إلى الآن لا يوجد من ينتشلنا من كبوة العنف وإن زال بعض الشىء، ولكنه موجود يختطف شبابا فى عمر الزهور ويحكم على أطفال أن يحيوا فى حرمان ويُتم. لا أدرى هل أصبح الدم رخيصا ليروى الطرقات؟، هل أصبحت دموع الأمهات وبكاء الأرامل شيئا لا قيمة له أمام من يرتكب يوميا جرائم القتل؟، ولا أدرى أن ما يحدث هو أشبه بالأنفلونزا الموسمية، تأتى لتحكم بالموت على أبرياء، أم أن ما يحدث لا ينتهى إلا بتغيير الواقع؟، ولا أدرى أن قانون القتل هو الخيار أمام استرداد الحقوق. القتل آفة تتوغل فى عقول من لا يملكون ذرة فكر أو حتى بصيصا من الضمير البشرى، لأنهم يعتقدون فى خيالهم المريض أن كل الناس أمامهم أعداء، أنهم الشياطين فى أشكالهم الآدمية يفتقدون الإيمان المغذى الذى يتحكم فى بصيرة الإنسان وتوجهاته وأفعاله، نحن أمام وحوش تبتغى الموت لكل من يقف أمامها، بصرف النظر عن أى شىء، المهم أن الدماء تسيل والجثث تتناثر وأرواح الآخرين تزهق والكل عليه السمع والطاعة. افيقوا يرحمكم الله، لسنا فى الجاهلية ولسنا فى صراع ينتصر فية القوى على الضعيف، إننا أمام عقيدة كان الحوار والفكر هو منهجها، والمعاملة الحسنة أكبر شيمها، والتسامح هو أساسها، من يريد أن يقتل فهناك الصحراء متسعة الأركان فى بلدنا، فليرحل هناك فليصارع البرد القارص وليقتل العطش الذى ينتظرة، وليصبر على الجوع المميت ولينعم بالظلام الدامس، أفضل من حياة تفتقد إلى الأمن والأمان، حياة كلها هروب وخوف وتأنيب ضمير ومستقبل مظلم، نهايته خسارة فادحة وقبرا يرفض وجوده فيه.