اسوأ انواع الانتقام تجدها في الحب والسياسة.. حين يكره الرجل بعد قصة حب دامية فهو يبحث عن الانتقام. . وحين تشعر المرأة بالظلم امام رجل هجرها فإنها تستخدم كل الأساليب لاسترداد كرامتها.. وما يحدث في الحب يحدث ايضا في دنيا السياسة لأنها لا تعرف شيئا اسمه الرحمة.. وإذا غابت الرحمة في اي شيء يصبح الانتقام حقا مشروعا.. وليس من الضروري ان يكون الانتقام دليلا علي القوة لأن الوجه الآخر للقوة هو الرحمة.. والوجه الأخر للانتقام هو الضعف.. ان الرجل القوي لا ينتقم ولكنه يحاسب.. اما الإنسان القوي فهو يؤكد قوته بالرحمة حين يعفو.. والغفران من شيم الأقوياء والتسامح ليس فقط دليلا علي النبل والترفع ولكنه ميزان للقوة.. والنفوس الضعيفة اقرب لساحات الانتقام, اما النفوس القوية فهي تملك الإرادة لأن تغفر وتسامح.. ولأن السياسة بلا قلب ولا تعرف شيئا اسمه الرحمة فإن الانتقام فيها يعتبر سلوكا طبيعيا يسانده في الرحلة احط اساليب التعامل بين البشر وهو الكذب وإذا اجتمع الكذب مع الانتقام ظهرت بينهما الندالة وهي مقياس لدرجة الانحطاط وسوء الأخلاق عند البشر.. ورغم الفارق الكبير بين دنيا الحب ودنيا السياسة إلا ان اساس التعامل فيهما واحد وهو الأخذ والعطاء.. وإذا كان الحب صنعته المشاعر بين قلبين فإن السياسة اكبر صفقات الكذب والتحايل انها سلعة رائجة جدا بين اصحاب النفوس الضعيفة.. ولهذا فشل في دنيا السياسة اصحاب الضمائر الحية والعقول المستنيرة, انها وسيلة اصحاب القلوب المريضة, ولهذا يصبح الانتقام اسلوب حياة والكذب اساس التعامل.. إذا احببت لا تفجر في خصومتك مع من تحب وحاول ان تترك مساحة لزمان قادم قد تتغير فيه الأحوال والأشياء والمشاعر وتري من كان يوما حبيبا صار عدوا ومن كان يوما عدوا صار حبيبا وهذا ما يحدث في دنيا السياسة احيانا يتقارب الأعداء ويبتعد الأصدقاء.. ويبقي الانتقام عاملا مشتركا بين قلوب احبت.. وسياسيين يلعبون بالنار ومصائر الشعوب. نقلا عن الاهرام المزيد من أعمدة فاروق جويدة