تزوج فتاة تقاربه فى العمر ووعدها بالأيام السعيدة داخل المنزل البسيط الذى استأجره لها، لكن سرعان ما تبخرت الوعود وتحولت همسات الحب وكلمات الغزل إلى أصوات للمعارك والسب، واكتشفت السيدة الحسناء بأن الرجل الذى سلمته قلبها وجسدها كان هدفه الأول والأخير الحصول على مال والد الزوجة، وعندما رفض "حماه" ذلك أذاق ابنته الأمرين وحول حياتها إلى جحيم، ثم قرر أن ينفذ حكم الإعدام فى والد زوجته ليستولى على المال عن طريق الميراث بعدما فشل فى الحصول عليه أثناء حياته، لكن الزوجة اكتشفت الجريمة ولجأت إلى الشرطة التى ألقت القبض على المتهم واعترف تفصليا بارتكابه لجريمته النكراء وأرشد عن أدوات الجريمة. بدأت تفاصيل الواقعة بإخطار تلقاه اللواء أمين عز الدين مساعد وزير الداخلية لأمن الإسكندرية من مأمور قسم شرطة أول المنتزه بالعثور على جثة مواطن مقتولا داخل شقة بمنطقة سيدى بشر قبلى. وانتقل اللواء ناصر العبد مدير إدارة البحث الجنائى بالإسكندرية برفقة ضباط المباحث والأمن العام إلى مكان البلاغ بأحد العقارات بالطابق السابع، حيث تبين أن الجثة لمواطن فى العقد السابع من العمر، واستمع ضباط المباحث إلى أقوال ابنته التى اكتشفت الجريمة. وقالت ابنة القتيل "شعبان.م" 65 سنة، بأنه عقب الانتهاء من دراستها تقدم شاب لخطوبتها من والدها ورغم رثاثة حاله إلا أنها وافقت على الارتباط به والزواج منه، بعدما وعدها بأنه سيواصل الليل بالنهار من أجل تحقيق أحلامها، وأنه سيعتمد على نفسه دون اللجوء إلى أموال والدها، كما أكد لها بأنه شاب متدين وعلى خلق، ويريد زوجه تراعى الله فيه، وأمام هذه الوعود والكلام المعسول لم تجد الفتاة فى مصطلحات قاموسها سوى كلمة "موافقة" لتجد نفسها داخل شقة استأجرها لها الزوج حتى تجمع بينهما. وأضافت الابنة أمام ضباط المباحث، بأنه لم تمر سوى بضعة أشهر حتى شاهدت من زوجها الوجه الآخر وكأنها تزوجت من رجل لا تعرفه ولم تقابله مطلقا، رجل لا يعرف الحب والهيام، يعشق المال ويكره ما يعوق طريقه إليه، ومن ثم بدأت المشاكل تتفاقم بين الزوجين خاصة بعدما حاول الزوج الحصول على أموال والد زوجته الذى رفض ذلك، حتى فكر الزوج فى الانتقام من "حماه" حتى ترجع التركة إلى زوجته ابنة "المرحوم"، ووجهت الزوجة أصابع الاتهام إلى زوجها، مؤكدة أمام ضباط المباحث بأنه وراء قتله بسبب مشاكله المتكررة مع والدها، موضحة أنه اختفى منذ قرابة 3 أيام ولم يسأل عنها ما جعل الشك يتسلل إلى قلبها فتوجهت إلى شقته بالطابق السابع حيث طرقت الباب فلم يفتح لها فزاد شكها ففتحت الباب بنسخة من مفتاح كانت قد حصلت عليه من والدها، وبدخولها الشقة بدأت تشعر برائحة كريهة منبعثة من غرفة النوم فاسرعت نحوها لتجد جثة والدها داخل لفافة. وتم إعداد الأكمنة والقبض على الزوج الهارب "عمرو.م" 23 سنة عاطل، والذى انهار أمام ضباط المباحث معترفا بارتكابه للجريمة، حيث أكد القاتل بأنه كان يمر بأزمة مالية طاحنة جعلته يفكر فى الانتقام من "حماه" فتسلل إلى شقته وطرق الباب وعندما فتح له أكد للمجنى عليه بأنه يحتاجه فى أمر هام، ودخل بالفعل الشقة، وبينما كان الضحية جالسا، غافله المتهم وأخرج حبل كان بحوزته وطوقه حول عنق القتيل ونفذ فيه حكم الإعدام وتعدى عليه بالضرب حتى تلطخ بنطال القاتل بدماء المقتول، ثم وضع الجثة داخل لفافة من البلاستيك ووضعها فى لفافة أكبر من القماش، ثم وضع الجثة على السرير بغرفة النوم واستولى على اموال القتيل وهاتفه المحمول وهرب. وأرشد المتهم عن المسروقات والبنطال الملطخ بالدماء، وأبدى ندمه على ما اقترفت يداه فى حق المتهم، قائلا: "أنا كنت بهوشه بس عشان آخد الفلوس بس لما رفض خنقته أصلى خوفت يقول لبنته..ومش هاعمل كدا تانى"، وتم إحالة المتهم للنيابة التى باشرت التحقيقات.