هل تذكرين ذلك العرض التى كانت تقوم به إحدى الفتيات الجميلات ويلتف حول خصرها ذلك الثعبان الضخم, كانت تتلاعب به كيفما تشاء لا أعلم لماذا كان يخشاها وهل كان يخشاها فعلا أم يخشاك أنت! أتذكر جيدًا تلك النظرات الصامتة منه إليك وأتذكر أيضًا هدوءك أمسكت يدك حينها فوجدتها مرتعشة خائفة، ولكنك كنت تجيدين التظاهر بالقوة. بعد لحظات لم تستطعين أن تخفى أرتبكاك أكثر من ذلك، وبدأت نظراتك تتغير لذلك الثعبان وللمكان بكامله أفلتى يدك من يدى بسرعة، وكأن نظرات ذلك الكائن أصابتك بشىء ما. انتهى العرض الذى لم يطل أكثر من خمس دقائق نعم خمس دقائق فقط، تغير كل شىء فى خمس دقائق كلماتك لمساتك جمالك حتى اسمك لم يعد كما كان لم أعد استطيع التعامل مع إنسانة غريبة عنى. نظرت إليك وحاولت أن أتكلم فتلعثمت ماذا أصابنى أنا الآخر ما هذا الدوار الذى أشعر به. من أنا؟ ! كنت كما أذكر فصيح اللسان أتلاعب بالكلمات كيفما أشاء وكانت تصل إلى قلبك فى ثوانٍ. كانت تدمع عينيك من حلاوتها ومن إحساسك بها ها أنا أصبحت لا أقوى على الكلام من أنت وماذا فعلتى بى؟! ما هذا الشبح الذى يأتى من بعيد. أنه هو. ذلك الثعبان الضخم هل جاء ليجهز على هو الآخر! وقف صامتًا ينظر إلى دون كلام أو حراك.. ثم نظر إليك وابتسم.. كنت تبادلينه تلك النظرات التى كنت أعرفها يومًا ما جيدًا. استجمعت قوتى وقلت له ماذا تريد.. هل تريدها؟ .. قال لى نعم إنها لم تكن لك من البداية.. أريد تلك الأفعى أنها لى. صدمتنى كلمة "الأفعى" نظرت إليك حينها فوجدتك تحولتى إلى افعى حتى إننى نسيت ملامحك وطريقة كلامك. نعم إنها لم تكن لى فى يوم من الأيام، ولكن داء العشق قتلنى. هل تعلم أيها الثعبان أنها احبتنى واحببتها قبلك. ولمست جلدها الناعم قبلك. هل تعلم أنى قبلتها وقبلتنى.. يا إلهى أتذكر آخر قبلة. قبلتها لكى أوصف لها كم أنا أحبها وأشتاق إليها.. قبلتنى لكن كان مذاق قبلتها غريب.. كان مذاقها مر. . سألتك حينها لماذا تلك القبلة مذاقها "مرار" قلت لى إنه من شدة الولع.. الآن أعلم إنك كنت تفرغين السم فى فمى.. وها أنا الآن بين سكرات الموت لا أقوى على الكلام لا أقوى على الحراك لولا ذلك الإيمان والأمل الميمون لكنت فى عداد الموتى. حمدًا لله لأنك أعطيتنى مصلا ضد جميع أنواع سموم الأفاعى والثعابين لن أمرض بعد اليوم. هل كنت أفعى فى جسد امرأه أم امرأه وتحولتى إلى أفعى. بداخلك أيتها المرأة أفعى.. تستطيعين أن تتحولى إليها فى أى وقت. لكنها إن تحولت إلى أفعى فلن تستطيعى أن تعودى امرأة مرة أخرى، ولكنك ستحاولين أن تمثلى أنك تعيشى كمرأة.