وزير الأوقاف: مواقف الرئيس السيسي الثابتة تجاه سيناء موضع تقدير كل مصري    "آمنة" يتابع مع وفد البنك الدولى الموقف التنفيذي لبرنامج التنمية المحلية بصعيد مصر    ارتفاع عجز الميزان التجاري الأمريكي 12 % في مارس الماضي    وزارة التخطيط تشارك في الدورة العاشرة للمنتدى الأفريقي للتنمية المستدامة    الأسواق الأوروبية تغلق على انخفاض .. وارتفاع أسهم التعدين 1.9%    أمريكا وفرنسا تطالبان بفتح تحقيق بشأن المقابر الجماعية في غزة    روسيا تدرس خيار خفض العلاقات الدبلوماسية مع واشنطن    قبل مواجهة دريمز، قنصل مصر بغانا يؤكد تذليل كافة العقبات أمام بعثة الزمالك    تشكيل الزمالك المتوقع أمام دريمز الغاني بعد عودة زيزو وفتوح    مدرب يد الزمالك يوجه رسائل تحفيزية للاعبين قبل مواجهة أمل سكيكدة الجزائري    النيابة تعاين موقع العثور على جثة في ظروف غامضة بأكتوبر    «القطر مش هيتأخر».. مواعيد القطارات المتحركة بالتوقيت الشتوي بعد تطبيق الصيفي    الحكاية خلصت برجوع الحق، طرح بوستر جديد لفيلم السرب    10 ليالي ل«المواجهة والتجوال».. تعرف على موعد ومكان العرض    يمنحهم الطاقة والنشاط.. 3 أبراج تعشق فصل الصيف    خالد الجندي: مصر لن تفرّط في حبة رمل من سيناء    في اليوم العالمي للملاريا.. أعراض تؤكد إصابتك بالمرض (تحرك فورًا)    6 نصائح لوقاية طفلك من حمو النيل.. أبرزها ارتداء ملابس قطنية فضفاضة    استجابة لشكاوى المواطنين.. حملة مكبرة لمنع الإشغالات وتحرير5 محاضر و18حالة إزالة بالبساتين    تواصل عمليات توريد القمح للصوامع بالمحافظات    دعاء يوم الجمعة.. ساعة استجابة تنال فيها رضا الله    "إكسترا نيوز": معبر رفح استقبل 20 مصابًا فلسطينيًا و42 مرافقًا اليوم    سبب غياب حارس الزمالك عن موقعة دريمز الغاني بالكونفيدرالية    بعد إعلان استمراره.. ثنائي جديد ينضم لجهاز تشافي في برشلونة    وزير الرياضة يشهد انطلاق مهرجان أنسومينا للألعاب الإلكترونية    رابطة الحكام الإيطالية تختار طاقم تحكيم نسائي للمرة الأولى في الدوري الإيطالي    بيان مشترك.. أمريكا و17 دولة تدعو حماس للإفراج عن جميع الرهائن مقابل وقف الحرب    تفاصيل اجتماع المجلس الأعلى للمستشفيات الجامعية برئاسة وزير التعليم العالي    دعاء الاستخارة بدون صلاة .. يجوز للمرأة الحائض في هذه الحالات    مدرب صن دوانز: الفشل في دوري الأبطال؟!.. جوارديولا فاز مرة في 12 عاما!    رد فعل غير متوقع من منة تيسير إذا تبدل ابنها مع أسرة آخرى.. فيديو    مصادرة 569 كيلو لحوم ودواجن وأسماك مدخنة مجهولة المصدر بالغربية    التحقيق مع المتهم بالتحرش بابنته جنسيا في حدائق أكتوبر    إصابة سيدة وأبنائها في حادث انقلاب سيارة ملاكي بالدقهلية    جامعة حلوان توقع مذكرتي تفاهم مع جامعة الجلفة الجزائرية    الأردن يدين سماح الشرطة الإسرائيلية للمستوطنين باقتحام الأقصى    تحرير 498 مخالفة مرورية لردع قائدي السيارات والمركبات بالغربية    طريقة عمل مافن الشوكولاتة بمكونات بسيطة.. «حلوى سريعة لأطفالك»    ضبط عامل بتهمة إطلاق أعيرة نارية لترويع المواطنين في الخصوص    الكرملين يعلق على توريد صواريخ "أتاكمز" إلى أوكرانيا    محافظ كفر الشيخ يتابع أعمال تطوير منظومة الإنارة العامة في الرياض وبلطيم    محافظ الأقصر يهنئ الرئيس السيسى بعيد تحرير سيناء    مشايخ سيناء في عيد تحريرها: نقف خلف القيادة السياسية لحفظ أمن مصر    أمين الفتوى لزوجة: اطلقى لو زوجك لم يبطل مخدرات    مستقبل وطن: تحرير سيناء يوم مشهود في تاريخ الوطنية المصرية    أبطال سيناء.. «صابحة الرفاعي» فدائية خدعت إسرائيل بقطعة قماش على صدر ابنها    الرئيس السيسي: نرفض تهجير الفلسطينيين حفاظا على القضية وحماية لأمن مصر    «التعليم» تستعرض تجربة تطوير التعليم بالمؤتمر الإقليمي للإنتاج المعرفي    محافظ قنا: 88 مليون جنيه لتمويل المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر خلال العام الحالي    فن التهنئة: استقبال شم النسيم 2024 بعبارات تمزج بين الفرح والتواصل    افتتاح وتشغيل 21 سرير عناية جديد بمستشفي الكرنك في الأقصر تزامنا ذكرى تحرير سيناء    إصابة ربة منزل سقطت بين الرصيف والقطار بسوهاج    حدث ليلا.. تزايد احتجاجات الجامعات الأمريكية دعما لفلسطين    الفندق عاوز يقولكم حاجة.. أبرز لقطات الحلقة الثانية من مسلسل البيت بيتي الجزء الثاني    أول تعليق من ناهد السباعي بعد تكريم والدتها في مهرجان قرطاج السينمائي    أحمد موسى: مطار العريش أصبح قبلة للعالم وجاهز لاستقبال جميع الوفود    الزكاة على أموال وثائق التأمين.. الإفتاء توضح أحكامها ومتى تجب    اختيارات النقاد.. بعد سيطرة الكوميديا ما هى الأفلام الأنسب لموسم العيد؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أحزان الأفاعي.. الحزب (2)
نشر في المراقب يوم 03 - 02 - 2012

توقفنا في الجزء الأول عند نهاية الفصل الرابع من الرواية ونبدأ الجزء الثاني بالفصل التالي:
الفصل الخامس
مئات التفاصيل تحاصرها تغلق امامها كل الابواب كل نوافذ العقل كل طرق الهروب تحاول ان تتغلب على مشاعرها تذيب الحنين بقلبها. يفيض صوت غناءه البعيد القادم من غرفة مجاورة معبر عن سعادته يجعلها تتطاير كالعصفور تتذكر قسمه لها انه ولد يوم ان احتضنها وكتبت شهادة ميلاده يوم ان رقص بين ذراعيها. تحاول الا تصدق كل ما احدثه الطاهر في قلبها وعقلها وهى تقف امام المراة تنظر الى وجهها وجسدها العاري تتطاردها مئات التفاصيل تفيض الدموع من عينيها تهرب من امام المراة تلمثها اطراف اصابعه التى ما زالت تشعر بها تتحرك فوق جسدها العاري تهرب من تلك التفاصيل وتنظر الى شعرها الذى بدا الشعر الابيض يغزوه تمسك بادواتها وتحاول ان تدارى لمسات الكبر من على وجهها تجفف دموعها وتمسك بفساتينها واحد تلو الاخر ثم تبتسم وهى تخاطب نفسها سائله ماذا احدث بك هذا الطاهر من تغيير ؟ ثم تبتسم مرة اخرى وهى تقول ساخرة نعم ما زلت جميله بل اجمل النساء وساظل هكذا لن اعطى الفرصه لغيري ان ياخذه منى .
مئات التفاصيل تقابلها مئات الاسئلة وهى لا تعرف من يحركها هل هو العقل ام القلب ام نداء الجسد . ينخفض صوت غناء الطاهر القادم من بعيد تعلو دقات قلبها . اقترب منها وقبلها استدارت ونظرت الى وجهه ثم قبلته فمال عليا وقال وهو يقبلها سيدتي ومليكتي ان هذا الفستان لا يليق بكي في هذا الحفل اريدك ان تكونى ملكة تبثي السعاده لكل من ينظر اليكي وهو يرسم علامات التعجب ويفيض بسؤاله وتعجبه كم انتى جميله اريد الكل يعلم ان القلب قد احب والعقل قد اختار وانى انا خادم الملكة التى يتمنى الكل ان يكون مكانى . تضحك وتهرب من بين ذراعيه من قبلاته من همساته وتعلو ضحكتها وتبتعد خطوات وهو تقول له في دلال كفاك لقد تعبت في اختيار هذا الفستان اقترب منها وهو يمسك يداها وفى يده الاخرى فستان اخر وهو يقول لها من اجلى اريد ان اراكي في هذا الفستان . ضمها اليه اكثر واعطاها الفستان وبدا هو في نزع الفستان من فوق جسدها وهو يقبلها ويقبل جسدها العاري تحاول ان تفلت من بين يديه لكن اين تذهب لقد ضمها الى ذراعيه اكثر ثم حملها وطرحها فوق الفراش وهى تصرخ في دلال وبصوت حنون قالت يا مجنون ماذا تفعل سوف نتاخر على الحفل . بينما هو يقبلها ويقول لها وهو يلقي بماءه في كاسها فليذهب الحفل ومن فيه الى الجحيم . لم يكن ذلك بجديد على جمالات فان الطاهر منذ اليوم الاول له معها وهو يحمل في قلبه مشاعر الدفء وفى جسده شباب ولم تؤثر عليه الايام او الشهور التى مرت وهو معها انه كل يوم يشعرها ان هذا هو اول يوم له معها . سبعه اشهر والطاهر يتفنن في اسعاد جمالات بينما هى تسعي بكل جهد في ان تسعده وان تجعل منه رجل يشار اليه وبالفعل لق خلقت من الطاهر انسان اخر واصبح الطاهر يرتبط بصداقات مع عدد كبير من رجال السياسه سواء من اليسار او اليمين او الوسط لقد اصبح الطاهر عضو مهم في كل تحركات اليسار لكنه مازال يهاب ان يكون له دور فعال داخل البيت العتيق ومازال يذهب الى بيته الصغير من الحين الى الاخر ويجلس فيه قليل من الوقت ويكتب في دفتر يومياته نفس السوال ويوقع اسفله دون ان يضع الاجابة او يغيرها ومازال يقف امام المراة يرسم على وجهه الابتسامه .
بدا الحفل وامتلئت القاعه الكبيرة في البيت العتيق بالكثير من كل التيارات وعلت الضحكات وارتفعت الصيحات وامتلئت الكئوس وفرغت ومن الحين والاخر يبحث الجمع عن الدكتورة جمالات بينما تظهر بسمه نور الدين وهى تبحث بعيناها فى قلق عن جمالات والطاهر وهى تهمس لسيد حسان الذى صار صديق جدا من بسمه وتقول له لقد اصبحت اشعر بالقلق من التغييرات التى احدثها الطاهر في حياة الدكتورة جمالات فنحن بدونها سوف نفقد الكثير وخاصة ان مفاتيح المشرق العربي كلها بين يديها قاطعها حسان وقال الا يوجد بين ابناء التيار وشيوخه من يملك تلك المفاتيح قالت له بسمه هناك الكثير من الكبار يملك علاقات اكثر واقوى بكثير لكن العيون تترقب خطواتهم بينما جمالات ينظر اليها على انها لا تحتاج لهؤلاء وكل ما يهمهم هو نشر افكارها وتقويه المنهج الوطني واليساري من خلال بناء جيل جديد من الشباب فلم يشهد احد انها تبني جسر مع هؤلاء . امسك سان بيد بسمه وضغط عليها وهو يقول ها هى قد حضرت ارتفعت الاصوات مرحبه بجمالات واقترب منها عدد كبير من الشباب يرحب بها وكانت بسمه وحسان في المقدمه بينما ظل الطاهر يراقب ويتفحص بعينيه كل من الحفل وما يحدث فيه حتى رست عينيه على رجل في نهايه العقد الخامس من عمره يدعى " صالح البيتيتي " وهو رجل من اكثر الشخصيات العربيه التى تحظى باعجاب سواء في الشرق او فى الغرب فهو باحث كبير في علم الاجتماع وهو مهتم بالادب والسياسه . كان صالح البيتيتي يتبادل اطراف الحوار مع احمد سامي فتحرك نحوهم الطاهر وهو يرسم الابتسامه على وجهه بينما جمالات تراقب تحركاته ونظراته وعرفت انه قرر ان يقترب من صالح البيتيتي ويتعرف عليه انها الان اصبحت اكثر شخص يستطيع ان يعرف كل ما يخفي ويعلن عنه الطاهر . اسرعت نحو الطاهر وقبل ان يتخطى الطاهر الجنب المتلاحم في الحفل ويصل الى صالح واحمد سامى كانت هى اقرب اليه وامسكت بيده وضغطت عليها بعنف وهى تبتسم وتسحبه وتبتعد خطوات ثم مالت عليه وقالت هامسه هل كنت تنوى ان تتعرف على صالح البيتيتي وتتبادل معه اطراف الحوار نظر اليها باستغراب وقال نعم نعم قالت لا تفعل ذلك الان . لم يكثر معها الطاهر وقال نعم والان ماذا علينا ان نفعل قالت هيا بنا نجلس مع خالد الجرنوسي وصلاح ابو زيد فاليوم ليس يوم السياسه . خالد الجرنوسي وصلاح ابو زيد كاتبين صحفيين كبيران اولهم يتزعم التيار الشيوعي وله دور كبير في الحركات العماليه وان كان لم يشارك في اي واحدة ودائما ما يكون خلف الاحداث لكن في كل حدث يكون هو المتهم الاول عند النظام اما الثانى فهو نقيده حيث انه يهتم بالشان الاسلامي وله العديد من الاعمال في هذا الشان وان كان قد ذاع صيته بسبب عداءه للاسلاميين الجدد وخاصة بعد مقتل السادات . مضى طاهر يتسامر ويتبادل اطراف الحوار مع من في الحفل بينما اقترب منه سيد حسان وحاول ان يتبادل معه الحوار لكن الطاهر ابتعد عنه باسلوب جميل ثم عاد ووقف بجوار جمالات وقال لها اشعر انني منعزل عن هذا الحفل فكل من فيه يشكلون كل التيارات السياسيين ولا حديث لهم الا في السياسه . امسكت جمالات بكاس واعطته للطاهر ثم امسكت باخر وشربت منه القليل ثم قالت نعم هم كذلك لكن ما لا تعرفه ان لكل من هؤلاء وجه اخر غير الذي تعرفه حتى وان كنت تعرف البعض منهم واشياء عنهم فانت لم تعرفهم اكثر حتى الان فلذلك يبقي الحذر هو الطريق الافضل وليس ذلك معناه ان ننعزل عن الحفل ولكن نتحاور ونتسامر مع الكل لكن بدون سياسه ثق في كلامى . هز الطاهر براسه معلن لها الموافقه ثم امسك بيداها وقال لها اذا هيا بنا الى حلبه الرقص فانا اريد ان اعلن للعالم كله انى معك وانك لى وتلتقط كل الصحف ووكالات الانباء صورتنا وانا بين ذراعيك لياخذ كل شاعر وكاتب بدايه لقصته او قصيدته منا . لم تشعر جمالات بسعاده مثل تلك اللحظة بعد ما اعلن الطاهر رغبته في الرقص والاعلان بهذا الشكل وخاصه انها لاحظت عيون الفتيات والنساء تتطارد الطاهر . امسكت بيده ومضت معه الى حلبه الرقص فرقصت معه في سعاده والكل حولها يرقص وفجاة انتبهت لتصفيق الحضور لها حيث ان الموسيقي قد انتهت مازالوا يرقصن والكل يشاهد ويتهامس شعرت جمالات بشئ من الخجل واسرعت نحو الخارج لكن الكثير من النساء قطعن عليها الطريق والتفوا حولها وهن يتحاورن معها حول الطاهر. بينما الطاهر يقف وسط الجرنوسي وصلاح ابو زيد وسامى وحسان يتبادل معهم القفشات والحوار ويتجنب حسان وهو يتابع من بعيد جمالات وسط النساء والتى مازال الخجل يسيطر على ملامح وجهها . تفرق الجمع من حول الطاهر وجمالات وساد الهدوء على الحفل فانتبه الطاهر الى ذلك فوجد الكل ينظر نحو الباب الكبير للقاعه حيث ظهر " محب الاحمدى " وهو رجل في نهاية العقد السادس من عمره ذو تاريخ سياسي كبير وعلاقه طيبه مع جمال عبد الناصر وانور السادات ومبارك وهو زعيم ورئيس البيت العتيق . وتسارع الكل لمصافحه محب الاحمدى بينما ظلت جمالات واقفه مكانها ولم تتحرك وها هو الطاهر يمارس دوره في المراقبه من بعيد الكل يقترب من محب الذى يرد على الجمع بالابتسامه ثم يعود من بعيد ثم يعود الطاهر وينظر الى جمالات التى لم تبدي اي اهتمام . الكل يرحب بمحب ويتحاور معه بينما هو يكتفى بالتعليق باشارة من يده او هز راسه او رسم الابتسامه على وجهه ثم توقف محب امام بسمه نور الدين التى اظهرت اعجابها الشديد به فمال على سامي وقال له من تكون تلك الجميله فقال سامي وهو يشعر بشئ من الحزن انها تلميذتى بسمه نور الدين . بينما اكتفت بسمه باظهار السعاده بمقابله محب الذى ظهر على وجهه الاعجاب الشديد بها . تحرك محب وسط الحفل وهو يتبادل التحيه مع الجمع ثم على المقعد الكبير جلس وجلس بجواره خالد وصالح وصلاح وسامي بينما اقترب منهم سيد حسان وهو يردد بيت من الشعر مرحب به بمحب الاحمدى بينما تظهر بسمه وهى تنظر اليه باستنكار شديد . وبينما يستمع محب الاحمدى الى الجمع الملتف حوله وبعض الفتيات والنساء اللاتى تحاول لفت نظره بينما هو يحاول ان يشرك بسمه في الحوار معه ليظهر التوتر على وجه احمد سامي . وبينما الحوار متشابك بين بسمه ومحب والجمع والكل في الحفل يراقب ويستمع في صمت بينما انتبه محب الاحمدى لوجود جمالات السعيد فنهض وهو يرسم الابتسامه على وجهه مسرع نحوها في ذهول وتعجب من الجمع اقترب محب من جمالات ومد يده مصافحها بحرارة شديدة معرب لها عن سعادته انه راها اليوم في هذا الحفل بينما جمالات رحبت به باسلوب هادئ وبدون القاب قالت مرحبا محب كيف حالك ؟ وحال الولاد ؟ تبادل معها محب الحوار والكل يتابع بتعجب بينما استمر الحوار بينهم بينما الطاهر يقف بالقرب منهم يستمع لكلمات محب الحارة وردود جمالات الباردة في تعجب شديد ثم رفع عينيه ونظر الى صورة الزعيم الكبيرة المعلقه على الجدار . وبدا الليل في الرحيل وطل الصباح بشئ من نوره ليبدا كل من الحفل يغادر بينما الطاهر مازال صامت يقف مثل التمثال شعرت جمالات به فانهت الحوار مع محب واسرعت نحوه وامسكت يده ورفعتها الى اعلى وقبلتها ومضت معه الى الخارج وهى تتابع نظرات عيناه فمالت عليه هامسه وقالت هل تريد ان تعرف ما اراد الكل اليوم ان يعرفن قال نعم قالت انه سر لا يعرفه احد غير ثلاث الجرنوسي وابوزيد وانا نظر اليها الطاهر وقال وهل اصبح انا الرابع قالت وهى تبتسم لا بل الثالث قال كيف قالت ما اعرفه انا فلابد ان تعرفه انت قال اذا ما هو السر قالت كن صبور ولا تستعجل الامور وكل شئ بميعاد وساروى لك في وقت لاحق .
الفصل السادس
كانت حديقة مطعم الجريون مازالت خالية من روادها ومازالت الساعة لم تتخطى العاشرة صباحا وكان الطاهر يجلس منفردا على منضدة بالقرب من الباب يتصفح جريدة الاهرام وهو يشرب فنجان من القهوة ومن الحين الى الاخر ينظر الى الساعة . استمر الطاهر يتصفح الجريدة دون ان يتوقف امام اى موضوع وهو يشرب القليل من فنجان القهوة وينظر الى الساعة حتى انتبه الى مقال يحمل عنوان (رقصات الافاعى) لفت نظره العنوان فمضى يقرا وهو مازال ينظر الى الساعة من حين لاخر فى قلق .
وضع الجريدة على المنضده وهم تناول ما تبقى من فنجان القهوة وهو ينظر الى الساعة ثم نهض وامسك بالجريدة وهو يعيدها الى سيرتها الاولى فانتبه الى اسم كاتب المقال (صالح البيتيتى) فعاود الجلوس وقراءة المقال بعناية شديدة وهو يتذكر كلمات جمالات السعيد له فى الحفل (لاتقترب من صالح البيتيتى)اشار الطاهر الى الجرسون وطلب منه فنجان قهوة اخر . التزمت علمات التعجب على وجه الطاهر بعد ان قرا المقال ثم صمت لحظة ثم نهض وامسك بالجريدة وفنجان القهوة ومضى الى داخل المطعم وفى ركن بعيد جلس وعاود قراءة المقال مرة اخرى وعلامات التعجب تتزايد على وجهه وهو يعاود قراءة المقال مرة اخرى وفى كل مرة يحاول ان يفهم الرسالة الموجهه من خلاله لكن يعود ويكذب نفسه وما توصل اليه فيقرا المقال مرة اخرى وفى ياس شديد وضع الطاهر الجريدة على المنضدة ونزع منها المقال ووضعه فى جيبه وهو ينظر الى الساعة فارتجف وظهرت علامات الغضب عليه عندما وجدها تخطت الثانية عشر فنهض مفزوع مهرول الى الخارج وهو يضع بعض من المال على المنضدة . وعند باب الخروج الخاص بالمطعم اصطدم الطاهر بشخص فاوقعه على الارض فنظر اليه فاكتشف انه الساعى الذى يعمل فى البيت العتيق فمد يده يساعده على النهوض وهو يبلغه اعتذاره . نهض الساعى وهو يرسم على وجهه ابتسامة صغيرة وهو يقول بشئ من الحزن : لقد كسرت ظهرى يااستاذ طاهر لم اراك من قبل بهذا الشكل فقال الطاهر :اعذرنى واقبل اعتذارى مرة اخرى لقد كان عندى موعد وتاخرت عليه كثيرا قال الساعى : حقا ان الوقت يسرق من الانسان دون ان يشعر . فابتسم الطاهر ابتسامة صغيرة وهو يوجه سؤال الى الساعى فى تعجب وقال لكن قل لى ماذا الذى اتى بك الى هنا قال الساعى:لقد جئت من اجلك انت حيث اننى احمل اليك رسالة من السيد / محب الاحمدى . وفى لهفة ردد الطاهر اسم محب الاحمدى ثم قال اين هى فانا لابد ان امضى الان وبسرعة قال الساعى : هى رسالة شفوية . وبانفعال قال الطاهر : اذا قلها . هيا انطق بها وبسرعة قال الساعى وهو متوتر بعض الشئ : ان السيد محب الاحمدى يدعوك الى فنجان شاى اليوم فى الثامنة مساءا ويرجوك الحضور .
اخرج الطاهر حافظة نقوده وهو يعطى الساعى بعض من المال وهو يبتسم ومضى الساعى بينما الطاهر عاود الدخول الى مطعم الجريون وفى ركن بعيد جلس واخرج ورقة المقال وعاود قرائتها وعلامات التعجب والتوتر ترتسم على وجهه . اشار الى الجرسون وطلب منه فنجان من القهوة واعطاه بعض المال وطلب منه ان ياتى بعلبة سجائر . ابتسم الجرسون وباسلوب راقى قال : ياسيد طاهر ان سيادتكم لا تدخن وان كنت فى حاجة الى ذلك اعطيك واحدة نظر اليه الطاهر وابتسم فهو من شيمته الا يضيع ماء وجه احد فقال الطاهر : نعم اريد واحد لكن لا يمنع ذلك ان تاتى لى بعلبة ولك بعلبة ابتسم الجرسون واخرج سيجارة واعطاها للطاهر الذى بادر باشعالها ومضى الجرسون وبعد لحظات وهو يحمل السجائر وهو يشكر الطاهر . وعاود الطاهر قراءة المقال وهو شارد الذهن يفكر فى المقال وطلب الاحمدى لمقابلته وهو يشعل سيجارة واحدة تلو الاخرى ثم امسك بالمقال وعاود قرائته بصوت مسموع . " وترقص الافاعى بينما الثعبان الصغير يراقبهم فى صمت ومن حين الى الاخر يحدق بعيناه وكانه يريد ان يجمعهم جميعا تحت انيابه ويطلق فيهم سمه بينما الافعى الكبيرة تتحرك و تقترب منه وتلتف حوله وتحيطه بذراعيها ". صمت الطاهر وهو يربط فى ذهنه بين المقال ودعوة الاحمدى وهو يحاور نفسه ويقول ان صالح البيتيتى يؤكد ان الثعبان الصغير سوف يجمع كل الافاعى تحت ذراعيه وسوف ينفرد ويكون هو الثعبان الاقوى ويترك بيت الافاعى الكبير ويعيش ويمرح مع الافاعى العملاقة وسيكون له شان عظيم . ويسال الطاهر نفسه هل دعوة الاحمدى لى هى البداية الى عالم الافاعى . واثناء ذلك دخل شاب فى نهاية العقد الثالث من عمره انيق الملبس جميل الوجه يميل الى الشكل الاوروبى طويل القامة يدعى (عمار عبد الرشيد) وهو من بلاد المغرب العربى وبجواره فتاه ذات ملامح شرقية وعيون واسعة وشعر حالك السواد تتمتع بقوام رشيق ووجه جميل تدعى (علياء عبد الحميد) وهى من بلاد الشام وهى فى نهاية العقد الثالت من عمرها . انتبه الطاهر لوجود عمار وعلياء فوق راسه فنهض وهو يحاول ان يدارى قلقه وهى يظهر ابتسامته فارد ذراعيه مرحب ومتحضن عمار عبد الرشيد . مرحبا بك اخ عمار فى بيتك الثانى مصر وكيف حالك يارجل وحال الاخوة فى المغرب العربى فابتسم عمار وقال الحمد لله الكل فى خير ولكن يارجل جعلتنا اليوم نقلق عليك ونحن من تعودنا وعرفنا عنك الالتزام والحضور الدائم ما الذى اغابك عنا اليوم يارجل ابتسم الطاهر وانتبه الى علياء وقال وهل يهمك ان تعرف السبب الكبير الذى اعاقنى عن الذهاب الى الاجتماع اليوم معكم دون ان تعرفنى على الرفيقة الجميلة تلك . ضحك عمار وقال هذه : رفيقتنا وصديقتنا علياء عبد الحميد . ابتسم ومد يده مصافح علياء وهو يتفحصها بعينيه ثم قال لم اشعر بالحزن ان هذا الاجتماع قد ضاع منى الا الان فاقبلى اسفى سيدتى . فانحنى الطاهر وقبل يداها ضحكت علياء ثم امت بالجلوس ثم جلس الطاهر وعمار واشار الطاهر بيده الى الجرسون ثم قال وهو يوجه كلامه الى علياء : اظن انى قراءت عنك سيدتى علياء . اليس انتى ملكة جمال بغداد هذا العام ؟ ضحكت علياء مرة اخرى وقالت : اتمنى ذلك ولكن لم يحدث ولكن انا سعيده بلقائك هذا يا اخ طاهر والان فقط انا عرفت لماذا اختارتك الدكتورة جمالات مع رفضها الدائم طوال تلك السنين الماضية . شعر الطاهر ان علياء فقدت نصف جمالها عندما تكلمت .قاطعهم عمار وقال اتعلم يااخ طاهر ان ايوم كان الاجتماع مهم جدا لكن ضاع نصفه فى الحديث عنك وعن غيابك وعن ظهور القلق والتوتر على استاذتنا الدكتورة جمالات وذلك بسببك ياعزيزى . انتبه الطاهر الى وجود الجرسون فطلب منه ان ياتى بافخر مشروبات لديه فقاطعه عمار وقال اى مشروبات هذه يا رجل فنحن الان فى الثالثة ظهرا نحن نريد غداء فضحك الطاهر وعلياء وقال فليكن غداء فاخر ومضى الجرسون بعد ما عرف ما طلبوا بينما نظر الطاهر الى عمار وقال : الان بحديثك هذا وضعت حاجز بينى وبين الرفيقة علياء بحديثك المستمر عن مليكتى الدتورة جمالات فاهنا انت بالغداء وانا سوف اذهب الى البيت الان لاطمئن على جمالات واطمانها على . وضع الجرسون الطعام بينما الطاهر وهو يوع علياء وعمار واخرج حافظة نقوده واخرج الحساب الى الجرسون واخد يؤكد اليه انه يلبى ما يحتاجه الرفقاء ثم مضى بينما مالت علياء على عمار وهى تبتسم وامسكت بمطفاءة السجائر التى على المنضده يبدو ان صديقك مر بوقت صعب جدا فضحك عمار وقال : ان اصعب وقت هو الذى نحن فيه الان انتبهى للطعام قبل ان تذهب حلاوته ضحكت علياء وبدات فى تناول الطعام .
عاصفة من اللوم والتحذير واجهت بها جمالات بينما التزم هو الصمت ختى هدات جمالت فقال لها لقد لومت نفسى قبل ان تلومينى ولكن ماحدث كان كبير وصعب على ابتسمت جمالات ابتسامة ساخرة وقالت اليهود فى القاهرة والنظام يعبث بنا وهناك على النيل يرفرف علمهم وانت تقول انك مررت بوقت صعب وحدث معك شئ كبير ماهذا الشئ الذى اكبر مما نحن فيه ابتسم الطاهر وهو يضه يده على كتف جمالات وقال تماسكى ان الامور لا تؤخذ هكذا وقد تقابلت مع الاخ عمار والاخت علياء واخرون ولم اراهم فى ثورة مثل التى انتى فيها الان اهدئى ولنعلم كيف يكون الحل لما حدث بالاجتماع وما حدث معى فاظن انه لا يهمك الان . نظرت جمالات وقالت انت تعلم انك اهم عندى من اى شئ لكن اليوم كان وجودك مهم فاظن ان ما يحدث من ذبح لاخواتنا فى القدس وما يحدث من محو لنا يهمك وان وجودك كان مهم فكل منا عرض ما يستطيع ان يقوم به وان الكل جاءوا وهم يعلمون انك ستكون قائدهم فى هذا الاجتماع لكنك تغيرت قاطعها الطاهر وهو يتحدث فى حزن ويقول انا لم اتغير ولكن سرقنى الوقت والبيتيتى والاحمدى . نظرت اليه جمالات باستغراب ثم قالت : ماذا؟ قال : كل ما فى الامر اشبه بالحلم خرجت معك وطلبت ان اشرب فنجان من القهوة وان اذهب بعدها الى الاجتماع فى موعده وانا اقلب فى صحف اليوم فوجئت بمقال البينتيتى وهذه اول مرة اقرا له فيها واول مرة يستطيع ان يعبث بعقلى بمجرد مقال فى جرنان وعندما انتبهت لنفسى وجدت الوقت سرقنى دون ان ادرى واثناء خروجى قابلنى الساعى وابلغنى ان الاحمدى ينتظرنى ويدعونى على فنجان شاى ولامفترض ان يكون ذلك بعد ساعتان من الان فوجدتنى اربط بين ماكتب البيتيتى ودعوة الاحمدى لى فانا تائه منذ ذلك الوقت وما اعادنى الى الحياة مرة اخرى هو علمى من الاخ عمار انكى قلقة ومتوترة فنسيت كل ما حدث فى ذهنى من عبث وجئت اليكى فوجدتك تحملين همان همى وهم البلد فوق راسك فدعكى من همى ولنهتم بهم البلد ونعرف ماعلينا فعله فى هذا الامر او ما اتفقتم عليه . نظرت اليه جمالات وقالت انى اشعر بصداع كبير فى راسى هل تريد ان تشرب القليل من الشاى؟ نظر اليها باستغراب وقال اود ذلك . قالت : اذا فعليك انت تحضر الشاى وانا على ان اقرا مقال البيتيتى وان احاول ان اعرف ماشغلك فانت لك حق الاوليه قبل كل شئ . مد الطاهر بالورقه الى جمالات التى نظرت اليها باستغراب وقالت مازحه : اين بقيه الجرنان ؟ قال : هذا ما يهمنى . اطمئن الطاهر الى جمالات ومضى يحضر الشاى بينما نظرت جمالات الى المقال بعناية شديدة وعندما انتهن منه كان الطاهر قد احضر الشاى وجلس بجوارها شارد الذهن وهو يقول : ان هذا البيتيتى يشبهنى بالثعبان االذى سوف ياكل كل الافاعى ويصعد ويعلو على اجسادهم وعقولهم وانه يشير انى سوف ابيع كل شئ باى ثمن . قالت باسلوب ماكر:ولما اخذت انت هذا الماخذ على نفسك لما لا تظن ان البيتيتى يرمى الى سيد حسان على سبيل المثال . لما انت واثق ان هذا يرمى عليك ؟ نظر اليها الطاهر وقد شعر ان اخطا ثم قال لقد حاولت ان اكذب نفسى والرسالة التى وصلت الى لكن فى كل مرة اجده يرمى عليا انا وانا بالذات لكن انتى لان معى وقد قرات المقال وقولى لى ماهو رايك فقالت لقد كتب البيتيتى الكثير ولم اهتم به وان لم تصدقنى ان اقول لك ان هذه اول اقرا له مقال وهو الذى يكتب منذ زمن ولا انكر عليك ان البيتيتى اشعرنى بالفعل انه يرمى الى جزء من الحقيقة فى مقاله هذا وان كان الجزء يقصد به رسالة الى النظام الذى ينتمى اليه فى الخفاء ولهذا انا حذرتك منه فى الحفل والان انا تائه فى هذا الامر . البيتيتى يشير اليك والاحمدى يدعوك اذا ان الاثنين يرونك هكذا وان كان هذا انت ليس شخص اخر فانت اكثر شخص يعرف طبيعه نفسه وان كان هناك من تظن من يعرفونك او ظنوا ذلك والن اقول لك انهم اخطاوا نظر اليه الطاهر وفى توتر قال: اذا انتى متفقة معهم قاطعته بحزم وقالت ان كنت انت متفق على ذلك ماذا تريد منى ؟ قال : اذا انا ذاهب الى الاحمدى وان كان الاحمدى يرانى مثل البيتيتى فلن ترى وجهى مرة اخرى وان كان العكس او كل ذلك اوهام وعبث فليقدر الله ما يشاء . نهض الطاهر مفزوع فنهضت وامسكت بذراعيه وقالت منذ اليوم الاول لك معى وانا اريد منك شئ وكنت انتظرك ان تقوله لى وانا اطلبه منك الان وانت تقرر مصيرك بعيدا عنى اطلبه منك فمن فضلك اجلس . جلس الطاهر وباستغراب قال لقد قلت لكى وقلتها مرة اخرى ان الدنيا كلها بالنسبه لى فهى انتى وماقبلك كان سراب وان كنت بنيت امال لى فى المستقبل فهى معك وان كان هناك من يتنبا ويرسم مستقبلى فهو انتى اما العبث الذى كتبه البيتيتى فانا برئ منه ولن اكون هذا الشخص فان كان هو اكد ذلك . لكن يبدو فى نهاية انه قد نجح ان يعبث بى وبك وبالاحمدى وان كان هو يرمى الى ما رمى اليه البيتيتى . اما ما كنتى تنتظرينه منى وانا لم افعله فانا طوع يديك الان واعدك ان انفذه بكل جهد وصدق . قالت وهى مازلت تمتلك شئ من الحزم كل ما اؤيده شئ بسيط وهو ان اعرف منك شئ من ماضيك الذى انا لا اعرفه . وباستغراب وحزن قال الطاهر : هذا كل ما يهمك الان ؟ قالت بحزم : اريد ان اعرف ماضى الرجل الذى عاش معى طوال تلك الشهور وقدمته لكل الناس فان ذهبت بلاعودة اكون قد فهمت بعض الاشياء عنك وان عدت قد اكةن اكثر اطمئنان لك . قال : لكى ما تشائين فانا سوف اروى لكى كل ما اعرفه وما عشته فانا ذو ماضى غريب وهو بسيط وصعب . قالت مقاطعة : اريد ان اعرفه فمن ماضيك ياتى مستقبلك . قالت : اذا انا احكى لكى فى عام 1945 كان هناك فى حى الزمالك شاب وسيم ينتمى الى اسرة مسيحية كبيرة ترك اهله واشهر اسلامه على يد شيخ كان فى وقتها معروف وكان يدعى (الشيخ محمود) وكان ذلك الشاب هو (جميل موريس اسحاق) وبعد ما اشهر اسلامه اطلق على نفسه اسم (جميل محمود ) وبعد اسلامه بعام تعرف على فتاة من اصل تركى واسرة عريقة وكانت تلك الفتاة منطلقة جدا ولا احد يستطيع ان يقف امامها او يوقف انطلاقها تعرفت على جميل محمود وتزوجا فى السر على رغبة منه هو وكانت تدعى تلك السيدة (رقيه شوكت) وتم الزواج 1951 وانجبت تلك المراة طفل واسمته (الطاهر) على رغبة من ابيه الذى مات قبل ان ياتى الى الدنيا وفى عام 1952 قامت الثورة كما تعلمين فقررت الاسرة التركية ان ترحل من مصر وقد كان رب تلك الاسرة ذو نظرة مستقبليه كما قيل لى المهم ان هذا الرجل على دراية بمستقبل فعبث فى عقل ابنته رقيه ان هذا الطفل سوف يكون عقبة لها فى المستقبل فانصعت الى كلامه وتركت الطفل مع صديقة لها كانت عاقر وهى (مريان) امراءة من اصل ارمانى وتركت لها شقة الزمالك وبعض المال والذهب وغادرت البلد ومع اول رجل تقابلت معه تزوجته وظلت مريان ذات الفكر الشيوعى الاشتراكى تهتم بالطفل وان اهملته بعض الاوقات بسبب عملها وسهراتها الكثيرة لكن لم تحرمه من الرعاية والتعليم ولم يبلغ هذا الطفل عامه الثالث عشر حتى جاءت انباء وفاة مريان التى كان يظن الناس انها امه المهمان هناك بعض الناس من الفقراء الذين يترددون على الحى كان رجل يدعى (الشيخ على) وامراءة تدعى (الاخت تريزة ) كانوا يترددون فى الماضى عليه فحن قلبه فقاموا برعايته وكثرت الزيارات له المهم ان هذين الشيخ والاخت استطاعوا ان يصلوا الى ما تبقى من مال ومن ذهب فاخذوه وباعوا الشقة واشتروا بيت فى بولاق ابوالعلا نعم بولاق ابو العلا ومن الزمالك الى بولاق انتقل الطفل دون ان يبدى اعتراض كيف ولماذا لم يجد الاجابة حتى الان المهم ان هناك فى بولاق استطاع ان يعيش معهم اون يواصل تعليمه لكن سكان بولاق كرهوا الشيخ على والاخت تريزة وما وجدوه منه ان هذا الشيخ لم يستطيع ان يهدى الاخت تريزة الى الاسلام والبعض الاخر كان يلوم على الاخت تريزة انها تركت ابناء دينها وتعيش مع هذا الشيخ وانتقدهم عدد كبير عندما عرفوا ان الشيخ لم ياخذ الطفل الى المسجد ولو مرة حتى الاخت لم تاخذه الى الكنيسة فظن الناس ان الشيخ على والخت تريزة ماهم الا ساحريين كبيرين فاصبحوا منبوذين بين الناس والكل يرفضهم فباعوا البيت واحتفظوا بغرفتان وصاله فوق السطوح بهذا الطفل الذى لم يبلغ عامه السادس عشر واخذوا كل المال وتركوا له القليل ولم يعرف لهم طريق حتى الان ومضى الطفل حتى صار شاب وهو متغير عما يقوله الناس وعندما عرف كل ما قيل عنه وعن ما قام به من رعوه لم يهتم بل مضى يشغل وقته بعد ان استطاع ان ينهى تعليمه ويعمل لدى مقاول اصبح الان صاحب شركة كبيرة واثناء ذلك تكون لديه اهتمام ان يعرف بعض الاشياء عن السياسة وعن صاحب الصورة التى تركتها مريان له والتى كانت هى البديل عن اباه وامه ومريان وعلى وتريزة فلم يحتفظ بصورة ولم يجد فى الاصل غيرها وهى صورة جمال عبد الناصر المهم ان رفقاء الجامعة شكلوا الكثير من وعيى السياسى وان كان هو يرى انه لم يحقق شئ غير انه اصبح اكثر شخص يمتلك صمت ومضى تائه حتى رسى بين يداك فبدا يعرف الطريق لكن يبدو ان هناك اناس ااخرون يرسمون له طريقه ويتدخلون فى حياته كما عاش طوال عمره ويبدو انه فى طريقى الى المتاهه مرة اخرى او ربما ينقلب به الحال ويكون ثعبان كبير كما قال البيتيتي عنه وكما ظنت فيه والتى اسلم لها نهضت جمالات وهى يملكها شئ من الحزن وقد بدا الدمع ينهمر على خديها وفردت ذراعيها واحتضن الطاهر الذى سبقها فى البكاء وهى تقول له لن تدخل المتاهه مرة اخرى وانا معك قال لها الطاهر وهو بين ذراعيها تعلمين وانه منذ ان ولدت حتى الان تفيض عيناي بالدمع .
الفصل السابع
كان بيت بسمة نور الدين فى حى جاردن سيتى يتميز بطرازه الفريد القديم وخاص بعد ان تم هدم عدد كبير من البيوت والفيلات التى كانت تملا الحى وتحويلها الى عمارات مرتفعة الادوار خالية من الروح بينما رفضت امها (نفيسة الجرجيرى) بيع البت وتمسكت به خاصة انه يحمل فيها العديد من الذكريات الجميلة ويمثل لها حلم الطفولة الذى تحقق بالصدفة حيث كانت نفيسة الجرجيرى فى الماضى تذهب الى هذا البيت وهى طفلة صغيرة مع امها الارملة التى كانت تعمل خادمة لسد حاجاتها وحاجة طفلتها التى كان عمرها فى ذذلك الوقت لم يتخطى الثامنة وبعد رحيل الاب وتطلع ابنتها الى الحياة ودخولها المدرسة كان لايوجد طريق امام الام العمل كخادمة عند بعض الاثرياء فى ذلك الوقت حتى استقرت بالعمل عند اسرة المانية تعمل فى مجال الطباعة وكان صاحب البيت يدعى (ماتيوس رومل) وكان مشهور بين ابناء الحى بالرجل الالمانى المصرى حيث كان ماتيوس يتقن اللغة العربية بشكل جيد وكان يعيش مع اخته (جاسمين )الى كانت تكبره وكانت متزوجة من رجل يونانى ثرى وبعد ان عاش معها عدة اعوام قرر السفر الى اليونان من اجل التجارة لكن جاسمين رفضت السفر فهى كانت مفتونة بمصر ومهتمة بعملها بشكل جيد وكان لا يربطا بزوجها اى شئ سواء اولاد وخلافه فرحل الرجل اليونانى واحتفظت هى بالبيت بعد ان قبض ثمن ما له من اسهم فى البيت ومع الايام استعانت باخيها ماتيوس الذى كان ينتمى الى انصار التيار النازى فارادت ان تخلصه من تلك الافكار وفى نفس الوقت يكون مساعد لها ويتحمل معها اعباء العمل . لم تمضى اعوام على وجود ماتيوس فى مصر والا رحلت اخته عن الدنيا واستمر ماتيوس فى العمل الذى بذل فيه مجهود كبير حتى اصبح يمتلك اكبر مشروع للطباعة فى مصر فى ذلك الوقت وكان ماتيوس يرفض الزواج ويفضل ان يكون طليق كالعصفور ينتقل من صديقة الى اخرى من ابناء جاليته وبعض الفتيات من جاليات اخرى وكان حريص على عدم الاقتراب من الفتيات المصريات بسبب ماتعلمه وعرفه عن عادات المصريين . كانت ام نفيسة تذهب لتنظيف البيت من حين الى اخر وكانت تصطحب نفيسة معها وحينما بلغت نفيسة عامها الخامس عشر كانت امها ترفض ان تصطحبها معها الى العمل والى بيت ماتيوس لكن نفيسة كانت تصر على ذلك انها تشعر انها فى الجنة كلما ذهبت الى ذلك البيت وهى تتمنى فى قرارة نفسها ان يصبح لها بيت مثل هذا كلما عادت الى بيت امها فى حى السيدة زينب كانت تشعر بالحزن والغضب والسخط على كل شئ فى حياتها وفى احدى المرات قررت نفيسة ان تصنع لنفسها نسخة من مفتاح بيت الرجل الالمانى بعد ان عرفت انه لا يعود الى البيت الا فى وقت متاخر من الليل حيث كان يذهب الى العمل فى مطبعته ثم الى السهر والسمر مع بعض المصريين ونهاية ليله مع ابناء جاليته حيث السهر والخمر والرقص . كانت نفيسة تشعر وانها قد امتلكت الدنيا لبضع ساعات وهى التى تقضيها بين جدران ذلك البيت ذو التراث الغربى الشرقى وكانت منبهرة بتصميم البيت من الداخل ولمسات الجمال من لوحات وتحف وتصميم على الجدران يمزج بين الفن الاسلامى واليونانى وكان البيت يحتوى على مكتبة عملاقة فكانت نفيسة تلجا اليها وتستعين باحد الكتب ولا تتركه حتى تنتهى منه وكان حبها للتعليم والعيش فى عالم اخر غير الذى تعيش فيه يجعلها هتم بالقراءة فى كل المجالات تارة كنوع من الثقافة وتارة اخرى كنوع من الهروب من الواقع الذى تعيش فيه وهى تحاول ان تتخيل نفسها مرة بين الاغريق ومرة بيا القدماء المصريون المهم ان يكون الحلم والخيال داخل القصور ومع الايام اصبحت تتحرك فى البيت بحرية دون خوف او قيود او شعور ان هذا البيت ليس بيتها حتى اصبحت كلما دخلت البيت تخلص من كل مظاهر الفقر التى تتمثل فى ملبسها وتجلس بملابسها الداخلية وكانها فى بيتها وفى بعض الاحيان عندما يغلب عليها التعب من القراءة كانت تنال قسط من الراحة فى غرفة نوم ماتيوس وعندما تستيقظ كانت تستخدم حمامه وبعض من ادواته فى بعض الاحيان كانت تعيد ترتيب ملابسه وغسل ما اتسخ منه . فى احدى الايام عاد ماتيوس الى البيت مبكرا على غير عاداته حيث قام مظاهرة للعمال بالقرب من واشتبك المتظاهرون من رجال الامن وقد نالته صدمة بعصا على راسه وهو ينتزع احد المتظاهرين من قبضة افراد الامن . وعنما دخل البيت اسرع بنزع ملابسه من فوق جسده ودخل على الحمام وبعدها تحرك فى اعياء شديد نحو غرفة نومه لكنه فوجئ بوجود نفيسة بنت الخامسة عشر ممددة بقميص نومها وشاردة الذهن مع كتاب للفيلسوف الالمانى (نيتشه) فوق سريره لم تشعر نفيسة بوجوده بينما هو واقف مثل التمثال ينظر الى تلك الفتاة الصغيرة وهى نائمة على سريره يتفحصها ويتفحص جسدها العارى ثم ابتسم واصطنع انه يعيد فتح باب الغرفة حتى تنتبه . انتبهت نفيسة لوجود ماتيوس فوق راسها ونصفا الاعلى عارى فنهضت مفزوعة وهى تدارى بالكتاب نهديها وتشعر بالخجل من جسدها العارى والخوف من اكتشاف ماتيوس لامرها حاولت ان تخرج بعض الكلمات تبرر بها موقفها لكن لسانها توقف وانهمر الدمع من عينيها ومضت تبكى كالاطال ابتسم ماتيوس ونظر اليها وكانها طفلته فاحتضنها بين ذراعيه ومضى يهدى من روعها وهو يقول لها لا عليكى فكفاكى بكاء ان هذا العالم ليس ملك احد ومن يستطيع ان يقترب منه وياخذ مايشاء دون ان يؤذى الاخرون فهو انسان جيد ولكن اليس من الافضل ان تقولى لى وانت اتية فى اى مرة مع امك انك تريدين ان تقراى او تستعيرى بعض الكتب فانا لا امانع فى ذلك هيا جففى دموعك وبدلى ملابسك ولا تخافى . شعرت نفيسة بالامان فى كلام ماتيوس وبالحنان فى حضنه وكانه فرفعت يداها تمسح دموعها ثم قالت لقد حاولت ان اطلب منك الاذن فى ان ااتى وادخل الى المكتبة لكن كانت امى تعارضنى فى ذلك فاغفر لى مافعلت واسمح لى ان اذهب وانا اعدك الاافعل ذلك مرة اخرى . ابتسم ماتيوس وقال : لالا ان شعرتى انك تريدين اى كتاب فانا اعطيك الاذن من الان ان تاتى فى اى وقت وتاخذى ما تشائين لكن عليكى ان تعيدينى ان تعيدى كل ماتاخذى مكانه مرة اخرى ثم قال وهو مبتسم : وانى شعرتى برغبة فى الهروب من زحام القاهرة والاسترخاء بعض الوق فانا لا امانع فانت منذ صغرك تاتين الى هنا وامك سيدة طيبة ولم نرى منها سواء كل خير لكن انا احذركى من نزوات اصحاب الرؤوس البيضاء ثم ضحك فضحكت فقال : انا الان ذاهب الى المطبخ اعد شئيا لاكله فانا جوعان هل تاكلى معى؟ فابتسمت نفيسة وقالت : لا اشكرك لكن اسمح لى ان اعد انا لك الطعام وانت يمكنك الاسترخاء ابتسم ماتيوس وقال : لا اذهبى انتى فان الوقت قد تاخر وانتم المصريون تشعرون بالقلق فى غياب المراة كثيرا خارج البيت . بدلت نفيسة ملابسها وخرجت وهى تشعر بالراحة فى كلام ماتيوس وتعددت اللقاءات بينهم وكان هو خير صديق لها وكان يشعر انها اصبحت جزء منه ربما لكونه ليس لديه زوجة او اولاد وكانت نفيسة دائما تتطلع الى الاعلى وكانت ترغب فى كل شئ فاستمرت فى لقاء ماتيوس والتعلم منه والقراءة فى مكتبته وساعدها فى تعليم اللغة الانجليزية والالمانية حتى اصبح ماتيوس يجد فيها ما يبعده عن السهر مع الاصدقاء . ومع الايام استطاعت نفيسة ان تعمل فى مطبعة الخاصة بماتيوس وتريح امها من العمل فتعلق ماتيوس العجوز بتلك الفتاة التى اصبحت فى سن العشرون وكان فى خاطره رغبة كبيرة فى الاقتراب ذلك الجسد الذى ينمو ويزداد جمال امام عينيه يوم وراء يوم فى احد الايام تغيب ماتيوس عن العمل فذهبت اليه وكان ماتيوس متعب بعض الشئ فاعددت له القليل من الطعام وجلست بجوار وقتا طويل ودار بينهم حديث عن عدم زواجه انتهى بعرض منها بالزواج منه فوافق وتطايرت هى من السعادة وهى تشعر ان كل احلامها قد تحققت بدون عناء . لم يمض العام الاول لها وهى زوجة ماتيوس والا وكانت ثمرة هذا الزواج قد ظهرت وحملت بطفلها الاول مما جعل ماتيوس يشعر ان الدنيا قد اخذت ثوبها على اسود وافكارها المعهودة وامتلئت بالسعادة والحب بل شعر انه عاد شاب مرة اخرى . لم تكن نفيسة التى غيرت اسمها الى (نانا) بعقلية سهلة بل كان لها نظرة فى المستقبل ومضت تحبب ماتيوس فى الاسلام والعقيدة الاسلامية وبدات تاتى اليه ببعض الكتب فى الاسلام وشريعته بل اصبح حديثهما اغلب الوقت حول الاسلام صار ماتيوس مقتنع بالاسلام واصبح متعلق اكثر بزوجته وطفلته الصغيرة التى كان ينظر اليها على انها بسمة الدنيا الاخيرة له فسمها بسمة واختارت له نفيسة بعد اسلامه اسم نور الدين ولم مضى اعوام حتى اصيب ماتيوس بازمة نفسية كبيرة بعد ما قام رجال الثورة بتاميم المطبعة الخاصة به وبعض من ممتلكاته وبفضل زوجته استطاع ان ينجو من التصادم مع رجال الثورة ومحاولات طرد الاجانب المقيمين فى مصر واحتفظ بالبيت . شعرت نفيسة ان الثورة التى فرحت بها دمرت كل احلامها ودمرت زوجها الذى لم يصمد كثيرا امام الصراع النفسى الذى امتلكه حتر رحل عن الحياة تاركا زوجته وابنته دون سند لهم لكن نفيسة او (نانا) استطاعت ان تنجو من تلك الازمة فبدات فى انشاء مطبعة صغيرة بمعاونة بعض الاصدقاء وكانت كلما استمعت الى جمال عبد الناصر يتحدث عبر الاذاعة تشعر بالغضب الشديد وتلعن ذلك اليوم الذى اتى برجال الثورة لكنها كانت فى الخارج امام الناس لا تجرؤ على ذلك لكن كانت تظهر حبها الشديد وعرفت طريق التنظيم وانضمت اليه وكونت علاقات كبيرة واستغلت كل من تعرفه لاعادة بناء مشروعاتها واعادة ثرواتها ورحل عبد الناصر وجاء السادات فتركت التنظيم لكنها احتفظت بالعلاقات القليلة وفى عصر السادات ان تعيد بناء قلعتها واهتمت بتعليم ابنتها بشكل جيد وفى احداث الشغب التى عرفتها تلك الفترة كانت فى العمل تتابع سيره ففوجئت بالمتظاهرون يقتحمون المطبعة وينهبون مافيها ثم احرقوها انهارت وامتلكتها الصدمة ومضى عليها عام كامل وفى حالة وكانت تتردد على طبيب يونانى مقيم بالقرب منها وكان يتابع واثناء ذلك عرض عليها العمل معه فى مركز صغير تابع لمنظمة عالمية يعمل فى مجال الفقر والفقراء فى الشرق الاوسط وان يساعدها فى اعادة بناء مشروعاتها . لم تجد نفيسة طريق اخر امامها غير الموافقة على ذلك حتى عندما اكتشفت انها تعمل فى جمع معلومات لصالح الموساد الاسرائيلى فلم تمانع وكان كل ما يهمها ان تستر فى العيش فى رفاهيه وان تجدنب ابنتها مشقة الحياة ولكن كانت دائما فى خلاف مع ابنتها بسبب اعتناقها الفكر الاشتراكى وبعدها عن الفكر الليبرالى وتمسكها بمبادئ الناصرية فحاولت معها كثيرا لكن فى كل مرة تفشل بينما بسمه استطاعت ان تبنى جسر كبير من الثقافة والعلاقات حتى انهت دراستها فالتحقت بمجموعة من الاشتراكيون الناصريون وبدات التخطيط معهم لانشاء تنظيم او حزب يدافع عن افكارهم وكان تطلعها كبير وامالها فى ان يكون له دور مهم فى تشكيل القرار فى المستقبل . ومع الايام استسلم الام لابنها بل ومضت تجمع منها المعلومات حول تنظيمات اليسار فى مصر ولم تفهم بسمة شئ منماتخفيه الام عنها وفى يوم فوجئت بسمة بامها تعد حفل صغير وتطلب منها ان تدعو زملائها من ابناء التيار الى البيت بدعوة منها على انها تريد ان تعرف المحيطين بابنها وان تتناقش معهم حول الفكر الاشتراكى وتناظرهم . فرحت بسمة بذلك ومضت تدعو الكل فى سعادة وهى واثقة من امها وثقافاها وقدرتها على ادارة حوار مثمر . وابلغت امها بذلك والتى راجعت معها عدد الضيوف واسمائهم وبشئ من الاهتم سالتها عن تاكيد العوة على دعوة الدكتورة جمالات السعيد .. سعدت بسمة بذلك وخاصة باهتمام امها بالدكتورة جمالات بينما كانت الام ترمى فى الاصل لحضور الطاهر جميل محمود .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.