اليوم السابع فى القرية التى شهدت مقتل قبطى على يد مسلم فى جريمة "شرف" بأسيوط.. الغضب يهدد بإشعال فتنة طائفية جديدة

على بعد 50 كيلو مترا من محافظة أسيوط، تقع قرية العتالين التى تحاصرها قوات الأمن المركزى والشرطة، ويسودها جو من الهدوء العام، بعدما انتاب أهلها حالة من الاستياء إثر الأحداث الأخيرة التى أدت إلى مصرع مواطن قبطى بسبب جريمة شرف، وفى المنزل الذى يحظى بحصار أمنى مكثف على بعد 100 متر من مدخل القرية، وقف أحد الضباط إلى جانب اثنين من العساكر، لمنع أى شخص من الاقتراب من باب المنزل أو حتى تصويره.
حالة الاحتقان دفعت بعض الغاضبين من الأهالى إلى المطالبة بقتل باقى أفراد الأسرة القبطية ورحيلهم جميعا من القرية التى يقطنها حوالى 4000 مواطن، لا يتعدى نسبة الأقباط فيها 1000 مواطن، يشكون من عدم وجود كنيسة للعبادة بالقرية، كما أن بها مسجدا واحدا بالكاد يسع الناس يوم الجمعة.
ولم تختلف الروايات كثيرا حول الفتاة، حيث أكد عدد من الشهود أن الفتاة ج.ع. م الطالبة بالثانوى ( 16 عاما) كانت تتلقى دروسها على يد إحدى موظفات الضرائب، واعتادت الذهاب إلى منزلها بشكل يومى، وبعد عدة زيارات بدأ شقيق الموظفة ملاك ف. ع "القتيل" البالغ من العمر35 عاما المتزوج ولديه أبناء، يغازل الفتاة، حتى وقعت معه فى بحر الرذيلة، وبدأت تذهب بشكل يومى إلى منزل الموظفة، بعدما أقنعها بأنه قرر أن يعتنق الإسلام ويتزوجها وإذا ما تصدت عائلتها لهما، سيأخذها ويلوذ بالفرار.
وبدأت الإشاعات فى الظهور وبدأت الفيديوهات تنتشر على أجهزة المحمول الخاصة بالشباب بالقرية حتى وصلت الأنباء لأهلها، الذين بدورهم بدأوا فى تهديد ملاك ووالده إلى أن اختفت الفتاة تماما من القرية فى ظروف غامضة دون أن يعلم بمكانها أحد، وكان رد ملاك ووالده دائما (إحنا مش بنخاف وأعلى ما فى خيلكم اركبوه)، إلا أنه بالأمس فى الساعة الواحدة ظهرا وأمام مدرسة عمرو بن العاص الابتدائية بالقرية، كان ينتظر الأب فاروق.ع (61 سنة) بالمعاش فى سيارته الملاكى رقم 52265 ملاكى أسيوط، نجلته التى تعمل بالضرائب العقارية، حتى ظهرت فجأة سيارة ربع نقل مجهولة الأرقام وبها شخصان ملثمان وقاما بإطلاق عدة أعيرة نارية أدت إلى تهتك رأس فاروق هنرى والد الشاب القبطى ملاك وإصابة كل من علاء الدين محمد (45 سنة) محاسب ومحمد على (24 سنة) مدرس لتنتقل قوات الأمن على الفور إلى موقع الحادث.
وتحرر محضر 5632 إدارى ديروط بالواقعة، وفرضت كردوناً أمنياً حول القرية لمنع احتكاك المسلمين بالمسيحيين. فيما قامت النيابة بتشكيل فريق بحث مكون من عبد الرحمن شكرى ومحمود إسماعيل وكيلَى نيابة ديروط، اللذين عاينا الجثة، وأمرا باستخراج تصريح لدفنها، وسرعة القبض على المتهمين، واستعجال تحريات المباحث حول الواقعة.
وأكد مصدر أمنى مسئول بالمديرية لليوم السابع أنه رغم تكثيف التحريات، إلا أن الفتاة اختفت منذ أيام فى ظروف غامضة، ولم يعلم أهل القرية إلى أين ذهبت، بعد أن أصيبت والدتها بجلطة، ومن جانب آخر فر "ملاك" هاربا وادعى البعض أنه اختبأ بإحدى الكنائس.
ومن جانبها نددت مطرانية ديروط بالواقعة، وأصدرت بياناً تستنكر فيه ما حدث، مشددة على أن العلاقة بين المسلمين والمسيحيين، علاقة طيبة، وأن الواقعة حالة فردية، لا تمثل جميع المسيحيين.
مقتل مواطن قبطى بعد تصوير "مسلمة" فى وضع مخل