نقلاً عن اليومى.. تسمع الكلمة كثيرا.. تسمعها مرة على سبيل الاتهام «أنت هتهجص على؟» وتسمعها مرة على سبيل الدعابة «يا عم شوية تهجيص علشان الدنيا تمشى»، وتسمعها فى مرة ثالثة لوصف فعل قبيح «يا عم ده أمر فى منتهى التهجيص والإهمال؟»، وتسمعها مرة رابعة فى وصف الكذابين «يا عم سيبك منه ده شخص هجاص». هجص.. يهجص.. تهجيصا.. للكلمة أصل وأصلها ليس شعبيا أو مجرد مرادفة أو لفظة جديدة ظهرت مع الألفاظ الشبابية الجديدة فى الألفية الجديدة، للكلمة أصل يتعلق بالكذب.. الكذب له معان كثيرة ومرادفات ابتكرها الشعب المصرى، وأخذ أصول معانيها ومرادفاتها من كلمات أخرى، ولكنها فى النهاية تؤدى نفس المعنى، وهنا نستعرض بعض المرادفات الخاصة بكلمة «الكذب» وقصصها الحقيقية وأصول معانيها فى قاموس اللغة العربية بالتشكيل النحوى لها. من الكلمات التى تثير الانتباه والمنتشرة على ألسنة المصريين، عندما يقول شخص عن غيره «ده هجاص»، ويأتى أصل هذه الكلمة من اللغة المصرية القديمة «الهيروغليفية» والتى نستعمل كثيرا من كلماتها دون أن نعرف حتى وقتنا هذا. ونجد لكلمة «هجاص» مرادفا بالمعنى نفسه فى اللغة الإنجليزية «hoax»، ومعناها يخدع أو خدعة، ونجد أصل الكلمة الفرعونى ينطق «هقص» وتعنى الجهل والمحدودية، ومن هنا جاء استعمال كلمة «هجاص». «نعّار» وتأتى كلمة «نعّار» من الكلمات المنتشرة فى اللغة العامية بين الشعب المصرى، فعندما يتحدث شخص ما بطريقة مبالغ فيها يطلق عليه شخص نعّار، والنعّار هنا تأتى بمعنى مبالغة فى الشىء، والنعار أيضا الكثير المزح والاحتيال. ويوجد لكلمة «نعّار» معنى آخر، وهو شديد السعى فى الفتن، فالشخص النعار هو الذى يقوم بنشر الفتن بين الناس. «بكّاش» ومن عجاب الكلمات التى تداولت فى العامية الشعبية كلمة «بكاش» وهى تعنى الكاذب فعندما يتحدث شخص ما بأحاديث كاذبة ويختلق أقوالا غير حقيقية ليحتال بها على الناس يطلق عليه أنه شخص بكاش. كما يوجد لكلمة «بكاش» مقصود آخر فى اللغة المصرية القديمة فكانت تطلق على أصحاب القلم فكانوا يطلقون عليهم البكاشين وأصلها الفرعونى «بيك كاش» أى قلمك. «نخّاع» نجد هناك كلمة أخرى منتشرة وهى «نخع»، وحين يقول الناس على الرجل كثير الكلام غير الصحيح أنه بينخع ومعنى نخاع فى أصل اللغة «نخع الذبيحة نخعا أى بالغ فى ذبحها» وقطع عنقها نهائيا، ليتضح أن معنى الشخص الذى ينخع هو الذى يبالغ فى الأمور، فعندما يتحدث يبالغ فيما يحكى لدرجة تكشفه أمام الآخرين، ويوجد لها معنى آخر وهو نخع الأمر علما أى قتله علما. «نتّاش» كلمة «نتاش»، معناها فى اللغة العربية الفصحى الانتزاع، أى انتزع شيئا من مكانه، ومن يرمى يأتى استعمالها هنا بمعنى انتزاع معلومة من قصة حقيقية، والمبالغة فى وصفها حتى يصل إلى تحويل معناها، فلا يوثق بقوله، ولا روايته. «فشّار» وفى ابتكار جديد لمعنى الكذب أو القول بدون علم تأتى كلمة «فشار» وهى فى العامية المصرية، ويعود أصلها لطريقة صنع «الفشار»، وهو أحد أنواع التسالى أو ما يعرف بالذرة المقلية فى الزيت، وتأتى طريقة صنع الفشار، من خلال وضع عدد قليل من كبات الذرة فى الزيت، وبعد 5 دقائق يصبح الوعاء مليئا بالفشار. ومن هنا جاء معنى استخدام كلمة «فشار»، ولكن بتشكيل جديد بوضع علامة الشدة على الشين، ومثلما يتفاجأ الناس عندما يصنعون الفشار، نجدهم يتفاجؤون أيضا عندما يستمعون لشخص ما وهو يحكى ويتحدث عن أشياء لا يمكن تصديقها، فهو فشار، وهى صيغة مبالغة من فشَرَ يعنى كثير الكذب، ويبالغ فى كذبه لدرجة أنه يسرح بخياله إلى أوسع مدى والذين يستمعون له يعرفون ذلك، حتى ترتبط باسمه فيقولون فلان «فشار فشر». «فتّاى» تصدر الفتوى من أفواه العلماء، وارتبطت هذه الكلمة قديما بقاضى القضاة، ومع تطور الأزمنة والعصور، ارتبطت بعلماء الدين خاصة الأزهريين، بتعيين مفتى لكل دولة، معنى بالفتوى فى أمور الدين والمعاملات، وأصلها فى القاموس الجواب عما يُشْكِلُ من المسائل الشرعية أو القانونية، والجمع: فَتاوٍ، وفَتاوَى، ودار الفتوى : مكانُ المفتى. وفى عرف الشعب المصرى تطور معنى هذه الكلمة فنطقوها بالعامية الدارجة «فتاى» أى يصدر حكما خاطئا عندما يسأله أحد فى أمر ما ولا يعرف الجواب الصحيح له، فلا يرغب فى الظهور جاهلا فيجيب بكلام غير صحيح، وهذا فى عرف اللغة يعد مضادا لأصل الكلمة الحقيقى، وهنا يتأكد لنا كيف استطاع المصريون خلق مضاد الكلمة من نفس أصل الكلمة. للمزيد من التحقيقات والملفات.. فى ذكرى ثورة 25 يناير.. "اليوم السابع" يرصد أبرز كيانات ثورية تأسست على مدار 3 سنوات.. "ائتلاف شباب الثورة" و"تمرد" و"كمل جميلك" حركات خرجت من رحم النضال.. وأحزاب إسلامية "قتلها الشعب" الأمين العام المساعد ل"الوسط" يدعو الحزب للانسحاب من تحالف دعم الإخوان حال تمسكه بعودة مرسى.. حسين زايد يدعو للحفاظ على دماء المصريين ننشر خطة تأمين البلاد فى احتفالات الذكرى الثالثة لثورة يناير.. تشكيلات من الشرطة والجيش وقوات حماية مدنية وخبراء مفرقعات لحماية الميادين والمنشآت العامة والشرطية.. ودوريات مسلحة بالطرق والمحاور