فى الوقت الذى انصب اهتمام معظم الصحف العالمية فيه برصد ردود الأفعال التى طغت عليها الدهشة حيال فوز الرئيس الأمريكى باراك أوباما بجائزة نوبل للسلام هذا العام، تساءلت صحيفة لوتون السويسرية إذا ما كان منح جائزة نوبل للسلام لأحد السياسيين يعد استراتيجية ناجحة من عدمه؟ وكشفت الصحيفة أن بعض كبار السياسيين الذين سبقوا وأن حصلوا على هذه الجائزة سواء فى أفريقيا، أو الشرق الأوسط، انتهى بهم الأمر إما إلى الاغتيال أو إلى دعم أعمال وحشية بعد فوزهم بجائزة السلام. وتعرضت لثلاثة أمثلة، على رأسها الرئيسان المصرى أنور السادات والإسرائيلى مناحم بيجن "الذى كان آنذاك رئيس الوزراء"؛ واللذان حصلا على نوبل عام 1978 عن محادثات كامب ديفيد للسلام التى انتهت بتوقيع الرئيسين لمعاهدة السلام التى تحمل نفس الاسم فى عام 1979. وأكدت الصحيفة أنه بالرغم من الهالة الدولية التى حظى بها السادات، بفضل كامب ديفيد، ونوبل من بعدها، فقد تم اعتباره "خائنا" للقضية العربية وتعرض للاغتيال فى أكتوبر 1981، أما بيجن فقد كان يرأس إسرائيل عندما قامت حرب لبنان عام 1982! وأشارت الجريدة إلى المثال الثانى الذى ساقته؛ كان فى انهيار عملية السلام بعد حصول كل من إسحق رابين، رئيس الوزراء الإسرائيلى، ووزير خارجيته شيمون بيريز، على جائزة نوبل للسلام فى 1994 مع الزعيم الفلسطينى الراحل ياسر عرفات، بعد إبرام اتفاق أوسلو للسلام فى 1993، قبل أن يتم اغتيال إسحق رابين، على يد متطرف يهودى، فى 1995، فى حين بدأ موقف ياسر عرفات فى الانحدار، وعلى الجانب الإسرائيلى لم تغتفر أبدا حقيقة منح جائزة نوبل للسلام ل"عرفات" الذى وصفته وقتها ب"الإرهابى الفلسطينى". وكان فريدريك دى كليرك، الذى كان آخر رجل أبيض يرأس جنوب أفريقيا 1989-1994 قبل نهاية نظام الفصل العنصرى، هو ثالث الأمثلة التى ساقتها الصحيفة السويسرية فى هذا الشأن، بعد أن أطلق "فريدريك" سراح نيلسون مانديلا فى 1993، وحصلا مناصفة على جائزة نوبل للسلام فى نفس العام، لتصبح الجائزة وسيلة دفع فريدريك إلى الإسراع فى وضع حد لنظام الفصل العنصرى؛ إلا أن الطاقة التى منحتها الجائزة له لم تكن كافية بالقدر الذى يمكنه من مقاومة الضغوط القوية التى مارستها عليه الأقلية البيضاء. وقد ذكر الأسقف ديزموند توتو، الحائز على إحدى جوائز نوبل للسلام، فى واحدة من سيره الذاتية، أن منح الجائزة لدى كليرك كانت فكرة سيئة، لأنه لم يكن أبدا ليوافق على تقديم كشف حساب عن الأعمال الوحشية التى تم ارتكابها فى ظل حكمه.