يحضرنى هذا التعبير للسناتور الأمريكى جون ماكين أثناء زيارته مصر بعد ثورة 30 يونيو، حيث قال حينها إن ما رأيته فى مصر ليس سوى انقلاب عسكرى على حكم محمد مرسى، ولا يمكن أن أرى بطة واسميها غير ذلك، فالبطة اسمها بطة، وكان فى هذا التعبير يتجاهل قيام الشعب بهذه الثورة التى وقف إلى جانبها جيش مصر العظيم، وتم عزل مرسى بإراده شعبية، واتفاق كل القوى السياسية الوطنية، ورغم أنها مغالطة مقصودة من ماكين ومنافيه للواقع. إلا أن هذا التعبير لاقى استحسانا كبيرا وصدى واسع من فصيل الإخوان ومناصريهم وأجهزة الإعلام التى تقف معهم وتساندهم وتشجعهم على انتهاج العنف، مع العلم بأن هذا السيناتور من أهم المناصرين لإسرائيل والمحافظين على سلامتها وأمنها، ومن أشد أعداء العرب ومصالحهم وقضاياهم العادلة فى الكونجرس والإدارة الأمريكية، وهنا يتبادر للذهن أن ما صرّح به ماكين ليس حبا فى الديمقراطية ولا الشرعية فى مصر، ولكن ربما يكون نوعا من أنواع رد الجميل لمحمد مرسى وفصيل الإخوان على تعهداتهم وتصريحاتهم بالحفاظ على المعاهدات والاتفاقات مع إسرائيل. ويذكر هنا أن مرسى الذى أرسل خطابا لصديقه الحميم شمعون بيريز يتمنى فيه الأمن والأمان ورغد العيش لإسرائيل أيضا، وفى رعايته لاتفاق رضوخ حماس لإسرائيل وعدم تهديد أمنها أو معاداتها فى قطاع غزة. ويحضرنى أيضا قصة رئيس عصابة ظريف جدا رواها لى أحد الأصدقاء كان هذا الرجل اسمه (الحاج أحمد) حين يريد أن يبتز أحد القادرين يرسل بعضا من رجال عصابته غير المعلومين للعامة فى المنطقة التى يعيش فيها الرجل القادر، ويتم الاستيلاء على أرضه وجزء من ممتلكاته بوضع اليد، وبالبلطجة مسلحين بأسلحة حديثة، ومعهم بعض الأوراق المزورة الدالة على ملكيتهم لما تم الاستيلاء عليه ويشيعون بالمنطقة اسم عصابة مختلف وهى عصابة (أحمد أبوأحمد)، وهنا يضطر الرجل صاحب الأرض للذهاب، وطلب المعاونة من الحاج أحمد، ويعطيه ما يطلبه فى سبيل إرجاع حقه من يد العصابة الغريبة، وبالفعل كان الحاج أحمد يرسل البعض الباقى من عصابته ويفتعلون مطاردة وهمية لأفراد العصابة الأخرى، ويطهر المنطقة منهم، ويأخذ الحلاوة وفى النهاية يكتشف صاحب الأرض أن أحمد هو نفسه الحاج أحمد، وقد يبدوا هذا الأسلوب للابتزاز أسلوبا بدائيا، ولكن هذا ما ينتهجه الإخوان للحصول على بعض المكاسب السياسية، ولكنها أساءت هذا الاستخدام بانتهاجها العنف والقتل والحرق والتدمير واستهداف الجيش والشرطة والمدنيين من خلال التفجير، وإصدار بيانات تدين ما حدث وكأن ليس لهم علاقة بالمنفذين رغم أن البطة شكلها بطة واسمها بطة. والشعب قد فاض به الكيل من هذه الممارسات العدائية ويعلم أيضا أن الإرهاب اسمه الإخوان والحكومة بقرار تصنيف تنظيم الإخوان أخيرا تنظيما إرهابيا محظورا وبعد تفجير مديرية أمن الدقهلية فهى قد علمت أن ما يسمى بجماعة أنصار بيت المقدس هم أنفسهم جماعة الإخوان، وأن الحقيقة هى أن أحمد هو الحاج أحمد، وهذا ما رأيناه عيانا بيانا على شاشات التليفزيون وسائل الإعلام الأخرى من تهديدات مباشرة صوتا وصورة، ومثبت على لسان قيادات وأعضاء الجماعة الإرهابية من على منصة اعتصام رابعة، وأثناء وبعد فض الاعتصامين رابعة والنهضة، وما توعد به حينها الإرهابيون، وعلمنا جميعا بهم وبأسمائهم وما شاهدناه يتحقق على الفور يوم فض الاعتصامين بدءا من مذبحة كرداسة وحرق أقسام الشرطة، وقتل رجال الأمن والتمثيل بالجثث من وقتها وممارسات هذه الجماعة فى الشارع، وحتى على مستوى الجامعات والمدارس وقتل ورمى الشباب من فوق الأسطح إلى ذبح سائق التاكسى بالمنصورة، وتفجير مديرية أمن الدقهلية وتفجير أتوبيس النقل العام بمدينة نصر، أدت إلى الضغوط الشعبية القوية التى طالبت الحكومة لإصدار هذا القرار باعتبار هذا التنظيم والمنتمين إليه تنظيما إرهابيا محظورا، قد يقلل من حالة السخط على الأداء الحكومى المتراخى لردع هذه الجماعة الإرهابية وأنصارها، ويشفى غليل غالبية الشعب الغاضب ولو مؤقتا، متمنيا من الحكومة ألا تخشى لومة لائم فيما أخذته من قرار، وأن تتعامل بكل حزم وقوة مع كل من تسول له نفسه العبث بأمن ومؤسسات الدولة، وأن يكون ردها على كل من ينتقد هذا القرار (أن البطة اسمها بطة والإرهاب اسمه إرهاب، حتى لو سميناه أنصار بيت المقدس أو حتى أنصار بيت الرعب)، ولن يرهب الشعب المصرى ولا رجعة فى القرار مهما يكن حتى يتم استئصال الإرهاب من مصر نهائيا. وعلى الإعلام أن يوضح للرأى العام تبعات هذا القرار، وأنه لن يضار منه أى فرد ليس له بالإرهاب صلة وتفعيل دور وزارات الشئون الاجتماعية والصحة والأوقاف لترعى الفقراء والمحتاجين ومحدودى الدخل، بدلا من تركهم أداة مستغلة بيد المتاجرين بالدين والسيطرة عليهم اقتصاديا وفكريا وتقديم العلاج لهم بالإنفاق عليهم من أموال التبرعات.. وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء.