بالصور.. مساجين طرة سجدوا شكرا بعد "العفو"

بمناسبة انتصارات أكتوبر

"هابطل السجاير وأكون إنسان جديد" قالها المغنى شعبان عبد الرحيم من تأليف وألحان إسلام خليل قبل عامين، ورددها صباح اليوم السادس من أكتوبر "شعبان عبد الرحيم السيد" السجين رقم 480 بسجن طرة، والذى شمله العفو الرئاسى الصادر بالقرار الجمهورى رقم 334 لسنة 2009 مع 149 آخرين بمناسبة الذكرى 36 لانتصار أكتوبر العظيم.
شعبان عبد الرحيم أو "شعبولا" كما كان يطلق عليه زملاؤه طيلة 7 شهور قضاها معهم فى عنبر واحد بالسجن بعد صدور حكم عليه من محكمة جنايات الجيزة بالحبس، وذلك للتهم الموجهة إليه من إحداث عاهة مستديمة بأحد الأشخاص على أثر شجار دار بينهما بأحد شوارع منطقة إمبابة.
شعبولا قال لليوم السابع إنه يعتبر يوم السادس من أكتوبر بداية جديدة فى حياته، يترك وراءها كل الهموم والتراكمات النفسية التى كانت تملأ صدره ويستقبل بها أياما جديدة عليه، يواصل فيها تربية أبنائه الأربعة تربية تتماشى مع مبادئ الدين الإسلامى، حريصا خلالها على إبعادهم عن اختلاق المشاكل أو الوقوع فيها أو السير فى طريق الظلمات.
اليوم الأخير لشعبان فى السجن كان غير طبيعى كما يقول، ففى مساء أمس الاثنين لم تغمض عيناه وظل طيلة الليلة يتنقل بين العنابر المختلفة ويسلم على أصدقائه من النزلاء السلام الأخير، ويضيف شعبان أن زملاءه أقاموا لها حفلة طيلة 3 ساعات تبادل معهم الغناء والرقص كأقل تعبير عن مشاعر الفرحة التى تملأ قلبه.
ويضيف شعبولا أنه فى السادسة صباحا قام بإعداد حقيبته ومتعلقاته وانتظر "أمين الشرطة" الذى يفتح الزنزانة وينادى على اسمه، تمهيدا لنقله إلى البوابة الرئيسية وهى اللحظة التى لم يتمالك فيها نفسه من البكاء، مستعرضا خلالها تاريخ طويل من الليالى السوداء خلف القضبان والمشاكل التى كانت تعانيها أسرته فى غيابه والكرم العظيم من الله سبحانه وتعالى بأن يشمله العفو الرئاسى فى انتصارات السادس من أكتوبر.
مظاهر الفرحة التى ظهرت بشكل واضح على "شعبولا" بحكم أنه الأكبر سنا، حيث يبلغ 56 عاما ظهرت أيضا على عشرات آخرين بشكل واضح على باقى المعفو عنهم رئاسيا، خاصة وأن أعمارهم تتراوح فى العشرينيات والثلاثينيات، فالسجود على الأرض وعبارات الحمد ورفع الأيدى إلى السماء والتهليل، كلها مظاهر للسعادة التى لا يقابلها أى سعادة أخرى، فضلا عن ترديد العديد من الأغانى مثل "سالمة يا سلامة.. روحنا وجينا بالسلامة، بالأحضان بالأحضان والسمسمية".
صيحات وتهليل المساجين أثناء خروجهم من باب السجن واستقلالهم "الطفطف" والذى ينقل من البوابة الداخلية للسجن إلى بوابته الخارجية كانت كافية لأى فرد أن يستشعر القيمة الحقيقية للحرية والفرق بينها وبين أيام طويلة تقضيها خلف الأسوار، وعلى ذلك "الطفطف" جلس الأهالى مع ذويهم والذين تبادلوا القبلات و"الزغاريد"، وفى ذلك "الطفطف" تحدث اليوم السابع مع محمد سعيد البالغ من العمر 23 عاما والحاصل على دبلوم صناعة والذى قضى سنة 9 شهور بالسجن، وأشار سعيد فى حديثه أنه حزين على تلك المدة التى قضاها فى مقتبل حياته بالسجن، إلا أن أشار إلى أنه جلس قبل يومين مع إمام المسجد والذى أكد له على ضرورة أن يستغل فترة العقوبة كدافع له فى حياته العملية القادمة.
سجن طرة بقدر ما امتلأ بالمساجين وبملايين القصص والحكايات عن أغرب القضايا وأشدها جرما، وكذلك كبار المشاهير وعلى رأسهم هشام طلعت مصطفى ومحسن السكرى وأعضاء الجماعات الإسلامية والتنظيمات المختلفة، إلا أن السجن أيضا امتلأ برجال الشرطة وعلى رأسهم اللواء عاطف الشريف عبد السلام مساعد وزير الداخلية واللواء عمر الفرماوى مدير الإدارة العامة لسجون المنطقة المركزية واللواء سامى الروبى مدير مباحث القطاع والعميد حاتم أبو زيد مدير إدارة الإعلام والعلاقات وصاحب الدور الكبير فى تنسق حفل إفراج المعفو عنهم رئاسيا، فضلا عن ما قامت به اللجنة القانونية والفنية لقطاع مصلحة السجون من سداد الغرامات المالية والمصروفات التى تعثر فى سدادها 16 سجينا ممن ينطبق جميع شروط العفو الرئاسى.