كشفت تقارير تابعة للجهاز المركزى للمحاسبات بأن ميزانية المطبخ ارتفعت فى عهد الرئيس المعزول مرسى بشكل كبير.. وأنه قد التهم ورفاقه فى القصر كبابا وكفتة وحماما وبطا بما يزيد عن 3 ملايين جنيهاً.. أى ما يقرب من 9 آلاف جنيه فى اليوم الواحد.. ربنا يديهم الصحة وبالهنا والشفا.. أخطاء الماضى لكن لم يكن هذا هنا ولا شفا لهم.. فلقد انقلب هذا عليهم وتم كشفه.. كما أن مسئولاً مالياً فى وزارة الاستثمار فى عهد مرسى كشف بأن الوزير قد أكل سندوتشات بمبلغ كبير.. لا يهمنا ذكر هذا إلا فى إطار الشره والنهم.. هو ذات الشره للسلطة والاستحواذ عليها.. فأنت إذا أكلت فلا تُضيق على معدتك الهواء كى تتنفس.. عبد الناصر فى بدايات الثورة حاول أن يدمجهم معه.. لكن معدتهم تاقت لالتهام مكسبًا أكبرا وحدث ما حدث من تنكيل لهم وإقصاء وتم حل الجماعة. ألم يكن من العقل التعاون مع عبد الناصر والاشتراك معه فى بناء الوطن؟ عجيب أنهم لم يفعلوا.. ورقة مبارك ما بين الفتات والشبع تدور السنون وهم يعملون تحت الأرض بسبب ذلك.. دخلوا فى عهد مبارك فى أحزاب الوفد والعمل والأحرار وحصلوا على بعض المقاعد فى مجلس الشعب.. كان هذا بحساب وتحت نظر أمن الدولة.. كان خبث مبارك فى أن يجعلهم ورقة شبه قوية يخوف بها الخارج والداخل.. يا أنا يا الإخوان.. يترك لهم 88 مقعدا فى مجلس الشعب ولو لم يتم التزوير لحصلوا على الأغلبية. رسالة مبارك خلوا بالكم لو سيبت الإخوان هياكلوكم.. وطبعا فزاعة حماس وما حدث فى الجزائر وطالبان وغيرها نماذج تضرب فى ذلك.. إذن رضى الإخوان بالفتات فى عهد مبارك وأحيانا بأكلة دسمة مثل ال 88 عضوا، وأيضا استحواذهم على معظم النقابات.. لأجل هذا لم يعد للتيار المدنى والليبراليين أى مكان ولا حتة عضمة حتى.. فهؤلاء كان يخشاهم مبارك أكثر من الإخوان.. فتواروا تحت المائدة يشتمون أطايب الطعام ويتضورون جوعاً. التخمة والتهام كل الصنوف وتحقق حلم الإخوان بتملك مائدة الحكم كلها بكل أصنافها.. فك الحظر والحصول على ترخيص الحزب.. ثم مجلس شعب ورئاسة ودستور.. يالها من تخمة جاءت على معدة شبه خاوية.. التهم الإخوان بعد ثورة يناير كل شىء.. قفزوا على السفرة كلها وابتلعوها. كان من الممكن أن يوزعوا بعض ما دخل فى بطنهم وكان زائدا.. خاصة أن كل هذا جاء بعد ثورة لم يشاركوا فى بدايتها والتحقوا بها ثم تملكوا مفتاح المطبخ بتواطئ المجلس العسكرى على الثورة وشبابها.. التجشؤ. كان لابد أن يتجشأ من أفرط وأتخم معدته.. لم تتحمل السلطة المفرطة.. مجلس الشعب والدستور والرئاسة.. الحزب والجماعة والتنظيم.. لابد أن يحدث تلبك وحموضة.. بل اتهامات وتهم بأن كل ما التهموه حراما.. لقد تحولت مائدتهم العامرة بصنوف البط والحمام والكباب إلى مائدة الإرهاب.. الكباب تحول إلى إرهاب بصدور قرار الحكومة بأنها جماعة إرهابية.. مبارك اكتفى بأنها محظورة.. الآن يتحول الحظر إلى إرهاب.. لابد فى كل هذا التاريخ أن يتذكر الإخوان أن هناك أخطاء وخطايا ارتكبوها.. أن يعترفوا بها ويصححوها.. وإلا سيظل العمل تحت الأرض طريقهم والكباب والكفتة مجرد رائحة تزكم أنوفهم..