تشابك الموقف وتعالت الأصوات، انقلاب عسكرى مدبر، سأما من حكم لم يأت نفعا، ظلم وفقر وحصر دول جنوب السودان البلد الغنية، بآبار البترول، أم هو صراع على السلطة بين رجل ونائبه، بعض المحللين اتجهوا إلى أن ما يحدث فى السودان اليوم، هو أبعد ما يكون عن الانقلاب العسكرى، لأن جنوب السودان، هو بلد ولى، لم يكمل عامه الثالث بعد الانفصال. فمن جانبه، أرجع رئيس وحدة دراسات السودان، بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، ما يحدث فى جنوب السودان، أنه ليس انقلابا بالمعنى المفهوم، بل هو صراع قديم على السلطة يتجدد الآن، وهذا الصراع متصل أيضاً بالتكوين القبلى للجنوب وتناقضاته الهائلة. وأضاف "يمكن إيجاز المسألة فى صراع بين سلفا كير وجماعته، حيث ينتمى سلفا إلى فرع "قوقريال" القوى فى الدينكا، بينما خصومه الحاليون يعبرون عن تحالف ضلعه الأول رياك مشار النائب السابق لسلفا كير، والذى ينتمى إلى قبيلة" النوير"، وهى ثانى أكبر القبائل الجنوبية، والمعروفة بشراستها فى القتال". وأوضح رسلان قائلا: "التحالفات تتغير وتتبدل ولكن تبقى القبيلة هى العامل الأكثر ثباتا فى كل المعادلة السياسية، وبعد الأنباء الأخيرة عن سقوط "بور" ثم "أكوبو"، فى يد مشار، ثم دخول قوات أوغندية إلى جوبا، فإن أوضاع الجنوب تبدو وكأنها على وشك الانفجار الشامل، ما أثر ذلك على شمال السودان، وتوازنات حوض النيل، وعلى مصر، وعلى النفوذ الإسرائيلى الذى يتزايد فى هذه المنطقة، ويحتاج ذلك إلى تفاصيل كثيرة، ومتداخلة، ولكن على مصر أن تراقب بدقة، وأن تكون مدركة ومتابعة لاتجاهات الصراع، فإعادة رسم التوازنات فى حوض النيل سيكون خطرا ودمويا، ويحمل الكثير من التهديدات، ولكنه يحمل أيضاً بعض الفرص، حسب موقع هذا الطرف أو ذاك". من جانب آخر دعت أستاذ العلوم السياسية نهى بكر إلى ضرورة تفعيل الدور المصرى المعروف، فهو دور الهام، خاصة أن جنوب السودان ليس عضوا بجامعة الدول العربية، مشيرة لضرورة التدخل المصرى اليوم لاحتواء أزمة الجنوب.