من أشق الأمراض على النفس تلك الأورام الخبيثة، فهى تتسبب فى إيلام شديد لمن اختبره الله بهذا المرض، لذا فإن جراحاتها تعد من أكبر الجراحات التى تجرى للإنسان بل إنها من أخطرها. يشير الدكتور أشرف سعد زغلول أستاذ جراحة الأورام ومدير المعهد القومى للأورام بجامعة القاهرة إلى أن التأهيل النفسى لمريض الأورام هو البوابة الأساسية فى تخطيه هذه المحنة، وهذا الجانب يقع على المقربين منه، حيث يقع على عاتقهم رفع معنوياته والتأكيد على أن هناك أملا فى الشفاء بإذن الله، وعدم الخوف من هذا المرض ومضاعفاته لأن الخوف أكبر عدو يهدد مناعة الجسم ويجعله أسيرا للمرض. ويضيف الدكتور أشرف أن كل جراحة من جراحات الأورام لها الطرق الخاصة بها من الرعاية بعد إجرائها، وكذلك هناك تدريبات خاصة بكل جراحة يتم تعويد المريض عليها، فمثلا إذا كانت هناك فتحة فى الشق الحنجرى يجب على المريض معرفة طرق الاعتناء بالأنبوب وطرق استخدام بخار المياه حتى لا يحدث جفاف فى الجهاز التنفسى، وإذا كانت الجراحة فى المفصل فإن هناك تمرينات لتقوية عضلات الساق وطريقة معينة لوضع الساق حتى يتم التئام الجرح بالكامل، ولذلك فإن من الأهمية تكمن فى اتباع تعليمات الطبيب المعالج، ويجب أن تنفذ وبدقة حتى تزول مرحلة الخطر، فكثير ممن امتحنوا بهذا الداء منَّ الله عليهم بالشفاء وعاشوا حياتهم طبيعية وبدون ألم. وهناك عدة إرشادات عامة يجب للمريض الذى خضع لإجراء عملية أورام أن يتبعها: - لابد من التغذية السليمة والمتوازنة بعد إجراء العملية، لأن المريض عادة يفقد قابليته للطعام فى هذه المرحلة، والتغذية تزيد من مستوى مناعة الجسم. - يهتم المريض بالحركة حتى لا يحدث ضمور للعضلات أو جلطات بالساقين. - إذا كانت الجراحة أدت إلى "فتح بطن" فينبغى على المريض ألا يحمل أى أشياء ثقيلة لمدة 3 شهور من إجراء العملية حتى لا يحدث فتق مع عمل تمرينات لتقوية عضلات البطن. - يجب أن يلاحظ المريض حالته الصحية وإذا شعر بأى تغير عليه باستشارة الطبيب وهذه التغيرات تكون مثل ارتفاع فى درجة الحرارة، احمرار فى مكان الجرح، تورم أو تغير فى لون الجلد، وجود سخونة أو التهاب. - وحتى إن لم تظهر أى أعراض تثير القلق فلابد من متابعة الطبيب المعالج باستمرار حتى تستقر الحالة.
