طه بصرى اسم كبير فى عالم الساحرة المستديرة وأسطورة كروية تلألأت فى الملاعب المصرية و العربية و الإفريقية، على مدار سنوات عديدة .. مثل خلالها ناديه الزمالك و منتخبنا الوطنى فى العديد من المناسبات الدولية، خلال المباريات الودية أو الرسمية، وانتقل ليصبح نجم النجوم فى الكرة الكويتية إبان توقف الكرة فى مصر عقب نكسة 1967. اعتبر النقاد بصرى موهبة فذة فى عصره، لم تنل ما تستحقه من إلقاء الضوء، فى وقت لم يكن للموهبة مكانا خارج الحدود، رغم تجارب على استحياء هنا وهناك منذ حسين حجازى (هيجى العظيم) و صالح سليم اللذان اقترب أولهما من الاحتراف فى إنجلترا، واحترف الثانى فى النمسا، لكن "إيزيبيو" الكرة المصرية عوض قلة الاحتراف فى مصر بهذه النجومية الطاغية فى الخليج العربى، عندما لعب فى الكويت، لكن المصرى الذى يحمل سمرة النيل اعتذر بأدب جم عن قبول الجنسية الكويتية، رغم أنها كانت للتكريم. لذا لم يكن غريبا مشهد توافد نجوم الكرة و الإعلام و الرياضة و الفن و عائلاتهم على المستشفى الذى يرقد فيه بصرى. اعتادت الجماهير الزملكاوية على أن تشاهد أدائه الممتع وهو لاعب فى حقبة السبعينات، وأحد النجوم الكبار فى ملاعب الكرة المصرية بشهادة النقاد، حيث شبه ب" ايزيبيو" نجم المنتخب البرتغالى فى عصره الذهبى. نعم إنه بصرى.. النجم لاعبا.. دمث الخلق إنسانيا والمدير الفنى ذائع الصيت أيضا، لم يخرج يومًا عن السلوك الرياضى "المهذب " ودائما ما كانت كلماته عن زملاء الملعب فى قمة الاحترام .. تميز بحبه الشديد للقلعة البيضاء، ولم يشعر أبدا بالظلم بالرغم من عدم اهتمام مسئولى القلعة البيضاء بوضع اسمه وكان يستحق على رأس قائمة المرشحين الدائمين لتدريب الفريق الأبيض، عرفه الإعلام قديسا فى محراب الكرة وعرفه الزملكاوية عاشقا للبيت الأبيض وميت عقبة، وطنه الكروى الصغير. حتى عندما تحمل كثيرا، لم يخرج يوما ليلعن محدودية الإمكانيات مع الفرق التى دربها، ولا عقم الإدارات المعروف جداً فى بلادنا.. لعل تاريخه الطويل لم يصل لبعض الأجيال الجديدة فى كرة القدم، لذا فقد آن الأوان لأن نضع كل ما يوثق حالة العشق بين "إيزيبيو" الزمالك و ناديه ووطنه أمام هذا الجيل، عسى أن يعرف أولادنا أكثر من أى وقت حاجة مصر لهكذا قيمة و قامة ومهمة.