تصدر صيحات التزاوج العميقة للغاية لذكور دببة الكوالا - أقل درجة بنحو 20 مرة مما هو متوقع لصوت حيوان بنفس الحجم - من قبل ما يقول الباحثون إنه "جهاز صوتى جديد" يقع خارج صندوق الصوت لدى ذكور ذلك النوع من الدببة. وكتب باحثون من بريطانيا وألمانيا وأستراليا والنمسا فى العدد الأخير من مجلة "كارينت بيولوجى" المعنية بعلم الأحياء ومقرها الولاياتالمتحدة أن النتائج التى توصلوا إليها تعد أول دليل فى الثدييات الأرضية على خروج الصوت من جهاز آخر غير صندوق الصوت أو الحنجرة المسئولة عن إطلاق الأصوات. وهناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لتحديد ما إذا كان هذا التكيف هو خاصية فريدة من نوعها فى ذكور دببة الكوالا. ومصدر هذا الخوار المنخفض هو زوج من الحبال الصوتية الكبيرة فى اللهاة (أو الحنك الرخو) حيث يلتقى تجويفا الفم والأنف. وتصدر ذكور دببة الكوالا خوارها أثناء الاستنشاق والزفير مثلها فى ذلك مثل الحمير. وقال بنيامين تشارلتون عالم أحياء فى جامعة ساسكس فى بريطانيا والباحث الرئيسى فى هذه الدراسة، إن خوار الدببة يشبه صوت الشخير أثناء عملية الاستنشاق وصوت التجشؤ أثناء عملية الزفير. أثناء عملية الشهيق، تهتز الحبال الصوتية محدثة تردد يبلغ معدله نحو 27 هيرتز، وهى درجة قال الباحثون إنها تتماشى مع حيوان الأبصوم الاسترالى وهو من فصيلة الجرابيات يبلغ وزنه ثمانية كيلوجرامات ويسكن الأشجار. فحص الباحثون الأحبال الصوتية الحلقية عن طريق تشريح جثث لعدد من ذكور دببة الكوالا. أعادوا إنتاج الصوت عن طريق امتصاص الهواء من خلال البلعوم - الحلق العلوى - والحنجرة عن طريق القصبة الهوائية، فى عملية تحاكى استنشاق الهواء باستخدام الرئتين. وقد تؤثر عمليات انقباض العضلات التى مصدرها الحنك الرخو أيضا على الحبال الصوتية الحلقية. وفى معرض إشارتهم عما تردد من أن إناث دببة الكوالا تخور أيضا وإن كان ذلك يعد أمرا نادرا بشكل كبير مقارنة بالذكور، قال الباحثون إن هناك حاجة الآن لإجراء بحوث استقصائية بشأن التشريح الصوتى لإناث دببة الكوالا لتحديد ما إذا كانت هى أيضا لديها أحبال صوتية حلقية. وأضافوا أنهم حتى الآن وبقدر معرفتهم فى هذا الشأن، فإن المثال الآخر الوحيد لجهاز متخصص فى إنتاج الصوت فى الثدييات ومستقل عن الحنجرة هو الشفاه الصوتية فى منطقة الأنف لدى الحيتان التى لديها أسنان ويتم استخدامه لتوليد نقرات تحدد الموقع بالصدى.
