قال الكاتب الدكتور يوسف زيدان، فى تصريحات خاصة ل"اليوم السابع" تعليقًا على ترجمة روايته الشهيرة "عزازيل" للعبرية، إن موقفه من التعامل مع إسرائيل هو الرفض ولأسباب معلنة، ولكنه يعلم جيدًا أنه سواءً قبل أو رفض ترجمة الرواية فإن اليهود لن يمنعهم شىء من ترجمة الرواية ولهذا "خليهم يقرووا". وروى يوسف زيدان تفاصيل المكالمة التى دارت بينه وبين صحفى عبر الهاتف قائلاً: أنه تلقى اتّصالاً من رجلٌ أعجمى اللكنة من رقمٍ لم يظهر على شاشة التليفون، وقال بعربيةٍ متكسّرة إنه يتحدّث من إسرائيل! وأضاف أنه صحفىُّ يريد أن يُجرى معى حواراً بمناسبة صدور الترجمة العبرية لرواية عزازيل، فى إسرائيل. وقال يوسف زيدان هكذا قال الصحفى وهو يتّكئ على الحروف. قلتُ له إننى لم أر هذه الترجمة، ولم يكن من المفروض أن تصدر فى إسرائيل. قال إنها صدرت فى غلاف أنيق وطبعة فاخرة، وهم مُهتمّون بها، ولذلك يريد أن يُجرى الحوار. قلت مؤكّداً ما تعمّد أن يتجاهله: ما كان المفروض أن تصدر الرواية فى إسرائيل، فقد جاءتنى ثلاثة عروض من هناك، فرفضتها، وتدخّل وكيلى الأدبى البريطانى "أندرو نورمبرج" فى الأمر مُقترحاً أن أُعطى حق الترجمة إلى العبرية لناشرى الإنجليزى (أطلانتك بوكس) وهو يتولى إصدارها بالعبرية فى لندن. فقلتُ له ما ترجمته: لا بأس فى ذلك، فلا خلاف عندى مع "اللغة العبرية" لكننى لن أتعامل مع ناشر إسرائيلى للأسباب المعروفة. وتم تغيير عقدى مع الناشر الإنجليزى، ليتضمّن حق الترجمة إلى اللغتين الإنجليزية والعبرية. مضيفًا: ولكننى فوجئتُ بدار النشر البريطانية تتنازل عن حق الترجمة إلى العبرية لناشر إسرائيلى (من الباطن) ومن دون إخطارى بذلك!، وتابع "زيدان" عاد الصحفى الإسرائيلى للقول، بعربيته الكسيحة: ولكن ما حدث قد حدث، والآن نريد أن نُجرى حواراً معك! قلتُ: لا، لن أخرج عن إجماع المثقفين العرب والمصريين، الذين توافقوا على عدم التعامل مع إسرائيل. فقال الصحفى الإسرائيلى: هذا موقف غريب! قلتُ: ليس عندى المزيد لأقوله لك، وقطعتُ المكالمة معه، مع أننى موقن بأن المسألة العربية العبرية، برُمّتها، تحتاج إعادة نظر. لكن وقتنا العصيب غير مناسبٍ لذلك.