مزاج زوجتى..!!

من فى الرجال يقوى أن ينبرى، ثم يقول بغير تلعثم: لقد اسْتطعتُ بعد طول معاناة أن أفهم زوجتى، فعَرفتُ بيقين.. ماذا تحب، وماذا تكره، فصَممتُ فى بؤرة شعورى قائمتين.. الأولى: رتبتُ فيها أبجدياً الأشياء المحببة إليها ففعلتها، والثانية: رتبتُ فيها أبجدياً الأشياء المنبوذة منها فطرحتها، ولقد فعلت ذلك كى أستريح وأغلق فى وجه الجحيم طاقة لا تبقى ولا تذر؟!.
أشك أن يقدر رجل على ذلك، ليس لعجزه عن تحقيق أمنيات المرأة، ولكن لأن المرأة كائن متقلب المزاج، وقراراتها تجاه الأشياء تتسم بالتحول المفاجئ والسريع، فما تحبه الآن بقوة ربما تكرهه بعد لحيظات بشدة، وقد تسعى كرجل إلى تحقيق مطلبها، ثم تأتى إليها وأنت تطير بجناحين سعادة بما حققت لها، فتواجهك بعاصفة باردة من الفتور، ثم تمضى تفند لك - بمهارة- عيوب كل ما فعلت.. كأن تقول: شىء أبدى من شيء، أو تقول: لقد ضحكوا عليك فأعطوك هذا الشىء بأكثر من ثمنه؟ أو تقول ساخرة: أما زلت تذكر أنى طلبت منك كذا وكذا.. لقد نسيت والله؟ وهكذا..
فيما مضى - ولا زالت أعشق ما مضى من زمن - كانت الزوجة تدبر حالها وتدير بيتها بأبسط الموارد، وكانت لا تطلب من زوجها إلا ما تعسًّر عليها فعلاً، وبالجملة كانت الزوجة حكيمة.. قنوعة.. مدبرة.. تصنع من "ماء الخل شربات" دون أن تشعر زوجها بما فعلت ولا ما صنعت.. أما الآن فالمرأة ثرثارة.. أنانة.. منانة.. مقلدة.. تريد الشىء ونقيضه فى وقت واحد.. المهم أن تحوز وتمتلك كى تغيظ جارتها فى السكن، أو زميلتها فى العمل، ولا أهمية تُعار لاستدانة الرجل من فلان أو فلان.. المهم أن تشترى كل ما اشتهت وإن تضارب بعضه مع بعض!!.
ولدى كل منا نماذج لبيوت قد دُمرت وقوضت أركانها إثر إصرار بعض الزوجات على تخطى حدود طاقة زوجها المادية، ولا أدرى لماذا تفقد المرأة رشدها وهى فى السوق، أو "السوبر ماركت"، أو محلات فى الذهب، حيث تضرب بما تم الاتفاق عليه فى البيت عرض الحائط، وتمضى تقول للبائع أريد كذا وكذا، ودماء الزوج تغلى فى رأسه، ويكاد من غيظه أن يفتت أسنانه فى حلقه، وهى لا تدرى.. وعبثاً يحاول تذكيرها أو تبصيرها بما اتفقا عليه آنفا.
إن كل رجل يتمنى أن يلتقط نجمة من نجوم السماء ثم يضعها بيته، ولكن لكل طاقته وحدوده، فليس كل ما يتمناه المرء يدركه، والمرأة الذكية هى من تقدر أن تُشعر الزوج بأنه أسد فى عرينه.. هى من تفرح إن وفى بكل أو بعض ما تحب.. ولا تمتعض حين يعجز عن إحراز ما طلبت، فلا كل سهم خرج من قوسه أوقع فريسة، ولا كل ضربة من عصا فلقت بحراً.
على المرأة أن تقدر وتحترم سعى زوجها لإسعادها وأولادها، ما دام يحاول..