سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أهالى «قاصرات» الإسكندرية المحبوسات فى دار الرعاية: محبوسات مع متهمات جنائيا ونخفى مدة العقوبة عنهن وننتظر الفرج .. رمضان: زوجتى مريضة بالقلب وابنتى بتحب باسم يوسف.. ووالدة «مودة»: أنا مش فى الإخوان
نقلاً عن اليومى.. بين مطالبة رئيس الجمهورية بإصدار عفو عن فتيات الإسكندرية – التابعات لحركة 7 الصبح، الموالية لتنظيم الإخوان المحظور – الصادر ضدهن أحكام بالسجن 11 عاما، وبين عشرات التقارير الحقوقية، التى وصفت الأحكام بالقاسية، تظل أنفاس عائلات الفتيات محبوسة فى انتظار موعد جلسة الاستئناف، والتى يمكن أن تخفف العقوبات على بناتهن، أو تلغيها، خاصة القاصرات منهن، اللائى لم تتعد أعمارهن ال15، والمحتجزات حاليا بإحدى دور الرعاية فى منطقة محرم بك فى ظل احتمال تعرضهن لكثير من المؤثرات السلوكية والاجتماعية المغايرة لتربيتهن وضياع العام الدراسى عليهن. أغلب المتهمات ينتمين لأسر من جماعة الإخوان، وبعضهن لا ينتمين لأى تيار سياسى، وشاركن فى المظاهرة بدافع الحماس، وحالة الثورة الداخلية التى تعد جزءا من تكوين المراهقات، وقليل منهن دفعهن حظهن العثر إلى التواجد بنفس مكان الأحداث. رفض عدد من أهالى الفتيات الحديث مع «اليوم السابع»، خوفا من تعرض بناتهن للاضطهاد أو لسوء الظن فى وسائل الإعلام غير المنتمية للجماعة فى حين رحب آخرون، وتحدثوا عن رحلتهم مع قضايا بناتهن، وسط الدموع والدعاء والدهشة، من تحولهن لمتهمات، وسوابق رغم أنهن لم يدخلن قسم شرطة فى حياتهن. سلوى ورضوى فى منزله بمنطقة السيوف، ينتظر رمضان عبدالحميد اتصالات من المحامين ليعرف منهم موعد نظر الاستئناف على الحكم بسجن ابنته وزوجته.. لم يفقد الأمل بعد، خاصة أنه لا ينتمى ل«الإخوان» والقبض على زوجته وابنته جاء بالصدفة. رمضان الذى استمر فى المنظمات الحقوقية الخاصة بالمرأة والطفل للتدخل قال ل«اليوم السابع»: زوجتى سلوى – 40 سنة - مصابة بمرض القلب منذ سنوات، ونصحها الطبيب بالسير لمدة ساعة يوميا، وفى يوم القبض عليها، كانت تنفذ تعليمات الطبيب، وتمشى على الكورنيش، بصحبة ابنتى «روضة» التى لم يتعد عمرها 15 سنة، متجهتين إلى مقر عملى، حيث أملك معمل أسنان بشارع سورية، وفى لحظة صادفتهما المظاهرة، وألقى القبض عليهما وسط الأحداث. منع رمضان سقوط دموعه من عينيه، وأضاف «كل يوم أحمد ربنا إن زوجتى عاشت يوم زيادة» مشيرا إلى أنها تحتاج رعاية، وتعجز عن المشاركة فى الكثير من النشاطات، بسبب حالتها الصحية، معربا عن دهشته من الإصرار على أن زوجته عضو فى الإخوان، رغم إنها انتخبت حمدين صباحى فى الجولة الانتخابية الرئاسية الأولى، بينما انتخب هو عبدالمنعم أبو الفتوح، وفى جولة الإعادة اختارا الرئيس المعزول محمد مرسى، خوفا من فوز الفريق أحمد شفيق، مؤكدا أنهما من عاصرى الليمون. وعرض رمضان صورة ابنته رضوى، ،وهى ترفع علامة النصر، مؤكدا أن هذه الصورة التقطت لها يوم 30 يونيو، فى حين أن اهتماماتها اليومية كانت لا تتعدى متابعة برامج المنوعات، وبرنامج «البرنامج» لباسم يوسف، الذى تعد من أشد المعجبين به، ولا تقبل انتقاده، مضيفا أنه تألم كثيرا حين زارها فى آخر مرة، حيث بكت وقالت «هتضيع عليه حلقة آراب جوت تالنت بتاعت يوم السبت يا بابا» وهو برنامج أطفال. وأكد رمضان أن زوجته وابنته تلقيان معاملة حسنة فى محبسهما، لكنه يخشى تعرض زوجته المريضة لعومل الرطوبة والتدخين، كما يخشى ضياع العام الدراسى على ابنته التى تحلم بأن تصير رسامة مشهورة، لتفوقها فى ذلك المجال. مودة تذهب يوميًا للوقوف خارج دار الرعاية تسلط نظرها على شباك حديدى صغير، منتظرة بين فترة وأخرى أن تطل عليها طفلتها «مودة» بوجهها الصغير، لتشعرها بنوع من الاطمئنان، وأنها لن تتركها، هذا هو حال والدة «مودة» إحدى القاصرات المحكوم عليهن بالسجن 11 سنة، والتى لا تكتفى والدتها بزيارتها فى دور الرعاية مرة كل 11 يوما لرؤيتها. «مودة» ذات ال15 ربيعا ألقت الشرطة القبض عليها يوم الخميس 31 أكتوبر الماضى، نتيجة مشاركتها فى مظاهرة مؤيدة لجماعة الإخوان، قالت والدتها: «مودة» بطبيعتها لا تشارك فى المظاهرات، وفى هذا اليوم كانت فى طريقها إلى حضور الدرس الخصوصى مع زميلاتها، وأثناء سيرهن وجدن مسيرة فشاركن فيها. وأكدة والدة «مودة»، «أنا مش عضو فى الإخوان، ولا أى حد من أسرتنا ومستغربة على الإصرار على إن كل المقبوض عليهن عضوات فى الجماعة» مضيفة: «مودة» لا تعرف حتى الآن أن الحكم الصادر ضدها هو الحبس 11 سنة، وتسألها عن موعد خروجها من دار الرعاية التى لا تشعر فيها بالراحة، مشيرة إلى أنها تجيبها فى كل مرة بإجابة مختلفة لطمأنتها بأن فترة تواجدها بالدار مؤقتة، وأضافت: مش هاقدر أقولها وعندى أمل فى الإفراج عنها قريب، وكل مرة بصبرها وأقولها استنى أسبوع كمان. يمنى نزلت لحضور درس فيزياء مع زميلاتها.. فترة قليلة وتلقى والدها اتصالا أفاده المتصل باعتقالها فى مسيرة بشارع ستانلى.. اتجه والد «يمنى» إلى قسم الشرطة، وفى اعتقادة أنها مشكلة بسيطة إلا أن مأمور القسم أبلغه بحجزها لمدة يوم، لإنهاء بعض الإجراءات لكن بإحالتها إلى النيابة قررت حجزها وباقى الفتيات مع نقلها والقاصرات منهن إلى دار رعاية الأطفال. قالت والدة يمنى إن الأوضاع فى دار الرعاية صعبة، والبنات نمن على الأرض 8 أيام، لعدم وجودة أسرة كافية، كما أن الحمام يغلق طوال الليل فضلا عن احتجازهن مع 10 محبوسات فى قضايا جنائية. «هو إحنا هنتحبس 11 سنة فعلا يا بابا؟».. سؤال رددته يمنى على والدها خلال زيارته لها، إلا أنه رفض أن يخبرها بالحقيقة، وفى ذلك قال «حاولت إقناعها بأن احتجازها مؤقت، وأن العديد من المنظمات ووسائل الإعلام تتعاطف معها وزميلاتها، وستنتهى هذه الأزمة قريبا.. بينما تساءلت والدتها :حتى لو شاركت فى مسيرة للتعبير عن رأيها، فهل من المنطقى عقابها بالسجن 11 سنة، وتتهم بحيازة سلاح وممارسة البلطجة؟» والدا يمنى أكدا أن يمنى لم تكن تشارك كثيرا فى المظاهرات، كما أن أيا من أفراد أسرتها لم يعتقل من قبل.