هل تنهى زيارة نتانياهو للقاهرة اليوم الأحد، ملف الجندى شاليط بعد ثلاث سنوات من الشد والجذب؟ وهل سيطلب رئيس الوزراء الإسرائيلى من الرئيس مبارك فى لقائهما الضغط على الرئيس الفلسطينى محمود عباس أبو مازن للمشاركة فى الاجتماع الخاص الذى دعا إلى عقده الرئيس الأمريكى باراك أوباما، على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة نهاية الشهر الجارى؟ هذه الأسئلة لخصت حالة الاهتمام باللقاء المرتقب فى وقت لاحق اليوم بين مبارك ونتانياهو، وهو اللقاء الذى يحمل عليه البعض كثيراً، لعدة أسباب، لعل أهمها توقيت اللقاء الذى يأتى قبل أيام قليلة من توجه نتانياهو لواشنطن للمشاركة فى الجمعية العامة للأمم المتحدة، ولتزامنها أيضاً مع الجولة التى بدأها المبعوث الأمريكى للسلام جورج ميتشيل فى المنطقة، وحالة الحراك الذى يشهده ملف تبادل الأسرى بعد دخول الوسيط الألمانى على الخط. نتانياهو استبق زيارته للقاهرة بقوله إن إسرائيل لا تضع أى عقبات أمام المسيرة السياسية، وهى مستعدة لاستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين فوراً، وهو ما يطرح علامات استفهام حول الموقف الإسرائيلى من عملية السلام، وهو موقف متغير ومختلف أيضاً مع موقف الإدارة الأمريكية الحالية، التى ترى ضرورة التزامن بين بدء العملية التفاوضية ووقف الاستيطان. السفير حسن عيسى مدير إدارة إسرائيل السابق بوزارة الخارجية، بدا متشائماً من نتائج لقاء اليوم، وقال إن ملف مبادلة الأسرى الفلسطينيين بالجندى الإسرائيلى جلعاد شاليط، يأتى على صدارة الملفات التى سيجرى النقاش حولها بالقاهرة اليوم، رغم أن الموقف على الساحة الفلسطينية الآن لم يشهد جديداً على صعيد ملف الأسرى، بعد أن ماطلت إسرائيل فى مطالب حركة حماس التى تحتفظ بشاليط لدى فصيل آخر، وبالتالى فإذا لم تحاول تل أبيب أن تستجيب لمطالب حماس فى هذا الملف، فإن صفقة الأسرى لن ترى النور فى الوقت الحالى، كما أن مصر لن تحاول أن تهدر حقوق الفلسطينيين فى هذا الملف التفاوضى. ولفت عيسى إلى أن الملف الثانى المطروح على جدول المباحثات هو لقاء واشنطن، بين أوباما ونتانياهو وأبو مازن، فإسرائيل تعلم أن أبو مازن يرفض حضور هذا اللقاء لأنه لا يرى فائدة حقيقية من ورائه طالما أن إسرائيل مستمرة فى عمليات الاستيطان، وبالتالى تحاول أن تطلب من القاهرة إقناع أبو مازن بالحضور. واستبعد عيسى أن تستجيب مصر لمطالب نتانياهو بالضغط على أبو مازن لحضور هذا اللقاء، وقال إن الإعلام الإسرائيلى يحاول خلال الأيام الماضية الترويج لهذه المقولة، رغم علمهم أن الرئيس مبارك لم يكن أبداً ليضغط على الفلسطينيين للقبول بمواقف غير مقتنعين بها. وأشار عيسى إلى أن أبو مازن رغم إعلانه المبكر بعد قبوله فكرة هذا الاجتماع، لكن على مدى الأيام القليلة المقبلة قد يطرأ جديد، خاصة أن أبو مازن يعلم أن الرئيس أوباما الذى وجه الدعوة لعقد الاجتماع يحاول أن يبذل أقصى ما لديه من جهد للتعامل مع عملية السلام بجدية وحيادية، فمنذ أن تولى الرئاسة الأمريكية، أبدى اهتمامه بعملية السلام، وقام بتعيين مبعوث له فى الشرق الأوسط، وهو جورج ميتشيل، كما أنه أول رئيس أمريكى يربط بين حل القضية الفلسطينية بالأمن القومى الأمريكى، وبالتالى فليس هناك ما يمنع من أن يستجيب أبومازن لدعوة أوباما لتشجيعه على توجهاته الجديدة نحو السلام. د.سمير غطاس مدير مركز المقدس للدراسات الفلسطينية، استبعد هو الآخر أن يقوم الرئيس مبارك بالضغط على الرئيس الفلسطينى أبو مازن للعودة لمائدة المفاوضات مع إسرائيل قبل التجميد الفورى لكافة الأنشطة الاستيطانية بالأراضى المحتلة، خاصة وأن أبو مازن ينسق تلك التحركات مع الإدارة المصرية، وأن هذا الموقف هو نفسه الذى تتبناه مصر فى هذا الأمر. ويرى غطاس أن العودة للمفاوضات مع الجانب الإسرائيلى فى ظل استمرار بناء المستوطنات سيكون دون جدوى، فحتى لو رحل نتنياهو عن الحكومة الإسرائيلية ستكون وقتها الأراضى الفلسطينية عبارة عن معازل متفرقة لا اتصال بينها. وأشار إلى أن تصريحات نتنياهو بأنه "لا يعرقل عملية السلام"، وأنه مستعد للتفاوض مع الفلسطينيين على الوصول لحل، هى محاولة لإحراج الموقف الفلسطينى والعربى، ولكن لابد على العرب والفلسطينيين الاستفادة من التأييد الأوروبى والأمريكى للموقف من تجميد الأنشطة الاستيطانية بما فى ذلك ما يسمى بالنمو الطبيعى للمستوطنات. وأوضح أنه ربما يتضمن اجتماع الجمعية العمومية بالأمم المتحدة لقاء بروتوكوليا أو مصافحة تجمع بين أبو مازن ونتنياهو، ولكن ذلك لا يعنى العودة لمائدة المفاوضات. كما أكد أن ملف الأسرى وضع على المسار وهو قيد التنفيذ الآن، خاصة بعد انضمام الوسيط الألمانى للمفاوضات، مضيفاً أن حماس تحاول تأخير عملية التبادل لاستخدامها فى الحصول على مزيد من الأصوات فى الانتخابات القادمة، خاصة وأن شعبيتها انخفضت بشكل كبير فى الشارع الفلسطينى مؤخراً، على حد قوله. نتنياهو: أسعى مع الرئيس مبارك لدفع عملية السلام مبارك يتصل ببيريز للاطمئنان على صحته