لا أدرى لماذا راودتنى ثم طاردتنى فكرة الربط ما بين تصريحات إبراهيم يوسف عضو مجلس إدارة الزمالك ونجم الكرة المصرية الشهير ب "الغزال"، وبين طريقة كلام الفنان الكوميدى الراحل عبد الفتاح القصرى.. وكلما أقرأ أو أسمع تصريحاً للغزال أجد نفسى تلقائياً أردد بداخلى العبارة الشهيرة للقصرى فى فيلم "ابن حميدو" "هتنزل المرة دى" لزوجته الشرسة مدام حنفى، عندما كان يريد أن يأمرها بفعل شىء معين، وعندما ترد عليه زوجته بخشونة مردده اسمه قائلة له "هآ حنفى".. حنفى يرد عليها "خلاص هتنزل المرة دى" فمنذ أن بدأ مجلس إدارة الزمالك يفكر فى إقالة المدير الفنى للفريق السويسرى ديكستال والتعاقد مع الفرنسى هنرى ميشيل بديلاً له، والغزال يعارض الأمر بكل ما أوتى من قوة.. ليس داخل الغرف المغلقة فحسب، وإنما علانية فى كل وسائل الإعلام سواء المقرؤة أو المرئية أو المسموعة. وأكد إبراهيم يوسف مراراً وتكراراً أن كاستال لن يرحل وسوف يحصل على فرصة جديدة، وأن ميشيل لن يحضر لأنه مدرب فاشل، وخرج وقتها بالعديد من العبارات الرنانة، تعليقاً على إعلان باقى أعضاء مجلس الإدارة باقتراب ميشيل من تدريب الزمالك مثل "مستحيل.. على جثتى"، ورغم ذلك لم يجد الغزال رداً على ذلك سوى أنه عبر عن رأيه الكروى الشخصى، ولكن فى النهاية أى قرار يخص شئون النادى يصدر بالأغلبية. هنا يظهر مدى التضارب الذى دائماً ما يحدث بين المسئولين داخل المنظومة الواحدة، وكثيراً ما يتسبب اختلاف التصريحات بين المسئولين فى إحداث بلبلة إعلامية ينتج عنها أخبار مختلفة فى وسائل الإعلام.. ويعود المسئولون بعد ذلك ويؤكدون أن الإعلام "يفبرك" أخبار غير صحيحة. الكلام عن الغزال وموقفه الأخير لا يندرج تحت أى نقد أو هجوم شخصى، وإنما رصد لحالة كثير ما تحدث بين المسئولين، وعن نفسى أُقدر إبراهيم يوسف كثيراً على المستوى الشخصى والعام واعتبر أن التجاوز عن الأخذ برأيه كأحد أهم نجوم اللعبة خطأً لا شأن للأغلبية التصويتية به.. وهو يعلم ذلك تماماً، وعلى فكرة ما من جلسة جمعتنى بإبراهيم يوسف إلا وازداد تقديرى له، لمعرفتى أنه أتى لمجلس الإدارة حتى يترك بصمة تساعد على تطوير النادى، فهذا هو همه الأكبر منذ متابعتى لتحركاته الانتخابية قبل أن يصبح عضواً رسمياً فى مجلس إدارة الزمالك لمدة 4 سنوات كاملة. وأتمنى أن يعيد الغزال ترتيب أفكاره ونظرته للأحداث ويعبر عن رأيه، بل ويتمسك به خلال اجتماعات مجلس الإدارة، طالما أنه يرى أنه محقاً فيه، بشرط ألا ينقل رأيه لوسائل الإعلام أولاً، ثم يخرج المجلس بعد ذلك بقرارات تُظهر أنه معارض له حتى لا يؤخذ عليه أنه يعارض لمجرد المعارضة واستعراض العضلات أو أن رأيه الكروى لا يهم باقى أعضاء المجلس الأبيض، بما يقلل فى النهاية من وضعه كأحد أهم وأبرز الشخصيات داخل مجلس إدارة الزمالك. وكل سنة وأنت طيب يا غزال..