قبل أن أكتب.. أدعوكم أولا لتأمل هذا المشهد.. ممدوح عباس، رئيس الزمالك، يدعو لتشكيل لجنة للتحقيق ومعرفة من المسؤول عن خطايا إدارة أزمة جدو فأدت إلى هذا التنازل المهين عن كل حقوق الزمالك.. رؤوف جاسر نائب الرئيس أعلن أنه كان فى إجازة مع أسرته وفوجئ بهذا التصالح المهين كأى مشجع زملكاوى.. وإبراهيم يوسف عضو مجلس الإدارة أكد أنه منذ البداية ضد هذا الصلح والتنازل عن جميع حقوق الزمالك، لكنه اضطر للقبول به بعدما تبين له أن السجن هو المصير المحتوم لبعض زملائه فى المجلس إن لم يتم الصلح.. وعمرو الجناينى العضو الآخر فاجأ الجميع باستقالته، احتجاجا على التصالح مع جدو.. إبراهيم حسن، مدير الكرة، قال إنه فوجئ بهذا القرار وعلم به من أصدقائه خارج النادى.. والآن أسألكم بعد رؤية هذا المشهد بجميع تفاصيله ودلالاته.. ما الذى تخرجون به من كل ذلك.. أنا شخصيا حاولت أن أعرف وأفهم ما الذى يحدث فى الزمالك ومن الذى يدير الزمالك.. فطالما أن الكل يفاجأ بالقرارات والأفعال والمواقف إلى هذا الحد.. فمن المؤكد أن هناك شخصاً غامضاً ومجهولاً هو الذى يدير الزمالك فى الحقيقة ويقوم بكل ذلك من وراء ستار.. وبقيت تراودنى الشكوك فيمن يكون هذا الرجل.. هل هو أفندينا فى فيلم الرجل الثانى والذى إن قتل بأى رصاصة غير رصاص البوليس ستقوم طنط كيما بإبلاغ البوليس بالحقيقة كاملة.. أو هو الريس حنفى فى فيلم ابن حميدو الذى يقسم فى كل مرة بأن كلمته أبدا لن تنزل الأرض إلا أنها للأسف نزلت ونامت على الأرض طول الفيلم.. وبعد طول تفكير وتأمل وتمهل.. تأكدت أن الريس حنفى هو الرجل الذى يقود الزمالك من وراء ستار.. وهذا هو التفسير الوحيد لكل تلك القرارات والمواقف المتشددة التى أعلنتها إدارة الزمالك صارخة مصممة أنه لا تراجع ولا استسلام ولا تهاون فى حقوق الزمالك.. ثم فجأة يحدث التراجع والاستسلام والهوان وضياع كل الحقوق.. ويكفى للتدليل على ذلك معاودة تأمل ما جرى فى أزمة جدو.. فى بداية الأزمة.. جاءتنا كلنا الأصوات الغاضبة من داخل إدارة الزمالك.. وأنهم سيخوضون القتال حتى النهاية ليجبروا «جدو» على اعتزال الكرة أو يزجوا به فى السجن.. وفجأة.. تأتينا الأخبار بمفاوضات للتصالح مع جدو بناء على رغبة إدارة الزمالك نفسها وليس اللاعب.. وحين كتبت هنا أعترض على هذا الصلح واصفا إياه بأنه فضيحة فى الزمالك.. استجاب لى مشكورا الريس حنفى فدعا إدارة الزمالك لأن تعقد مؤتمرا صحفيا تحدث فيه الرئيس ممدوح عباس مؤكدا بمنتهى القوة أن الزمالك لن يتصالح مع أحد.. وأن الزمالك سيواصل الحرب دفاعا عن حقوق الزمالك وتمسكا بها.. لا مفاوضات ولا تنازلات ولا مساومات ولا حتى حوار أو نقاش أو سلام إلا بعد استعادة كل الحقوق وإن أريقت على جوانبها الدماء.. وبعد ثمان وأربعين ساعة فقط.. كانت نفس إدارة الزمالك تقبل فجأة الصلح وتسعى إليه.. ويبدو الرئيس وأعضاء مجلس الإدارة ما بين من لا يعرف ماذا جرى ومن لا يفهم ماذا يجرى ومن يعترض على الحكاية من أولها إلى آخرها.. وليس يعنينى فى هذا كله إلا الزمالك ككيان كبير وراق ورائع لا يستحق قطعا كل ما يجرى.. لا يعنينى إلا جمهور الزمالك العظيم الذى هو أعمق وأرقى وأكبر وأجمل من هذه الإدارة.. هؤلاء العشاق الكبار يستحقون ناديا له إدارة حقيقية تعرف قيمة الزمالك ومكانته ولا تسلم قيادتها أبدامن وراء الستار لرجل مثل الريس حنفى وكلامه الذى دائما فى الأرض. [email protected]