فى رمضان.."العزومات" للأهل فقط

"هل هلالك شهر مبارك"، رمضان شهر يطل علينا فى العام مرة، نستقبله بالبهجة والفرحة ونتوعد له "بالسفرة الدايمة" التى لا تنفض، ويبدأ الحديث عن "عزومات" الأهل والأصدقاء، ومن ستكون من نصيبه أول عزومة رمضانية، ومن سيلحق بقاطرة العزومات قبل أن تنتهى أيام الشهر الكريم، ومن سوف يلبى الدعوة ومن سيردها بدعوة أحلى منها، وكأن هذا الشهر الفضيل جاء يطل علينا ويرانا ونحن مجتمعون على مائدة طعام عليها ما تشتهى الأنفس وتلذ الأعين، وكل هذا بدعوى صلة الرحم والتودد إلى الأصدقاء والمحبين.
وتشير الدكتورة هبة ياسين، خبيرة التنمية البشرية، إلى أن هذا الشهر الكريم إنما هو ضيف عزيز يأتى ويذهب "كلمح البصر"، فإذا كانت أيامه فرصة طيبة للتواصل مع الأهل والأقارب وزياراتهم، فمن الأجمل أن تكون هناك أجندة خاصة ترتب فيها الأعمال من المهم، ثم الأقل أهمية، وسوف تتصدر قراءة القرآن وصلاة التراويح والتهجد وغيرها من العبادات، قائمة الأولويات التى يجب أن يجتهد المسلم فى أدائها فى هذا الشهر الذى تحتسب فيه الحسنة الواحدة ب70، ويجب ألا تأخذنا العزومات لهذا وذاك عند العم والخال، بعيداً عن الأهمية الأولى لهذا الشهر الذى يجب أن تعلو فيه العبادة عن أى شىء آخر.
وفى ظل الوقت المتاح المتبقى يمكن أن نتزاور مع الأهل والأصدقاء، ولكن يجب مراعاة أن تقنن العزومات، حيث يمكن أن تكون هناك عزومة واحدة لأهل الزوج وأهل الزوجة معا، وذلك ادعى لمد جذور التواصل بين الأسرتين، ويمكن أن تكون هذه العزومة بحق "وليمة"، فقد ضمت الأحبة من العائلتين والترحاب بهم، وفيها تعبير لهم بحسن الضيافة من جانب الزوجين.
وتضيف الدكتورة هبة أن الأصدقاء والمعارف ينتظرون كذلك عزومة، ولأن هذه العزومة سوف تكون للمقربين فقط، فمن الممكن أن تكون بسيطة غير مرهقة لسيدة المنزل المضيفة، ويمكن أن يتعاون الأصدقاء فيها وتكون تحت مسمى "دش بارتى"، حيث يقوم كل ضيف بإحضار صنف معه وتقدم سيدة المنزل صنفين مثلا، وبالاتفاق سوف تكون مائدة الطعام مليئة بأصناف شتى ومختلفة، وبعد الانتهاء من تناول الإفطار يتعاون الجميع فى رفع الطعام وغسيل الأطباق.
وبالنسبة للجيران فإن الاهتمام بهم يمكن أن يأخذ شكلا مختلفا بعض الشىء، حيث يمكن التزاور معهم وشرب الشاى والعصائر أو تناول حلويات رمضان معهم، أو إرسال طبق من تلك الحلويات إليهم، كذلك يمكن أن يذهب الجيران معا لأداء صلاة التراويح.