عنف الأمهات وراؤه تعرضهن للضرب فى الصغر

دراسة اجتماعية جديدة تشير بالأدلة إلى التأثير السلبى للعنف، الذى قد يتعرض له الأطفال خاصة الفتيات، حيث توصلت إلى أن الأمهات اللاتى تعرضن للضرب فى طفولتهن وعانين من الأذى البدنى هن أكثر ميلا لضرب أولادهن بالمقارنة بالأمهات اللاتى لم يخضن هذه التجربة القاسية فى الصغر.
ويحذر الدكتور محمد حسن المساح استشارى الطب النفسى من التأثير الوجدانى والنفسى للصفعات التى قد تبدو بسيطة فى نظر أولياء الأمور، بينما هى فى الحقيقة تحمل تأثيرا بالغا يمتد لسنوات طويلة من عمر الطفل والشخص الناضج فيما بعد، بل أنها تشكل رواسب نفسية تظل مدفونة داخل الإنسان إلى أن يأتى الوقت الذى يمكنه أن يخرجها فيه حتى إن كان ذلك على حساب أقرب الأشخاص إليه، بل قد يكونون أحبهم إلى نفسه.
ويشير المساح إلى أن التأثير السلبى لضرب الأمهات لأولادهن يعكس أن نمو هذه الأم تم بصورة غير صحيحة، وأنها رافضة منذ صغرها لهذا المبدأ، وتعتقد أنها من طرق التربية غير السليمة، وأنها تسببت فى إحداث عدة تغيرات نفسية لها نتيجة لما تعرضت له من عنف فى مراحل مبكرة مثل التعرض للصفعات من أحد الأبوين، ويظل هذا القهر النفسى مكبوتا حتى بعد أن تتزوج الفتاة وتصبح أما حيث يظل بداخلها التأثير السلبى نتيجة التعرض لهذه الإهانات.
ولأن نظريات العلم الحديث تؤكد على أنه باختفاء الشخص المؤثر يقوم الشخص المتأثر باتخاذ نفس التوجه ونفس الصورة له بدون مراجعة نفسه ما إذا كانت هذه الصورة جيدة أو نافعة أم لا، فإن الأم تجد نفسها أمام أمر واقع حيال تصرفات أبنائها وتقوم بعمل نفس الأسلوب عندما توضع فى نفس مسئولية أبويها أمام أطفالها.
ويشير الدكتور المساح إلى المدارس التربوية المختلفة فى هذا الشأن حيث تجد إحدى هذه المدارس ضرورة التطور فى الأداء السلوكى للإنسان والتطور السليم للأم ومحاولة وضع توجه تربوى عن طريق القراءات المستمرة لأحدث طرق التربية والتنشئة، وبالتالى فإن الأم تعفى نفسها من التوجه الداخلى لها تجاه تربية الأبناء لخوفها من اتخاذ نفس الإجراءات التى ترفضها فى تربية أبنائها، وهناك مدارس تربوية أخرى ترى ضرورة أن تتخذ الأم موقفا مغايرا تماما لما تم معها فى صغرها، حيث تأخذ موقف التدليل وعدم الوقوف بحزم مع الأبناء، وهذا بالطبع يدل على كراهية الأم لما حدث معها فى الصغر، وعدم فهمها للعقاب الذى تعرضت له من قبل أبويها.