جامعة أسيوط الأهلية تبدأ في استقبال الطلاب الجدد لإنهاء إجراءات القيد والتسجيل    الجريدة الرسمية تنشر 6 قرارات جديدة لوزارة الداخلية    وزيرا الكهرباء والبترول يبحثان العمل المشترك لتوطين الصناعة ونقل التكنولوجيا    صعود عالمي جديد.. سعر الذهب اليوم الثلاثاء 19-8-2025 وعيار 21 الآن (تحديث لحظي)    لليوم الثالث.. محافظ القاهرة يقود حملة لإعادة الانضباط لمدينة معًا بحي السلام ثان    ترامب: على الأمريكيين انتخاب رئيس جيد في المستقبل لتفادي تكرار الأزمة الأوكرانية    احترامًا له.. ترامب: اتصلت ببوتين بعيدًا عن القادة الأوروبيين    الجيش الاردنى ينفذ إنزالا جويا جديدا للمساعدات فى غزة    الأزمات تحاصر القطبين.. حريق في الأهلي وسحب أرض الزمالك    الدوري الإسباني.. "ثغرات تأمينية" تهدد عودة برشلونة إلى كامب نو    تقارير: وفاة رزاق أوموتويوسي مهاجم نادي الزمالك السابق    بسبب سافينيو.. مانشستر سيتي ينسحب من سباق رودريجو    مصدر ليلا كورة: الأهلي يقترب من إنهاء إجراءات رحيل وسام أبو علي بعد وصول القسط الأول    محافظ الإسماعيلية يعتمد نتيجة الدور الثاني للشهادة الإعدادية بنسبة نجاح 99.76%    شاهده 192 شخص فقط في 24 ساعة.. تعرف على الفيلم الأضعف في شباك التذاكر الإثنين    ما علاج الفتور في العبادة؟.. أمين الفتوى يجيب    هل تجوز الصلاة قبل الانتهاء من الأذان؟.. تعرف على رد أمين الفتوى    افتتاح مقر التأمين الصحي ب بلاط في الوادي الجديد    خطوة بخطوة.. طريقة الاستعلام عن المخالفات المرورية    سماع أسرة الزوج وفحص هواتف.. تحقيقات موسعة فى مقتل لاعبة الجودو دينا علاء    النقل: خط "الرورو" يفتح آفاقًا جديدة أمام الصادرات المصرية إلى أوروبا    وسط أجواء فنية ساحرة.. "صوت مصر" يعيد أم كلثوم لواجهة المشهد الثقافي    "فلسطين 36" ل آن ماري جاسر ممثلًا لفلسطين بجوائز الأوسكار عام 2026    أسرة عبدالحليم حافظ تكشف حقيقة بيع منزله بمقابل خيالي لملياردير مصري    الأمم المتحدة: الوضع في غزة فاق الكارثة ولن نشارك في أي نزوح قسري (تقرير)    إجازة المولد النبوي الأقرب.. العطلات الرسمية المتبقية في 2025    مدير أوقاف الإسكندرية يترأس لجان اختبارات القبول بمركز إعداد المحفظين    داعية إسلامية عن التعدد: «انتبهوا للخطوة دي قبل ما تقدموا عليها»    وزير العدل يزف بشرى سارة لأبناء محافظة البحيرة    شاهد.. مدير «الرعاية الصحية» ببورسعيد: حملة «صحتك أولًا» تهدف لتعزيز الوعي الدوائي    فنان شهير يفجر مفاجأة عن السبب الرئيسي وراء وفاة تيمور تيمور    رئيس الرعاية الصحية: بدء تشغيل عيادة العلاج الطبيعي للأطفال بمركز طب أسرة العوامية بالأقصر    جولة تفتيشية للوقوف على انتظام حركة التشغيل في مطاري الغردقة ومرسى علم    "بدلة أنيقة".. دينا الشربيني تتألق في أحدث ظهور (صورة)    وزير الثقافة ينعى الدكتور يحيى عزمى أستاذ الإخراج بالمعهد العالى للسينما    كامل الوزير: تشغيل خطوط إنتاج الأسمنت المتوقفة وزيادة القدرات الإنتاجية    الأرصاد: فرص أمطار رعدية على حلايب ونشاط رياح بكافة الأنحاء يلطف الأجواء    وزارة النقل تناشد المواطنين التوعية للحفاظ على مترو الانفاق والقطار الكهربائي    صعود جماعي لمؤشرات البورصة بمستهل جلسة اليوم    " ارحموا من في الأرض" هل هذا القول يشمل كل المخلوقات.. أستاذ بالأزهر يوضح    بلتون للتمويل العقاري تصدر أول توريق بقيمة 1.32 مليار جنيه    الأمم المتحدة تعرب عن قلقها إزاء هجوم مميت آخر على مخيم أبو شوك بالسودان    كييزا يغلق باب الرحيل ويتمسك بالبقاء مع ليفربول    قرار جمهوري.. ماجد إسماعيل رئيسًا تنفيذيًا لوكالة الفضاء بدرجة وزير    53 مليون خدمة.. ماذا قدمت حملة "100 يوم صحة" خلال 34 يومًا؟    الداخلية تؤسس مركز نموذجي للأحوال المدنية فى «ميفيدا» بالقاهرة الجديدة    هيئة التأمين الصحى: إشراك القطاع الخاص ركيزة أساسية للتوسع المستقبلى    رئيس الوزراء يلتقى وزير الدولة للاقتصاد والتجارة والصناعة الياباني    بعد إلغاء تأشيرات دبلوماسييها.. أستراليا: حكومة نتنياهو تعزل إسرائيل    الماريجوانا على رأس المضبوطات.. جمارك مطار القاهرة تحبط محاولات تهريب بضائع وأسلحة بيضاء ومخدرات    أبرزها 10 أطنان مخلل.. ضبط أغذية منتهية الصلاحية ومجهولة المصدر ببني سويف    "الجبهة الوطنية بالفيوم" ينظم حوارًا مجتمعيًا حول تعديلات قانون ذوي الإعاقة    «عارف حسام حسن بيفكر في إيه».. عصام الحضري يكشف اسم حارس منتخب مصر بأمم أفريقيا    فرصة لطلاب المرحلة الثالثة.. تعرف الجامعات والمعاهد في معرض أخبار اليوم التعليمي    وقت مناسب لترتيب الأولويات.. حظ برج الدلو اليوم 19 أغسطس    محافظ سوهاج يُقرر خفض تنسيق القبول بالثانوي العام إلى 233 درجة    عماد النحاس يكشف موقف لاعبي الأهلي المصابين من المشاركة في المباريات المقبلة    حقيقة إصابة أشرف داري في مران الأهلي وموقف ياسين مرعي من مباراة غزل المحلة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عمرو النشرتى: هذه قصتى مع عاطف عبيد.. لماذا اتهمه رئيس الوزراء السابق بامتلاك 600 مليون دولار فى الخارج.. وأسباب مشاركته لشركة يهودية فى مصر.. وهل تورط فى قضية جديدة مع بنك باركليز؟


تعرضت لمحاولة اغتيال من مجهولين
سددت 150 مليون جنيه لبنكى العقارى العربى ومصر الدولى
عبيد قال لى غير مسموح بتصفية "سنسبرى"
سأعود إلى مصر فور رفع اسمى من القوائم
ظل اسمه يتردد ضمن قائمة أسماء الهاربين خارج البلاد بأموال البنوك‏..‏ وطوال سبع سنوات كاملة أو أكثر آثر فيها الصمت ولم يتفوه بكلمة واحدة ليدافع بها عن نفسه مثل غيره من رجال الأعمال الهاربين الذين نسمع أصواتهم عبر الهاتف علي شاشات الفضائيات‏,‏ وظل الرجل صامتا وكأنه يعيش داخل شرنقة صنعها لنفسه‏..‏ ربما لأنه يشعر بالظلم والاضطهاد ممن كانوا حوله في وقت كان فيه النجاح يفتح ذراعيه له في ظل كل مشروع جديد يسهم في تنمية اقتصاد هذا البلد‏..‏ انه عمرو النشرتي رجل الأعمال الهارب من مصر الي لندن ليكون أحد أهم أبطال مسلسل هروب رجال الأعمال المصريين المدينين للبنوك المصرية والذي خرج عن صمته لأول مرة وتحدث ل‏(‏ الأهرام‏)‏ في حوار مطول من العاصمة البريطانية لندن المقيم بها‏,‏ وروي النشرتي أسباب هروبه من مصر‏,‏ وفجر مفاجأة بتعرضه لمحاولة اغتيال يكشف عنها لأول مرة وقصته مع الدكتور عاطف عبيد رئيس الوزراء السابق‏,‏ وكذلك حكايته مع جماعة الاخوان المحظورة التي كانت أحد أهم أسباب الهروب للخارج‏..‏ فما هي قصة عمرو النشرتي؟ والي أي مدي وصلت مفاوضاته الآن مع بنكي الأهلي المصري وقناة السويس لتسوية المديونيات المستحقة عليه لصالح البنكين؟‏
..‏ وهل يعود النشرتي مرة أخري الي مصر‏..‏ وما هي خططه المستقبلية في حال عودته؟ هذا ما يكشف عنه رجل الأعمال في حواره مع الأهرام الذي ننشره اليوم ضمن سلسلة حوارات مع رجال الأعمال الهاربين خارج البلاد ومنهم أشرف السعد وإيهاب طلعت وحاتم الهواري والتي سيتم نشرها أسبوعيا طوال شهر رمضان المبارك‏,‏ وتحوي أسرارا وتفاصيل واعترافات تنشر لأول مرة عن قضاياهم ومشروعاتهم وأحلامهم بالعودة الي بلدهم‏.‏
في البداية‏..‏ لماذا هربت من مصر وقررت الإقامة في لندن؟
‏*‏ القصة يطول شرحها‏..‏ لكن أحب أن أوضح لك في البداية أنني أرغمت علي ترك بلدي ولم أهرب بالمعني المتعارف عليه‏,‏ بل كانت هناك ضغوط تمارس علي وتحيطني من كل اتجاه‏,‏ وهي ما دفعتني لمغادرة مصر‏,‏ وأقيم في لندن علي أمل العودة مرة أخري‏,‏ فأنا أتمني العودة اليوم قبل الغد‏..‏ لكن في الوقت المناسب‏.‏
يبدو أن هناك أسبابا قوية دفعتك لترك مصر؟
‏*‏ بالفعل‏..‏ وسوف أبدأ معك من البداية‏..‏ تخرجت في كلية التجارة جامعة القاهرة وعملت مع والدي والعائلة في مجال العقارات وقررت أن أضيف أنشطة أخري‏,‏ واتجهت للعمل في تجارة المواد الغذائية وتوسعت في التجارة بعدما حققت نجاحا ملحوظا فيها‏,‏ وبمرور الوقت أصبحت من كبار المستوردين للمواد الغذائية‏,‏ وكونت اسطولا للتوزيع وعدة مخازن لكن مع كل هذا كنت دائما أؤمن أن النجاح الحقيقي في تجارة التجزئة‏,‏ وفي هذا التوقيت وتحديدا في عام‏96‏ طرحت وزارة التموين مناقصة لتطوير فروع المجمعات الاستهلاكية في مصر النيل والأهرام‏2000‏ وتقدمت وأرسيت علي المناقصة ولا أستطيع أن أصف مدي الحماس الذي كان بداخلي لتطوير المجمعات وبالفعل بدأت التطوير من خلال الشراء بالجملة من شركات الانتاج ومن المصانع وبأسعار منخفضة وعرضنا المنتجات بأسعار أقل من السوق وأقبل الناس علي المجمعات ونجحت خطة التطوير ومن خلال تحقيق نجاحات في السوق بدأت في افتتاح محلات ايدج ماركت وكان أول فرع عام‏97‏ وحقق نجاحا مدويا لدرجة مكنتني من انشاء فروع أخري للمحل وافتتاح فرع جديد كل عشرة أيام‏,‏ ووصل المعدل الي‏6‏ فروع في الشهر‏,‏ وكانت مبيعات المجمع المطور الواحد تفوق مبيعات أكثر من‏20‏ مجمعا استهلاكيا‏,‏ وعندما وصلت الفروع الي أكثر من‏100‏ فرع لمحلات ايدج ماركت وجدت أن الخبرة المصرية ليست كافية وفكرت في الاستعانة بشريك استراتيجي واستعنا باحد البنوك الفرنسية ومن خلال المجهودات توصلنا إلي شراكة مع شركة سيسبري الانجليزية فهي تحقق أعلي مبيعات حيث يصل معدل مبيعاتها‏17‏ مليار استرليني في السنة الواحدة ولديها‏170‏ ألف موظف‏,‏ وبالفعل بدأت المفاوضات مع الشركة وبدأت هي في دراسة السوق المصرية وامكاناتها ووصلت الشركة الي قناعة المشاركة بنسبة‏25%‏ وكان طموح الشركة أن تكون مصر هي البذرة الأولي للتوسع التجاري في الوطن العربي‏,‏ ومن ثم تحقيق الانطلاقة للمنتج المصري وضخت الشركة استثمارات بنحو‏500‏ مليون جنيه في ذلك الوقت وتوسعت شركة سنسبري في مصر بعد شراء انتاج مصانع كاملة من الألبان وغيرها من المنتجات لضمان أعلي جودة وأقل أسعار‏,‏ وهو ما حقق المعادلة الصعبة في عرض السلع بأسعار خارج المنافسة مما جعل المبيعات تزيد ومن ثم الأرباح تزيد وحققنا نجاحا مبهرا في مصر‏.‏
لكن مع كل هذه النجاحات‏..‏ كيف انقلبت الأمور رأسا علي عقب؟
‏*‏ تلك النجاحات التي نتحدث عنها هي السبب في كل الأزمات بعد ذلك‏,‏ فهناك دائما أعداء النجاح من المنافسين الذين يتربصون بك‏,‏ فهذا النجاح المبهر أثار حفيظة كبار تجار التجزئة‏,‏ وحتي الصغار منهم وشعروا بمدي الخطورة التي تحيط بهم من جراء نجاحاتنا ولم يكن أمامهم سوي اللجوء للأساليب الرخيصة فشنوا حملات شعواء ضد سنسبري وقاموا بتوزيع منشورات في المساجد تستهدفني شخصيا واطلقوا علي عمرو الصهيوني وطالبوا في المنشورات بمقاطعة محلات سنسبري بزعم أنها مملوكة لليهود وهذا غير صحيح فالشركة بريطانية وليست يهودية كما يزعمون وملاكها آلاف المساهمين‏..‏ وحين تشارك في أي شركة فإنك لاتسأل عن ديانة المساهمين‏..‏
هل كانت الحملة ضد محلات سنسبري من قبل التجار فقط‏..‏ أم كانت هناك تحالفات تشارك في هذه الحملة؟
‏*‏ نعم كانت هناك تحالفات وتربيطات لهدم النشرتي من قبل بعض رجال الأعمال دون ذكر أسمائهم‏,‏ وأيضا من جماعة الاخوان المحظورة التي تصطاد في الماء العكر من خلال اثنين من قياداتها السابقة واللذين توليا مناصب عالية في اتحاد الصناعات في ذلك الوقت وشاركا بشكل مباشر في الحملة ضدي تحت ستار المقاطعة وتوزيع المنشورات الاخوانية ضدي‏,‏ واستثمرت الجماعة المحظورة كعادتها‏,‏ الأحداث علي الساحة الفلسطينية في ذلك الوقت الذي واكب اندلاع الانتفاضة الثانية مما زاد الحماس لدي الناس بالمقاطعة للمنتجات اليهودية‏,‏ علي اعتبار أن الشركة يمتلكها اليهود‏..‏ ولم تتوقف الحملة عند توزيع المنشورات ضد الشركة في المساجد وفي وسائل الإعلام فقط‏,‏ بل اخذت منعطفا آخر أشد خطورة في محاولة اغتيالي بإطلاق النار علي وكتب الله لي النجاة بعدما استطعت الفرار بسيارتي من الجناة وأبلغت حينها أجهزة الأمن التي وفرت لي حراسة شخصية علي مقر سكني والمبني الاداري للشركة وطلب مني مسئول أمن الدولة عدم التحدث عن الحادث نهائيا وبالفعل التزمت الصمت ولم استثمر الحادث لصالحي‏.‏
ووقتها شعرت بأنني في منافسة غير شريفة وبرغم ذلك ازددت اصرارا علي المضي في طريقي‏..‏ ولكن كانت الضغوط أقوي فوصلت الحملة الي حد التكفير في المساجد‏,‏ وبدأت حوادث الاعتداء الشهيرة علي المحال بإحراقها بزجاجات المولوتوف‏..‏ ولم يكن أمامي سوي اللجوء لكبار المسئولين في مصر‏,‏ وطلبت من الدكتور عاطف عبيد رئيس وزراء مصر في ذلك الوقت السعي وراء محاولات التهدئة‏,‏ خاصة أن الشركة كانت تفكر جديا في الانسحاب من مصر ولكن للأسف لم يفعل الدكتور عبيد شيئا ولأول مرة أشعر أن هناك تقاعسا واضحا لحماية مستثمر أجنبي ورجل أعمال مصري ووطني يسعي للنهوض باقتصاد البلد وهذا شرف لا أدعيه‏.‏
وفوجئت بشن حملة هجوم أخري ضدي وإتهامي فيها بالفساد ويشكك في حصولي علي مناقصة وزارة التموين وارسائها علي بطرق غير مشروعة‏,‏ ووقتها كنت في الخارج‏;‏ وزعم البعض انني هربت خارج مصر ونصحني البعض بعدم العودة الي مصر‏,‏ لكنني قررت العودة فكل ما يكتب ادعاءات باطلة ليس لها أساس من الصحة‏,‏ وعلمت أن الرئيس مبارك علم بالموضوع وقرر أن تحقق النيابة في الأمر‏,‏ وأنه تركه لجهات التحقيق ايمانا منه بالحيادية وعدم التدخل في شئون القضاء كعادته وبالفعل عدت الي مصر ووجدت اسمي علي قوائم ترقب الوصول‏,‏ وطلب مسئولي المطار الخروج علي أن أتوجه في اليوم التالي الي الرقابة الادارية‏,‏ وأخذت التحقيقات مجراها وثبت أن كل تعاملاتي مع جهات الدولة تمت بشفافية مطلقة ومنها مناقصة وزارة التموين‏,‏ واتخذت النيابة قرارها بأنه لا وجه لإقامة الدعوي بعد تحقيقات استمرت‏6‏ شهور‏.‏
لكن الغريب الذي لا أستطيع فهمه حتي الآن‏,‏ أنه كان هناك شك دائم في مشروعية نجاحاتي وكأن النجاح شيئ غريب أو لابد من تحقيقه بطرق غير مشروعة‏,‏ فأنا أذكر موقفا لا استطيع نسيانه حتي وقتنا هذا مع الدكتور حسن خضر وزير التموين في ذلك الوقت‏,‏ في بدء توليه مهام منصبه حيث فوجئت به يحدثني هاتفيا ويطلب مني تخفيض سعر كرتونة رمضان‏5‏ جنيهات‏,‏ وهو يعلم أننا نطرح‏250‏ ألف كرتونة وقلت له إن‏5‏ جنيهات كثير ومع ذلك لم أرفض الطلب وكنت قد قررت في نفس اللحظة أن أدفع هذا الفارق من أموالي الخاصة علي أن تكون دعاية للشركة‏,‏ وبالمصادفة كان هناك صديق لي يجلس مع الدكتور خضر في أثناء المكالمة وأخبرني أن وزير التموين قال بالحرف الواحد بعدما أنهي مكالمته معي الحرامي ده بيكسب كام عشان ينزل‏5‏ جنيه في الكرتونة يعني مليون وربع في ثواني‏.‏
هكذا اتهمني وزير التموين وأنا من استجبت لمطلبه ودفعت الفارق من أموالي الخاصة بعد رفض العضو المنتدب للشركة تخفيض سعر الكرتونة‏..‏ علي الرغم من أن سياسة اي حكومة هي تخفيف العبء عن المواطن البسيط بمساعدة رجال الاعمال ولما فعلت هذا اصبحت حرامي في نظر وزير التموين‏.‏
مع استمرار تلك الحملة الشعواء ضدك وشركة سنسبري في مصر‏..‏ ماذا كان رد فعل إدارة االشركة الأجنبية؟
‏*‏ الحملة لم تتوقف وأصبحت علي كل المستويات وتم سحب التراخيص من المحال التجارية‏,‏ ولم يعد هناك ترخيص لأي محل جديد‏,‏ ولم نتمكن من افتتاح نحو‏7‏ محلات جديدة‏,‏ وأمام كل ذلك قررت الشركة البريطانية الانسحاب من مصر ولم يكن أمامي سوي الذهاب الي الدكتور عاطف عبيد رئيس الوزراء لأخبره بقرار تصفية الشركة‏,‏ وقدر رئيس الوزراء مدي خطورة انسحاب شركة بهذا الحجم من السوق المصرية وتبعات ذلك علي الاقتصاد المصري والدعاية السيئة لمصر‏,‏ اذا ما انسحبت الشركة الأجنبية بهذه الطريقة‏,‏ هذا بخلاف تسريح نحو‏4500‏ موظف‏,‏ فقال لي الدكتور عبيد إنه غير مسموح بالتصفية وطلب مني شراء حصة الشركة البريطانية ولكني لم أكن أملك أموالا كافية لشراء حصتها‏,‏ فقال لي رئيس الوزراء‏..‏ البنوك سوف تمنحك التمويل اللازم وسوف نيسر لك كل الإجراءات‏.‏
وهل انسحبت الشركة بالفعل من مصر؟
‏*‏ نعم انسحبت ووجدت نفسي مجبرا علي شراء حصتها علي أمل أخذ تمويل من البنوك لتشغيل الشركات ولكن كانت المفاجأة التي نزلت فوق رأسي كالصاعقة‏,‏ فبعد أسابيع قليلة وجدت حظر تعامل لي مع البنوك‏,‏ وحاولت التحدث الي الدكتور عاطف عبيد إلا أنه لم يرد علي مكالماتي حتي يومنا هذا وهذه هي قصتي مع رئيس وزراء مصر لكونه السبب في كل ما أنا فيه الآن‏,‏ وسبب تعثر الاقتصاد المصري آنذاك‏,‏ وانسحاب العديد من الاستثمارات الأجنبية في مصر‏,‏ فخلال سنوات توليه رئاسة الحكومة حدثت الهزات الاقتصادية والمالية وإحالة رجال الأعمال للمحاكم‏,‏ وتم حبسهم فخاف المستثمرون وتعثر الاقتصاد سنوات طويلة‏.‏
وكيف تصرفت إزاء هذا الموقف الصعب؟
‏*‏ فكرت في حل آخر‏..‏ فإذا كان عمرو النشرتي هو سبب المشكلة والأزمة‏,‏ فما المانع من وجود رئيس مجلس إدارة جديد المهم نحرك المياه الراكدة ونأخذ التمويل ونشغل الشركات‏,‏ وكنت بالفعل حصلت علي موافقة من عدة بنوك‏,‏ وكنت في حاجة الي مئات الملايين لاستكمال خطتي وأخذت موافقة من بنوك أجنبية للتمويل لكني فوجئت بحظر التعامل مع الشركة في البنك المركزي‏.‏

في أي توقيت قررت ترك مصر؟
‏*‏ برغم كل هذه المعوقات التي قابلتها وحملات التشهير التي وصلت الي حد التكفير‏,‏ لم أكن أفكر في ترك مصر ولم أتخذ القرار إلا بعد أن فوجئت بنائب رئيس مجلس ادارة البنك الأهلي حسين عبدالعزيز يطلب مقابلتي في مقر البنك ليبلغني رسالة من رئيس البنك فحواها أن أقوم بدفع مبلغ‏100‏ مليون جنيه قبل نهاية الأسبوع‏,‏ وكانت المقابلة في يوم السبت من نفس الأسبوع‏,‏ واندهشت من هذا الطلب الغريب فهناك عقود مبرمة بيني وبين ادارة البنك علي فترات السداد‏,‏ لكنهم أبلغوني أن العقود ألغيت وأن السيد رئيس الوزراء أبلغهم أنني أمتلك‏600‏ مليون دولار في الخارج‏..‏ والسؤال الذي يطرح نفسه‏..‏ لو انني أملك مثل هذا المبلغ في الخارج فلماذا الاستدانة من البنوك؟ فالعائد فقط من استثماره سيكون أكبر من قيمة القروض التي احتاجها‏..‏ ومن هنا كان القرار بمغادرة مصر كلها‏,‏ فلم يكن هناك أي أمل في الاصلاح‏.‏
وماذا عن مشروع جراج جامعة الدول العربية؟
‏*‏ هو عبارة عن مناقصة طرحتها محافظة الجيزة لإقامة جراج متعدد الطوابق وسوق تجارية من ميدان مصطفي محمود الي ميدان سفنكس وتقدمت للمناقصة مع آخرين‏,‏ وأرسيت المناقصة علي ووقعت العقد في وجود الدكتور كمال الجنزوري رئيس الوزراء‏,‏ وكان الدكتور عاطف عبيد وزيرا لقطاع الأعمال وقتها وتقدمت بخطاب ضمان بقيمة‏26‏ مليون جنيه وكنت أنوي اقامة مشروع ضخم علي غرار الجراجات في أوروبا علي أن يكون التمويل خارجيا ولن يكلف الدولة مليما واحدا‏,‏ وكان المشروع سيحقق عائدا رهيبا لمحافظة الجيزة طبقا لحق الانتفاع ولكن كالعادة فوجئت بالغاء المشروع بعد تولي الدكتور عبيد رئاسة الحكومة ولا أعلم الي هذه اللحظة لماذا تم إلغاء المشروع‏!!‏
وأنت رجل أعمال‏..‏ ما رأيك في لجوء البعض مثل وجيه سياج للتحكيم الدولي ضد بلدهم؟
‏*‏ كثيرون نصحوني بأن أفعل مثلهم ولن أتحمل مليما واحدا نظير هذه القضايا‏,‏ بل هناك مكاتب متخصصة تتولي تلك القضايا وتحصل علي نسبة من التعويض الذي تقرره المحاكم وبرغم امتلاكي المستندات التي تعزز موقفي رفضت اللجوء للتحكيم مثل سياج‏,‏ فلن أسمح لأجنبي أن يحكم علي بلدي فمن الممكن أن أختلف مع الحكومة ولكن لا يدفع بلدي الثمن‏,‏ فأنا مازلت أحب مصر ولن تؤثر أي أفعال في وطنيتي‏.‏
لكن صدر ضدك حكما بالسجن‏15‏ عاما
‏*‏ بداية عام‏99‏ قمت باجراء تسوية نهائية مع بنك قناة السويس ووقع عقد التسو ية وانتهيت من تنفغيذ كافة بنود العقد قبل نهاية‏99,‏ لكنني فوجئت بعد سفري بعامين أنني مد ين للبنك بمبلغ‏60‏ مليون جنيه‏,‏ وبقضية استيلاء علي المال العام وأخري لغسيل الأموال باعتبار أنني هربت الأموال إلي شقيقي هشام في سويسرا
ألم تخشي من ملاحقتك من جانب الانتربول خاصة وأن هناك أمرا بالقبض عليك؟
‏*‏ لم يسألني احد من الشرطة البريطانية ولم يتحدث معي احد عن ذلك‏,‏ وبالطبع كنت خائفا في البداية وعندما تفهمت أن الامور مستقرة عشت حياتي الطبيعية‏,‏ وهذا ينطبق علي جميع من في لندن لعدم وجود اتفاقية مع مصر‏.‏

**‏ وما هي آخر خطوات التسوية مع البنوك؟
‏*‏ في منتصف عام‏2005‏ بدأت إجراءات التسوية معي حيث أبلغوني بعد سفري بعامين انني مدين بمبلغ‏60‏ مليون جنيه‏,‏ والبنوك ترفض اعطاء كشف حساب‏,‏ وفوجئت بقضية ضدي اتهمت فيها بالاستيلاء علي أموال بنك قناة السويس وهربتها الي شقيقي هشام في سويسرا وهو من أكبر رجال الأعمال هناك ويمتلك سلسلة فنادق في سويسرا وارسلت مصر تقرير غسل الأموال الذي يتضمن اتهامي الي السلطات السويسرية طبقا للاتفاقيات الدولية لمكافحة غسل الأموال‏,‏ وقامت السلطات بفحص كل التعاملات واستجواب شقيقي هشام وانتهت الي أنه اتهام باطل وتم حفظ البلاغ ولم تتخذ أي إجراء ومن المعروف أن السلطات السويسرية هي أشد صرامة في تطبيق قوانين مكافحة غسل الأموال ولو كانت هناك شائبة واحدة في تعاملاتي لكانت اتخذت اجراءاتها علي الفور ومن ثم ارسلت سويسرا الي مصر وأبلغتها بسلامة تعاملاتي والدليل علي ذلك أن بنك قناة السويس يجري تسوية المديونية معي ووقعت التسوية علي أن يكون جزء منها نقديا وأرسلت خطاب تعهد من كاتب عدل سويسري وتحت يدي شيك مصرفي بالمبلغ النقدي مرفق مع خطابي صورة عقد التسوية الذي أقره البنك وبعد تغيير رئيس مجلس إدارة البنك وتولي وجدي رباط وهو القريب من الدكتور عبيد قام بإلغاء التسوية وألغي قرار مجلس الإدارة وطلب سداد المديونية بالكامل‏,‏ وقال بالحرف الواحد إن التسوية السابقة هي دعارة مصرفية‏,‏ الي أن وصلت معه في نهاية المطاف الي تسوية من خلال استحواذ البنك علي أصل من أصولنا المملوكة لي في مصر‏,‏ اما البنك الأهلي فكانت المديونية‏214‏ مليون جنيه ولم أعارض مطلقا وأقر كل من البنكين لدي الأموال العامة بالأصول المقدمة مقابل التسوية‏,‏ وتقدم وكيل الدائنين في الشركة بطلب لرفع قرار منع التصرف تمهيدا لنقل الملكية الي البنوك إلا أن التسويات توقفت مع الأهلي وقناة السويس بعد أن انجزنا العديد منها ووافقت ادارة البنكين عليها لكننا فوجئنا ببلاغ بنك باركيلز عقب الحكم الصادر لصالحنا وطلب من النيابة ايقاف التسويات ويطالب شركتي سداد‏1,5‏ مليار جنيه‏,‏ لكني سددت بالفعل مبلغ‏150‏ مليون جنيه لبنكي العقاري العربي ومصر الدولي وانهيت مديونيتهما بالكامل‏.‏
وما هي مشكلتك مع بنك باركليز؟
‏*‏ القصة أن البنك مدين لي بمبلغ‏300‏ مليون جنيه مصري منذ عام‏2001‏ ويرفض السداد واستصدرت حكما قضائيا لصالحي وقامت ادارة البنك بالطعن عليه‏,‏ إلا أن الطعن رفض وأصبح الحكم نهائيا وواجب النفاذ لكن البنك يرفض تنفيذ أحكام القضاء‏.‏
لكن ما هو أصل الخلاف؟
‏*‏ أصل الخلاف أن ادارة البنك حولت المبلغ من حسابي الي مجموعة سنسبري دون علمي منذ سنوات‏..‏ وهل يجوز ذلك؟ وعندما طلبت أموالي رفض البنك السداد‏,‏ فأقمت دعوي قضائية ضدهم وصدر فيها حكم لصالحي‏,‏ وبرغم ذلك تقدمت ادارة البنك ببلاغ الي الأموال العامة تتهمني فيه بتزوير كفالة تضامنية مع بنكي قناة السويس والأهلي وتوكيل خاص بالدكتورة آمال عثمان وان وكيل الدائنين ادخل الغش علي القاضي لنكسب الحكم‏..‏ وهذا الكلام يحمل اساءة ضمنية للقضاء المصري وتشكيكا في نزاهته ونحن جميعا نرفض أي اساءة للقضاء‏..‏ وجميعها اتهامات الهدف منها معروف وهو وقف تنفيذ الحكم‏.‏
والأمر الآن في أيدي رجال النيابة العامة والذين نثق في نزاهة تحقيقات النيابة المصرية وهو ما يطمئنني‏.‏
ما رأيك في سياسة الحكومة المصرية الآن تجاه رجال الأعمال المتعثرين؟
‏*‏ الحكومة المصرية تتبني استراتيجية واضحة لإنهاء ملفات رجال الأعمال المتعثرين‏..‏ ورئيس الوزراء الدكتور أحمد نظيف ليس لديه مصالح خاصة ويعمل للصالح العام فقط‏..‏ وتولي الدكتور فاروق العقدة منصب محافظ البنك المركزي كان له أثر بالغ في اتمام التسويات وبدأت تلك الاستراتيجية تترجم علي أرض الواقع‏,‏ وظهرت بوادر نجاحاتها خلال السنوات الماضية‏,‏ وهناك آمال واسعة بإغلاق هذا الملف بالكامل‏,‏ كما أن مجيء النائب العام المستشار عبدالمجيد محمود في هذا المكان ساعد علي حل قضايا رجال الأعمال‏,‏ فجميعنا يلمس التغيير الكبير الذي طرأ في التعامل مع قضايا البنوك‏.‏
هل تنوي العودة إلي مصر؟
‏*‏ كما قلت لك انني أتمني العودة الي بلدي اليوم قبل غد‏,‏ وسأعود بمجرد رفع اسمي من علي قوائم الوصول وربما في نفس اللحظة وأحب أن أعرفك أن الأصول دخلت حوزتي بعد سداد المال العام ولدي طموحات كثيرة أريد تحقيقها في مصر وليس خارجها‏,‏ وعندي عروض كثيرة من مستثمرين عرب‏,‏ ولدي الخبرة الأجنبية وأتمني تحقيق حلمي في استصلاح الأراضي‏,‏ وتحت يدي دراسات كاملة علي مناطق شرق العوينات وسيناء‏.‏
كيف تقضي أوقاتك في لندن؟
‏*‏ أقضي معظم الوقت في القراءة وأتابع أخبار مصر من الفضائيات والبرامج التليفزيونية ومن خلال التحدث مع أصدقائي عبر الهاتف والإنترنت‏,‏ ولم أفكر في العمل هنا في لندن برغم عروض العمل الكثيرة التي عرضت علي لكني رفضت فأنا أرغب في العمل داخل مصر فأنا أعشق ترابها‏,‏ ومن عاش بعيدا عنها يعرف قيمتها فهي الأصل وفيها جذوري وأصول عائلتي‏..‏ وسوف أصارحك بأنني لست سعيدا في لندن‏,‏ لكنها الظروف التي حدثتك عنها أو بمعني آخر مجبر أخاك لا بطل‏.‏
هل يمتلك عمرو النشرتي أموالا خارج مصر؟
‏*‏ أنا لا أملك أموالا بالمعني الحقيقي خارج مصر‏,‏ ولو أملك سوف أحولها علي الفور الي مصر‏,‏ وكل ممتلكاتي داخل البلد وبعد سداد مديونيتي للبنوك سأسترد بقية أموالي وأعيش بها في بلدي‏.‏
من هم أصدقاؤك في لندن؟
‏*‏ أصدقائي هم زوجتي وأولادي‏.‏
ما هي أصعب اللحظات التي مرت عليك في الغربة؟
‏*‏ لحظات كثيرة صعبة عشتها خارج مصر لكن الأكثر صعوبة ومرارة كانت في وفاة أمي‏,‏ فأنا لم استطع أن أوصلها الي مثواها الأخير ولم أتقبل عزاءها‏..‏ فهل هناك أصعب من تلك اللحظة؟


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.