منذ بداية صباح يوم وقفة عيد الأضحى وحتى الثالثة مساء جابت عدسة "اليوم السابع" كثيرا من أحياء محافظتى القاهرة والجيزة بدءا من منطقة المهندسين ووصولا للمعادى. سمة رئيسية توحد المنظر بطول الكورنيش من العجوزة وحتى مستشفى إمبابة العام، حيث ترى عربات "الزبالة" وعليها أجولة القمامة وعربيات الكارو التى يقودها طفل أو طفلة قاصدا مقلب قمامة، لن تتعجب إن رأيت أكواما من المخلفات بجوار قسم شرطة إمبابة وهو يستقبل مجموعة من المساجين تم ترحليهم للقسم.. وبقرب المطابع الأميرية بدأ الأهالى ينقلون قمامتهم فى المساحة بين المطبعة والكوبرى. وأكد الأهالى أن عمال الحى والشركة الدولية لجمع القمامة قاموا برفع كل المخلفات مساء أمس، وبدأوا اليوم فى استكمال باقى المخلفات فى سوق إمبابة. وفى سوق البصراوى بالوحدة لا يوجد موضع قدم لأحد ليس فقط بسبب الباعة الجائلين الذين يفترشون الأرض والرصيف الحوائط ولكن أيضا لتلال القمامة التى تنشر الروائح النتنة وتجتذب الكلاب والقطط. بطول سوق البصراوى ومنطقة مدينة العمال قد تشاهد إحدى سيارات شركة الدولية لجمع النظافة بعضهم يعمل بجد ويرفع المخلفات من قمم الشوارع والكثير منهم يلجأون للشوارع الجانبية والتنضيف أمام المحلات طمعا فى العيدية، فلا تفاجئ إن رأيت أحدهم يقترب منك مرددا عبارة كل سنة وأنت طيب يا باشا، إيه رأيك المكان بقى زى الفل". وحين تقودك الزحمة للوقوف حتى تتحرك السيارات التى تأخذ طريقها، قد تلحظ عينك إحدى ربات البيوت وهى تلقى بأكياس القمامة من الميكروباص فوق تل القمامة وأخرى تحمل جوالا أو اثنين، وتزيد بهم التل، وهنا ستجد أحد أطفال النبيشة يجذب الجوال إليه ويجلس مفترشا الأرض ويبدأ التفتيش عن بعض زجاجات البلاستك والأكياس السوداء والملونة ويفرغها مما بها، وترى البسمة تملأ وجهه حين يسعده الحظ ويجد بعض فوارغ الكانز الألمونيوم فهى لها سعر خاص حين يعيد ما جمعه ويبيعه ب5 أو 10 جنيهات. ستترك خلفك منطقة إمبابة والبصراوى وشارع الوحدة وأنت حاملا كثيرا من الروائح الكريهة ولن يفارق ذاكرتك مشهدا لأكثر من عمال نظافة تابعين للحى وهم يفترشون الرصيف وفى مقابلهم الرصيف الآخر وهو مملوء بالقمامة منتظرين موعد انتهاء ورديتهم ليغادروا لمنازلهم، وستتذكر ردهم على ذلك أنهم عمال باليومية ومهما يشيلوا القمامة الأهالى ترميها تانى وترجع أسوأ مما كانت". أخذنا طريقنا لأسفل كوبرى عرابى طريق المطار إمبابة نفس المنطقة التى شهدت حملات النظافة لوزير البيئة السابق الدكتور مصطفى حسين خلال مبادرة المائة يوم، وهى منطقة لعبة والمزلاقان القديم والغريب أنك ستفاجئ أن تل القمامة الذى كاد يصل ارتفاعه إلى 20 مترا تقريبا وكان الأهالى يشعلون فيه النيران للتخلص منه، قد انخفض ارتفاعه من 20 مترا إلى 5 تقريبا وبات مكانا واحدا هو من يلقى السكان فيه قمامتهم والمساحة الكبيرة التى كان الأهالى يشعلون فيها النيران تم عمل أكشاك عليها بعد تمهيدها وتنظيفها، وهنا بالتأكيد سيرافقك الأمل فى أنه حين يرى المواطن الأجهزة التنفيذية تسعى لرفع المخلفات سيساعدونهم فى الحفاظ على المكان وكان على الحى أن يكمل ما بدأ بترك صندوق للقمامة أو المواظبة على رفع القمامة يوما بعد الآخر بعد تحديد مكان بعيد عن السكان لتجمعها. من منطقة إمبابة والمطار ولعبة، اتجهنا لنفق البحر الأعظم ومنه للدائرى كورنيش المعادى وعند المحكمة الدستورية أخذنا يسارا متوجهين لأكثر شوارع المنطقة الجنوبية تواجدا للقمامة فيه وهو شارع مصر حلوان الزراعى الشارع الذى يربط بين حلوان والقاهرة وهو الشارع الموازى لشارع الكورنيش، الشارع يبدأ من منطقة المطبعة بدار السلام بجوار سنترال المعادى الرئيسى وقسم شرطة دار السلام لن تستطيع دخول الشارع من كم التكاتك والميكروباصات وسيارات النقل. كانت المفاجأة الحقيقية حين رصدت عدسة اليوم السابع أن الأهالى نجحوا فى تحويل كل بؤر تجمع القمامة فى الشارع بجوار مصنع الشبراويشى وبنك مصر إلى جراجات متلاصقة وبعض الأكشاك وهو ما كان طرحه الأهالى على وزير البيئة السابق خلال جولته بالشارع وتم التنسيق بينهم وبين الحى لذلك وستلاحظ أيضا انتشار صناديق القمامة عند مدخل كل شارع جانبى وحتى ينتهى الشارع عند ميدان النافورة ستودع خلفك هذا المشهد الرائع، ليبدأ مشهد أكثر فجاجة وصدمة من بداية شارع الفيوم ووصولا حتى شارع أحمد زكى. ستستوقفك عنوة تلال القمامة عند منزل الكوبرى، ولن تتأفف أو تمتعض حين تشاهد الأمهات والأطفال يخترقون القمامة وتغرس أقدامهم أكياس المخلفات العضوية وستعجب من هذا الرجل الذى يجلس فوق حافة رصيف الكوبرى مدليا قدماه فوق القمامة ويدلك على أن هذا ليس المشهد الوحيد لتلتقطه عدستك فالشارع حتى عند مجمع المدارس ونقطة الشرطة تملأه تلال القمامة المتناثرة والمتلاحقة بطول الرصيف الذى يقسم الشارع لنصفين، وسترى كيف تختلط رائحة القمامة ودخان الحريق لها استعدادا للعيد رائحة ودخان السمك المشوى فى السوق على الجانبين. فى شارع أحمد زكى ستدرك أن المسئولين ملوا من متابعة هذا الشارع ورفع القمامة عنه فى المناسبات والجولات الوزارية، لكن يبدو أن الحى يختار منه بعض المواقع التى تقترب من بعض التجار الأثرياء لرفع القمامة من أمام محلات الموبيليا لهم لترى بلدوزر الحى يرفع القمامة ومعه بعض عمال النظافة لكن سيشى بهم سكان الشارع حين يقولون لك إنهم يختارون أمام المحلات الخاصة بالناس المعروفة ويرفعون القمامة من أمامهم وخصوصا فى الأعياد ثم يرحلون. أكبر عدد من الأطفال والنساء النبيشة ستراه فى هذا الشارع على مسافات متقاربة كل منهم ممسك بعربته الخشبية التى يجرها حمار أو حماران ليقفوا فى منتصف الطريق، بشكل ملحوظ، الغريب أنه لا يوجد قسم أو بلدية أو حى أو إشغالات يزور هذا الشارع لأنه لو حدث ذلك ستجد طريقا يسير فيه الناس فالشارع بعرض 8 أمتار تقريبا لكن يبقى متران هنا ومتران فى الجهة المقابلة لمرور السيارات الملاكى وباقى الشارع إشغالات لأصحاب المحلات والتكاتك والقمامة والميكروباص ومربى الخراف وحمير النبيشة.