احترام التخصص شىء لا غنى عنه فى أى مجال أو أى مذهب، ولكن للأسف الشديد نحن كمصريين «مسلمين» قد نهاب الحديث فى أى شىء علمى أو منهجى إلا الكلام فى الدين.. الكل يفتى ويشرح ويحلل ويسرد أقاويل ونصوصاً من القرآن دون أن يدرى موضعها الصحيح، وهل هى محُكمة أم متشابهة، وما سبب نزولها، وأحاديث من السنة، مع عدم العلم بدرجتها.. موضوع ضعيف حسن صحيح متفق عليه وما سبب ورودها على لسان النبى أيضاً وموقفها لدى علماء الجرح والتعديل..وأقاويل وآراء من كتب الفقه المقارن وغيرها. أورد هذه المقدمة تمهيداً للرد على ما نشره الاستاذ «المحترم» خالد منتصر بجريدة المصرى اليوم تحت عنوان سيد القمنى كمان وكمان (3).. بداية يقول خالد منتصر «معتقداً» القمنى واحدا ممن حاولوا كشف المستور عنه من التراث الإسلامى والخوض فيه، والذى سكت عنه العديد من فقهاء العصر من أجل المليارات التى تهبط عليهم. أى مسكوت عنه يا أستاذ خالد التراث الإسلامى مكتمل وليس به مسكوت عنه، ولكن به إسرائيليات وأفكار مدسوسة تأتى على هوى أصحاب القلوب الضعيفة ومن يريدون التسلق على أكتاف الدين وقلب الحقائق فليس كل ما ذكر بكتب التراث حجة على الإسلام لأسباب عدة منها: مصادر التلقى المعتبرة، التى تعد حجة على الإسلام والمسلمين «الكتاب والسنة» والقمنى لم يأت فى ادعاءاته بآية مُحكمة أو بأحاديث متفق عليها، وإنما بقصاقيص من كتب. لمن لا يعلم هناك أقاويل كثيرة بالسيرة تحتاج إلى تنقيح، ومط واضح، مثال ذلك ما ورد فى الفتنة بين كل من على ومعاوية، وما ورد عن الحجاج بن يوسف الثقفى جملة، وغير ذلك كثير يحتاج إلى وقفة عنده، وقفة من متخصصين وليس من أشخاص سطحيين فلا تغرنك الأفكار والأقلام.. فتسعة أعشار من ترى أعمام. ثم يستطرد منتصر موضحاً «أنه ورد فى البخارى والطبرى أن ابن عباس-حبر الأمة- أكل سحتا، وينسب التهمة لسيدنا على"، خوفاً من أن يهدر أحد المكفراتية دمه، وهو يريد من هذا الكلام أن يبرر موقف وآراء القمنى، فإذا كان على بن أبى طالب قد قال هذا الكلام فما المانع أن يقول القمنى: ينبغى محاكمة من يدعون للحجاب بتهمة ازدراء-الأديان فهو لا يرى فى كشف شعر المرأة شيئاً «جريدة القاهرة».. سنحارب من أجل إلغاء خانة الديانة.. انضمامه إلى طائفة من يدعون إلى أن يكون يوم عرفة غير محدد بيوم معين.. رحلة الإسراء والمعراج لا تتوافق مع الواقع ولا العقل.. الجهاد فى الإسلام توسع فى أرض الغير واستحلال لهم.. إهانته الذات الإلهية فى كتابه «الاستبداد باسم السماء» العقوبات الربانية ألوان وفنون «من شى بالنار على النار، إلى القلى فى الزيت، من جهنم الحمرا إلى جهنم البيضا......».. إن الإسلام عاد بالعرب إلى الجاهلية الأولى، حينما عادت شرعية الغزو والسلب والنهب والغنم. ختاماً.. رجاء منى لكل من تسول له نفسه الحديث عن الإسلام والمسلمين أن يراعى أموراً عدة منها: أن يضع ميزاناً شرعياً يسير عليه، من صنع الله وليس من صنع البشر.. أن يجمع بين أطراف الأدلة- وذلك فى حالة وجود أدلة أصلاً- حتى يصل إلى الحكم والنتيجة السليمين.. أن يفرق بين حقيقة الإسلام، وحال المسلمين وأفعالهم. بالضبط كما يفرق الذى يدعو إلى منهج بين حقيقة الدعوة وأسلوبه فى الدعوة إليها، فالدين يا أستاذ خالد لا يعرف بالرجال اعرف الحق تعرف أهله.. قال تعالى «إن الله غنى عن العالمين» فيا أسيادنا لا خلود لأفكارنا ولا انتصار على أعدائنا دون احترام لعقائدنا ومبادئنا ولغتنا.. فهل من مجيب؟