"الميمونى" يعانق "الزمن الجميل" للتصوير بكاميرا عتيقة وصور أبيض وأسود

على أربعة أرجل تقف كاميرته القديمة، وبقماشة سوداء يصنع بها حاجزاً للضوء يتوسط المكان الذى يريد ضمه لألبومه الأبيض والأسود، فرغم انتشار الكاميرات الرقمية إلا إن محمد الميمونى (34 عامًا) اختار لنفسه طريقًا أصعب ليعانق به "الزمن الجميل".
يقول الميمونى:" بدأت منذ 15 عامًا الاهتمام بالتصوير ووقتها كانت الكاميرا الفيلمية هى السائدة ثم عملت كمساعد لمصور أمريكى فى 2003 بعد أن تعلمت على يده من خلال ورشة كيفية تحميض الفيلم ومهارات المعمل، ثم أصبحت ولمدة 7 سنوات وحتى الآن مسئولاً عن معمل مركز الصورة المعاصرة بشارع عبد الخالق ثروت.
على الرغم من دراسة محمد بكلية التجارة، إلا أنه قرر أن يبدأ حياته بعيداً عنها، فيقول: "قررت دراسة التصوير بعد علمى بأن المجلة التى أنشر بها القصص القصيرة ينقصها قسم تصوير"، ويضيف: "وقتها كانت دراسة التصوير صعبة لأنها لم تكن متوفرة بأماكن كثيرة، ولكنى تعلمت فى كلية الفنون التطبيقية على يد أحد المتخصصين".
وكشاب يعيش فى الألفية الثالثة كانت فكرة الأبيض والأسود ثقيلة على نفسه فيقول: "أثناء شرح الجزء المتعلق بالأبيض والأسود قلت للمدرب "أنا مش عايز أدرس تاريخ"، بس بعد 5 سنين رجعت أدرسه لأنى أدركت أن معنى الصورة وأساسها يكمن فى كونها أبيض وأسود".
محمد يرفض أن يكون "كائن حى يمتلك صباع تصوير" فيقول :"هدفى هو تذكير المجتمع بمعنى الفوتوغرافية الحقيقة، وبأن الفنان لابد أن يفكر فى تكوين الصورة والإضاءة وليس فقط إصبع يضغط على زر الكاميرا".
محمد لا يمتلك رأس مال، لذلك ينفق من عمله على تحميض الصور التى تكلف الواحدة منها من 30 إلى 40 جنيهًا، كما يجلب معدات التحميض والتصوير من الخارج، ويضيف "أستخدم الأسلوب القديم فى التحميض، من خلال الإضاءة الحمراء فى الغرفة المظلمة ومواد مختلفة وأوراق محددة للتحميض ونشر الصورة حتى تجف".
ويحمل محمد كاميرات وأفلام مختلفة المقياس بوزن 25 كيلو للواحدة عند خروجه للتصوير، فلا يسلم من السخرية ويحكى "هناك من يسألنى هو الدخان هيطلع امتى وليه مش بتفرقع؟".
عشق محمد للأبيض والأسود جعله يختار الأشخاص والأماكن بدقة بالغة حتى يخرج بصورة تستحق أن تكون أبيض وأسود فيقول: "لا أصور سوى الأشخاص الذين يجذبونى".