اتهم على البصرى، إمام وخطيب صلاة الجمعة الموحدة فى قضاء الفلوجة بمحافظة الأنبار (غربى العراق)، رئيس الوزراء العراقى نورى المالكى، وحكومته بتهديد السنة ب"بحر من الدماء"، مشيرا إلى أن جوابنا عليه هو "أحد، أحد". كما اتهم الشيخ أحمد الدليمى، خطيب الجمعة فى مدينة الرمادى بالأنبار، المالكى ب"الاستخفاف بجموع المتضاهرين"، معتبرا أن حكومته "خاضعة" لإيران، وردد المصلون هتافات دعت إلى تأسيس إقليم مستقل فى "الأنبار". وقال البصرى فى خطبته التى سميت "الوفاء أم بحر من الدماء"، وأقيمت على الطريق الدولى السريع شرقى المدينة وحضرها الآلاف من أبناء الفلوجة "إن المالكى هدد المعتصمين والمتظاهرين ببحر من الدماء، ونتساءل لماذا لم يهدد المالكى المليشيات التى تقتل أهل السنة فى البصرة (جنوب)، وديالى (شرق) وغيرها من المحافظات العراقية، ببحر من الدماء". وأضاف: "نرد على المالكى الذى يهاجمنا بين الحين والآخر، بقولنا أحد، أحد". وتابع البصرى أن المالكى يقول "إن مطالبنا مشروعة، ونحن نقول له إن كنت تعلم مطالبنا دون أن تنفذها فهذه مصيبة، وإن كنت لا تعلمها فالمصيبة أعظم". وأكمل: "ننصح المالكى بالاستقالة واعتزال العملية السياسية والاعتذار للمعتصمين والمتظاهرين من أهل السنة لأنهم على حق ومطالبهم مشروعة، ونطلب منه أن يعتذر لإخواننا الشيعة لأنه أوهمهم بأننا طائفيين". فيما وصف أحمد الدليمى، فى خطبته- التى ألقاها فى ساحة بوسط مدينة الأنبار يطلق عليها المحتجين "ساحة العزة والكرامة"- المالكى ب"المتكبر والمتجبر"، وقال "إن القاصى والدانى يعلم أن المالكى لا عهد له ولا ذمة وهذه صفات المتسلطين والمتكبرين والمتجبرين عبر العصور والدهور". وتطرق الدليمى إلى تصريحات أدلى بها رئيس الوزراء العراقى مؤخرا ووصف فيها مطالب المتضاهرين ب"التآمرية"، قائلا: "ما تقوله افتراء علينا، بالزعم بأن مطالبنا تآمرية، أو أنها طائفية، أو أنها حزبية ضيقة، الحكم الفصل بيننا وبينك هى حقوقنا الأربعة عشر، والتى أصبحت دستورا لجميع الساحات، ولسنا ندرى ماذا تعنى بالتآمرية ولمصلحة من هذا التآمر"، فى إشارة إلى مطالب المتظاهرين وبينها إطلاق سراح المعتقلين والمعتقلات السنة وإلغاء بعض المواد فى قانون مكافحة الإرهاب، ووقف استهداف السنة. ورفع المصلون، فى ساحة "العزة والكرامة"، التى يعتصم فيها المتظاهرون منذ عدة أشهر، لافتات تحمل شعارات تدعو إلى إعلان إقليم الأنبار مستقلا عن حكومة بغداد، وبينها "الإقليم هو خيارنا" و"الإقليم هو الحل" و"الإقليم هو بداية قيام الخلافة الإسلامية". وتشهد محافظات عدة فى العراق منذ ديسمبر 2012 تظاهرات وحركة اعتصامات مناهضة لسياسات المالكى، تتهمه بالمسئولية عن انتهاكات تحصل تجاه معتقلين من أتباع المذهب السنى فى سجون الحكومة، و"التضييق" على الكتل والجماعات السنية، وهو ما تنفيه الحكومة التى تتهم بعض المتظاهرين بالسعى لإحداث "فتنة طائفية".