توجه إمام وخطيب ساحة الاعتصام في مدينة الفلوجة، التابعة لمحافظة الأنبار، غربي العراق، إلى أهل سوريا، قائلا "دمنا واحد وجلادنا واحد فالصبر الصبر يا أهل الشام إن يوم النصر لقريب". جاء ذلك في خطبة الجمعة، اليوم، والتي عنونها الخطيب على محيبس البصري، ب"سيهزم الجمع ويولون الدبر". وناشد الخطيب أهل سوريا بالصبر قائلا "يا أهل سوريا.. يا أهل الشام.. نقول لكم من مدينة الفلوجة الصامدة إن دمنا دم واحد وحزننا واحد وجلادنا واحد فالصبر الصبر يا أهل الشام وإنما النصر صبر ساعة.. لكم الله يا من كسرتم هلال فارس (في إشارة إلى إيران) وسيأتي يوم نصركم قريبًا بعز العزيز إن شاء الله". وطالب البصري أعضاء مجلس محافظة الأنبار الجدد ب"العمل على تنفيذ مشروع سياسي يستعيد حقوق أهل السنة ودمائهم". وأضاف أن المعتصمين "ليسوا دعاة دماء كونهم خرجوا لرفع الظلم عن الشعب وأهل السنة والجماعة خصوصا، بل هم دعاة سلام وخرجوا لرفع الظلم عن أهل البلاد". ومضى قائلا: إن "صبر المعتصمين أثبت للعالم أجمع أن الشعب العراقي لن يهزم من قبل الفاسدين والظالمين". واتهم البصري رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي ب"الاستمرار في الانتهاكات ضد المعتقلين، ومحاولة النيل من صبر المعتصمين، عبر توجيه التهم لرموز ساحات الاعتصام واعتقال الأبرياء". قبل أن يستدرك قائلا: "لكننا نقول لهم إن كل ما يحدث ضدنا لا يزيدنا إلا عزيمة وصبر حتى تحقيق المطالب والحقوق" وجرت في محافظة الأنبار أمس انتخابات محلية لاختيار مجلس جديد للمحافظة، بعد أن تأجلت الانتخابات لمجلسي محافظتي نينوى (شمال) والأنبار لمدة شهرين، بخلاف بقية المحافظات التي أجريت فيهما الانتخابات يوم 20 إبريل/نيسان الماضي، وذلك بسبب الأوضاع الأمنية المضطربة في المحافظتين؛ على خلفية الاحتجاجات المناهضة لحكومة نوري المالكي. ويشهد العراق منذ 23 ديسمبر/كانون الأول 2012 تظاهرات واسعة ضد المالكي في عدة محافظات، بينها الأنبار وصلاح الدين ونينوى وكركوك وبغداد، يطالب المشاركون فيها ب"الإفراج عن المعتقلين والمعتقلات في السجون العراقية وإجراء تعديلات قانونية وإصلاحات في مجالات مختلفة والتوقف عن الإقصاء السياسي لأغراض طائفية"، على حد تقديرهم. وفي وقت لاحق، ارتفع سقف مطالب المحتجين إلى رحيل رئيس الحكومة، الذي يتهمونه بتبني سياسية طائفية ضد العرب السنة، وهو ما ينفيه المالكي، متهمًا المحتجين في المقابل بإثارة الفتنة الطائفية.