ذكرت أنباء صحفية اليوم أن الزعيم التاريخى لجبهة القوى الاشتراكية حسين آيت أحمد سيصل الجزائر السبت القادم، بعد غياب طويل فى منفاه الاختيارى فى لوزان السويسرية، وذلك للمشاركة فى فعاليات الاحتفال بالذكرى ال50 لتأسيس أول حزب معارض بالجزائر سنة 1963. وأوضحت الأنباء أن الرئيس الشرفى لجبهة القوى الاشتراكية حسين آيت أحمد وافق على الحضور إلى الجزائر للقاء مناضلى حزب جبهة القوى الاشتراكية ومشاركتهم احتفاليات الذكرى ال50 لتأسيس الحزب، لافتة إلى أنه بهذا ستكون خمسينية تأسيس الحزب فرصة لعودة المجاهد حسين آيت أحمد إلى أرض الوطن بعد غياب دام أكثر من 14 سنة فى منفاه الاختيارى فى مدينة لوزان السويسرية. ورجحت مصادر أن يلتقى آيت أحمد خلال هذه المناسبة مع عدد من الشخصيات الوطنية على غرار رئيس الحكومة الجزائرية الأسبق رضا مالك، ومولود حمروش، باعتباره حليف تاريخى لجبهة القوى الاشتراكية، بالإضافة إلى شخصيات سياسية تقاسم آيت أحمد نفس التوجهات خاصة فى ظل الأوضاع الداخلية والخارجية الجارية. وكانت الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان (جناح حسين زهوان) قد اتهمت جبهة القوى الاشتراكية وعلى يحى عبد النور والسناباب (جناح رشيد ملاوي) بتلقيها الأموال من منظمات أمريكية وفرنسية نشطة فى مجال حقوق الإنسان من أجل العمل على زج الجزائر إلى ما يسمى ب"الربيع العربى". يذكر أنه بعد حصول الجزائر على استقلالها عام 1962 نظمت انتخابات للمجلس التأسيسى فى شهر سبتمبر وكان حسين آيت أحمد ضمن الفائزين مرشحا عن دائرة "سطيف"، إلا أنه ما لبث أن اصطدم مع ما كان يعتبره سياسة تسلطية للرئيس أحمد بن بلة، فاستقال من المجلس وأسس حزب جبهة القوى الاشتراكية فى سبتمبر 1963 ليحمل السلاح ويدخل متخفيا إلى "تيزى وزو" حيث أوقف عام 1964 وحكم عليه بالإعدام، ثم صدر عفو عنه ووضع فى سجن "اللامبيز"، ثم تم التوصل إلى اتفاق بينه وبين أحمد بن بلة، إلا أن الانقلاب الذى حدث عام 1965 ووصول هوارى بومدين إلى الحكم حال دون توقيع ذلك الاتفاق، وهرب آيت أحمد من سجن "الحراش" عام 1966 ليعيش فى منفاه الاختيارى بسويسرا. وكان آيت أحمد يعيش حالة تمثل شبه استقالة عن السياسة باستثناء رسائل كان يبعثها للمجلس الوطنى لحزب جبهة القوى الاشتراكية، وآخرها الرسالة التى بعث بها للمؤتمر الخامس الذى عقد فى يونيو الماضى.