كأس العالم.. فرحة شعب

رغم الأزمات المتلاحقة بمصر.. ورغم الأوضاع المأساوية التى يعيشها الشعب المصرى والانقسام الذى دب حتى بين أفراد الأسرة الواحدة.. ورغم الأزمة الاقتصادية وجنون الأسعار.. لنخرج بأنفسنا قليلا من هذا النفق المظلم إلى فرحة معنوية بسيطة اتفق عليها الجميع.. فرحة كأس العالم.
رغم أننا تقريبا تجاهلنا كرة القدم منذ أحداث يناير.. وكرهناها منذ مأساة أحداث إستاد بورسعيد إلا أن الحديث عن عشق كرة القدم والجدال فيها ومنافساتها عاد من جديد ليس من أجل لقاءات الأهلى والزمالك كما كان.. ولكن من أجل تحقيق حلم استمر طوال 24 عاما نتمنى تحقيقه، وهو وصول المنتخب المصرى لنهائيات كأس العالم.. لعل البعض يراها أحلام لاطائل منها ولا فائدة وأن الحديث فى كرة القدم مجرد تفاهات ومضيعة للوقت خاصة فى ظل التحولات التاريخية المأسوية التى تمر بها مصر بل والأمة العربية كلها.
ولكنى أرى عكس ذلك لأننا أخيرا وجدنا مخرجا ومجالا آخر للحديث والنقاش ولو لبعض الوقت عن أمور السياسة، وأزماتها وعن أخبار الحروب الوشيكة والقتل وسفك الدماء والاشتباكات.
وجدنا أخيرا مجالا للحديث عن إمكانية صعود المنتخب لكأس العالم وهو الحديث الذى طالما تغنينا به طوال الأعوام الماضية، ويتجدد فيه النقاش كل أربعة أعوام.. ها هو يعاود من جديد حتى وإن كان حديثا يشوبه حزن وألم على ما آل إليه مصير وطننا وأمتنا.. باقى أمام منتخب مصر لإدخال فرحة حقيقية على قلوب الشعب المصرى مبارتين فى مواجهة منتخب غانا الأقوى بقارة أفريقيا إن استطاع أبناء المنتخب المصرى الفوز فيهما نحقق حلم المشاركة بكأس العالم لتعاود الجماهير من جديد الالتفاف حول علم الشعب المصرى ولتعود الفرحه إلى الشارع المصرى الذى يئن من دماء كثيرة نزفت عليه.. ليعلم كل القائمين على شأن المنتخب واللاعبين أنهم يحملون جميعا مسئولية حقيقية.. مسئولية إدخال الفرحة فى قلوب المصريين من جديد.. فشلنا طوال السنوات الماضية فى الوصول لكأس العالم ولكننا لم نبال، أما اليوم ورغم صعوبة المواجهة فأنتم مطالبون بالفوز لأننا حقا فى حاجة حقيقية لهذه الفرحة لنخرج ولو معنويا من أحزاننا فلتكونوا قدر هذه المسئولية.. كما أتمنى أن تقام مباراة العودة بين مصر وغانا على إستاد القاهرة الدولى ولتمتلئ مدرجاته بمئة ألف مصرى يجتمعون تحت راية واحدة وهتاف واحد تحيا مصر. ..ولتبقى دائما وأبدا مصرنا.. مصيرنا.. لأن مصر هو الوطن والمصير.