لم تكن وسامة رشدى أباظة جمال ملامح ولا خفة ظل فحسب، إنما هى رجولة متكاملة، ولاتخجل "قسمت" ابنته من وصف والدها الراحل بأنه كان "زير نساء"، حيث تقول: ذات يوم كان يجلس فى شقة فى وسط القاهرة، وكانت سامية جمال لا تزال فى عصمته، وكنت أشغّل أسطوانات موسيقية، فذكرته بحبه القديم (كاميليا)، فقال: (يا حبيبتى يا كاميليا، متى فى عز شبابك)، وكانت سامية لا تهتم بذلك، وتعتبرها دعابة من رشدى. ولأنه كان وسيما لدرجة كبيرة فقد وقعت فى حبه الجميلات بداية من"كاميليا" عندما قابلها فى فيلم "'المليونيرة الصغيرة" وكانت فى ذلك الوقت على علاقة بالملك "فاروق" وتعرض رشدى أباظة بسببها للكثير من الأذى بسبب هذه العلاقة، وكان أيضاً سببا فى ابتعاد كثير من المنتجين والمخرجين عنه خوفا من أذى الملك، وعندما قدم دور دوبلير للنجم "روبرت تاليور" فى فيلم "وادى الملوك" وقعت "اليانور باركر" بطلة الفيلم فى حبه وقدمت له دعوة لزيارة هوليود، لكنه رفض دخول عالم التمثيل عن طريق علاقة بامرأة، لكن الضغوط المستمرة عليه من الملك وحاشيته أرغمته على السفر، فسافر إلى إيطاليا بحثا عن النجومية العالمية، وخلال ال53 عاماً الذى قضاها الدنجوان فى عالم التمثيل، وقعت العديد من النساء فى غرامه، فبعد "كاميليا" كانت الراقصة "تحية كاريوكا" التى تزوجها لمدة عامين وبعدها المضيفة باربرا الأمريكية التى أنجب منها ابنته "قسمت أباظة". ومنها إلى سامية جمال التى عاشت معه 18 عاماً عاصرت أوقات فرحه وحزنه ونزواته ومغامراته النسائية، وبعدها "صباح" وقد كان زواجهما الذى دام لأيام قليلة ب"دعابة" فى لبنان عندما قالت له صباح: (أنت لا تتجرأ أن تتزوجنى لأنك تخاف من سامية)، فأجابها: (أنا أخاف.. تعالى إلى المأذون) وتزوجا، بعدها أفاقا من اللعبة، وتم الطلاق بعد أقل من 48 ساعة، ولكنهما ظلا أصدقاء حتى وفاته، أما نبيلة أباظة فكانت ابنة عمه التى تزوجها وطلقها قبل وفاته بفترة زمنية قليلة. ولا تخجل "يسرا" من الاعتراف بعشقها لرشدى أباظة وتعترف أيضاً بشرف لقائها به فى فيلم "بياضة" وتقول: (وقتها كان عمرى 18 عاما، وفوجئت بعرضه للزواج منى لكنى اعتذرت لفارق السن، ولكن لا أستطيع إنكار أن "رشدى أباظة" هو عشقى الأول ومعشوق النساء فى العالم كله أيضاً، واستطاع أن يصل إلى مكانه لم يصل إليها نجم آخر حتى اليوم فى قلوب النساء، وعلى فكرة هناك واقعة شهيرة سمعتها بأذنى عندما كنت أتنزه منذ فترة زمنية قريبة على أحد شواطئ الساحل الشمالى عندما تعالت أصوات الفتيات عند البحيرة فى مارينا بمجرد رؤية نجم وسيم.. ولكن فى نفس الوقت سمعت تعليق من بنت فى أواخر العشرينيات تقول "على إيه يعنى.. هو فاكر نفسه رشدى أباظة".. وهذا لا يدل إلا على أن رشدى أباظة لا يزال حتى بعد وفاته هو معشوق النساء والفتيات فى كل الأعمار. هل أحب رشدى أباظة الفنانة ماجدة الصباحى؟ سؤال توجهنا به إلى شقيقته "منيرة أباظة" وقالت: كانت من الصديقات القريبات إلى قلبه، وكان يحترمها ويقدرها ويقول عنها دائماً: "ماجدة فنانة وإنسانة محترمة" وبعد وفاته وجدنا فى مقتنياته "دبلة" تحمل اسمها وكان يضعها فى إصبعه خلال أيام حياته الأخيرة، وهذا دليل على ما كان يحمله لها من حب وتقدير، وكانت والدته تتمنى أن يتزوج ماجدة لأنها كانت ترى فيها المرأة المتزنة وسليلة عائلة كبيرة ومحترمة بخلاف أنها كانت منتجة وممثلة. وبسؤال ماجدة الصباحى عن علاقتها برشدى أباظة قالت بعد تنهيدة طويلة: الله يرحمه.. كان "جان" بمعنى الكلمة.. رجل أرستقراطى.. شهم.. جدع.. صديق وفى وحبيب رومانسى جداً.. لكن علاقاته النسائية المتعددة جعلتنى أخاف منه.. ولم أتخيل يوماً أننى ممكن أن أتزوجه وأفاجأ بأنه بعد فترة زمنية مهما طالت مدتها متزوج من غيرى، اكتفيت بصداقته واقترابنا فى العديد من الأعمال السينمائية فعشقته فى "حبيبى الطيار" فى فيلم المراهقات، وأحببت شره فى دور"الكولونيل بيجار" فى "جميلة أبو حريد".. وطبعاً كصديق تكلمك نادية لطفى عن صداقتهما، وبالرغم من أنها "ليدى السينما المصرية" إلا أن رشدى كان يطلق عليها "الواد الشقى" بينما كانت تطلق هى عليه "الطفل المتهور". وكانت الثقة بينهما كبيرة حتى أن نادية كانت تمثل الأخت المعتمدة لرشدى أباظة فى العائلة الأباظية، والطريف أن رشدى أباظة وفريد شوقى ونادية لطفى قاموا بتأسيس شركة جديدة أطلقوا عليها "النجوم الثلاثة" لإنتاج فيلم يجمع بينهم وقاموا بتوقيع عقود الشركة التى بلغ رأسمالها 12 ألف جنيها مصريا، ومرت الأيام والثلاثة يجتمعون ويسهرون ويقيمون الحفلات دون أن تقدم شركتهم فيلما واحدا، ثم اكتشفوا أن المتبقى من رأس المال 6 آلاف جنيها فقط فقاموا بتقسيمهما على بعضهم بعضا وكانت نهاية الشركة.. ولكن ليست نهاية الصداقة. معلومة: علاقته بتحية كاريوكا بدأت فى أكبر محلات المجوهرات، يملكه صديق له يدعى 'إيزاك'، وفى يوم كان جالسا مع صديقه داخل المحل وفوجئ بسيدة سمراء تجمع بين الدلال والرقة، وكانت من أكثر نساء مصر جمالا وإثارة، وبلا مقدمات بدأ قلبه ينبض بحب تحية كاريوكا، فتعمد تكرار زياراته لصديقه الجواهرجى، ويبدو أنها أيضا تعمدت الذهاب إليه، فتكررت اللقاءات، وأصبح هو زبونا دائما فى الملاهى التى ترقص فيها، وذات ليلة قال لها دون مقدمات 'تتجوزينى ياتحية' فنظرت إليه نظرة فاحصة ثم قالت له "قوى.. قوى" وكان زواجهما فى ديسمبر 1950، لكن هذا الزواج لم يستمر طويلا، وأكد المقربون منهما أن انهيار هذا الزواج كان بسبب عصبية كل منهما الشديدة، وغيرة تحية التى لم يكن لها حدود لدرجة انها اتهمته باطلا بعلاقة حب له مع قريبة لها، وحاول رشدى إقناعها بعدم صحة هذا الاتهام لكن دون جدوى، فقرر أن يترك لها منزل الزوجية، وتوجه إلى أسيوط حيث عاش مع قريب له فترة ليست قصيرة، وانقطعت خلالها صلته بالفن والسينما، وبعد طول تردد أرسل رشدى أباظة ورقة طلاقه ل"تحية" من أسيوط، وكتب فى الورقة خمس كلمات فقط: "تحية.. أنت طالق.. رشدى أباظة".