رغم ابتعاد رشدى أباظه عن عائلته بسبب رفض والده لعمله بالسينما إلا أنه استطاع أن يكون علاقة صداقة قريبة من أشقائه بعد وفاة والدهم، وأصبح مسئولاً بالكامل عن تربيتهم، وكان من بينهم شقيقه الفنان فكرى أباظة الذى يصغره سناً بفارق 20 عاماً. واستطاع رشدى احتواء شقيقه فكرى أباظة فى فترة وجيزة على الرغم من ابتعاده عنه على مدار 17 عاماً، فكان التعارف الأول بينهم بعد انتهائه من المرحلة الثانوية، حتى إنه كان سبباً فى التحاقه بمعهد السينما لثقل موهبته الفنية قائلاً له: "فى الأيام القادمة سيكون العلم سيد الإبداع" بعدها بدأ رشدى فى اصطحاب شقيقه فى بعض الأدوار فى أفلامه منها "من البيت للمدرسة" و"وضاع العمر يا ولدى". ومن خلال جولاتهم معا كان فكرى كاتماً لأسراره وشاهداً على جميع مغامرات رشدى العاطفية حتى أنه اعترف له أن الفنانة سامية جمال هى حبيبة عمره الوحيدة. وبالرغم من تمتع فكرى بموهبة تمثيلية حتى وإن كانت محدودة، إلا أنه لا شك أن نجومية رشدى أباظه ظلمته كثيراً مما وضعه فى وضع النجم الثانى حتى إن جميع المخرجين الذين كانوا يرشحونه لأدوار البطولة عادة كانوا يتوقعون أنه سيكون نسخة من أداء شقيقه التمثيلى، إلا أنه كان مخيباً لآمالهم، لذلك كانوا يعملون على إيقاف التصوير واستبدال ممثل آخر به مضيعين حقه فى إعطائه فرصة حقيقية للتعبير عن موهبته. وأكثر ما أثر فى فكرى بعد وفاة شقيقه افتقاده إلى العالم الخاص الذى كان يتمتع به، فكان دائماً ما يأخذه معه فى رحلاته بلبنان ولندن وفى عزبته الخاصة به فى الشرقية وكان معلماً له فى رياضة الصيد، وأكثر ما آلمه قبل رحيله تجاهل الجميع لذكراه وعدم تكريمه أو الاحتفال به فى مهرجانات على المستوى المحلى أو الدولى مما جعله يطرح فى نفسه سؤالاً: إذا كان أخى بكل هذا التاريخ ولم يذكروه ولو مرة واحدة بعد رحيله أو يتم تكريمه فى حين أن هناك الكثيرين الذين جاءوا بعده ولم يكن لديهم رصيد فنى بدرجة تفوقه أو تكون على قدره فما الذى يجعلنى أستمر فى هذا الوسط اللعين؟ ولذلك ترك فكرى هذا العالم ولجأ إلى العمل فى أعمال خاصة به، لكنه قبل وفاته بشهور قليلة قرر أن يكون إيجابياً تجاه تجاهل الجميع لشقيقه وأن يستفيد من النجاح الذى حققته حلقات السير الذاتية التى تم نشرها فى الأهرام العربى عام 2000 وأن يحولها إلى مسلسل تليفزيونى، لكن وافته المنية قبل تحقيق حلمه. معلومة آخر مسلسل شارك فيه فكرى أباظة هو "محمود المصري" بطولة محمود عبد العزيز وغادة عبدالرازق وسمية الخشاب، وإخراج مجدى أبو عميرة.