أكدت دراسة عن المركز الإقليمى للدراسات الاستراتيجية، أن هناك علاقة بين صعود جماعة الإخوان للحكم وتنامى دور التيارات الإرهابية. واعتبرت الدراسة الصادرة اليوم عن المركز، الذى يديره الدكتور عبد المنعم سعيد، أن سقوط الإخوان سيمثل ضربة لهذه التيارات؛ لأن الإخوان فى هذه الدول كانوا يوفرون الغطاء السياسى لتلك التنظيمات، ويغضون الطرف عن نشاطها، مما سمح بتنامى دورها بشكل كبير، وتمكنها من الحصول على كثير من الأموال والأسلحة. ولفتت الدراسة إلى وجود ترابط قوى بين الصعود السياسى للإخوان فى دول الربيع العربى، وتزايد نشاط التيارات الإرهابية فى هذه الدول، رغم التباين الشديد بين الفكر الإرهابى ونظيره الإخوانى. وأشارت إلى التنامى الملحوظ فى نشاط الجهاديين الإرهابيين فى بعض المناطق مثل شبه جزيرة سيناء تزامناً مع وصول الإخوان إلى الحكم فى مصر، وهو ما تكرر فى تونس أيضاً بعد وصول حزب النهضة الإسلامى إلى الحكم، حيث شهدت تونس تصاعداً لنشاط التيار الجهادى الإرهابى، الأمر الذى دفع الجيش التونسى إلى التدخل العسكرى ضد هذه التنظيمات. وأوضحت أن النشاط الجهادى الإرهابى تزايد أيضاً فى اليمن بعد الإطاحة بالرئيس السابق على عبد الله صالح، حيث تصاعدت قوة تنظيمى "القاعدة " و "أنصار الشريعة " فى الفترة الأخيرة التى تلت تصدر الإخوان المسلمين للمشهد السياسى. وقالت الدراسة، التى أعدتها وحدة دراسات الأمن القومى بالمركز، إن كثيراً من المحللين والمتابعين، اعتقدوا أن الثورات العربية قد قلصت بشكل كبير من أهمية التيارات الجهادية الإرهابية ودورها في الشرق الأوسط، خاصة فى المنطقة العربية، وأن هذه التيارات فى طريقها إلى الزوال والاختفاء. واعتبرت الدراسة أن الثورات "السلمية" العربية أثبتت فشل الفكر الجهادى، حيث استطاعت أن تحقق فى وقت وجيز ما لم تستطع التيارات الجهادية تحقيقه على مدار ثلاثين عاماً، لاسيما أنها نجحت فى تغيير بعض الأنظمة العربية.