أكدت دراسة صادرة اليوم الاثنين عن المركز الإقليمى للدراسات الاستراتيجية أن هناك علاقة بين صعود الإخوان للحكم وبين تنامى دور التيارات الجهادية، واعتبرت أن سقوط الإخوان سوف يمثل ضربة لهذه التيارات، لأن الإخوان في هذه الدول كانوا يوفرون الغطاء السياسي لتلك التنظيمات،ويغضون الطرف عن نشاطها، مما سمح بتنامي دورها بشكل كبير، وتمكنها من الحصول على كثير من الأموال والأسلحة. و لفتت الدراسة إلى وجود ترابط قوي بين الصعود السياسي للإخوان في دول الربيع العربي، وتزايد نشاط التيارات الجهادية في هذه الدول، رغم التباين الشديد بين الفكر الجهادي ونظيره الإخواني. وأشارت إلى التنامى الملحوظ في نشاط الجهاديين في بعض المناطق مثل شبه جزيرة سيناء تزامنا مع وصول الإخوان إلى الحكم في مصر، وهو ما تكرر في تونس أيضًا، فمع وصول حزب النهضة الإسلامي إلي الحكم، شهدت تصاعدًا لنشاط التيار الجهادي،الأمر الذي دفع الجيش التونسي إلى التدخل العسكري ضد هذه التنظيمات. أما في اليمن، فقد تزايد أيضا النشاط الجهادي فيها بعد الإطاحة بالرئيس السابق علي عبد الله صالح، حيث تصاعدت قوة تنظيمي "القاعدة " و "أنصار الشريعة " في الفترة الأخيرة التي تلت تصدر الإخوان المسلمون للمشهد السياسي. وقالت الدراسة -التى أعدتها وحدة دراسات الأمن القومى بالمركز الذى يرأسه الدكتور عبد المنعم سعيد- إن كثيرا من المحللين والمتابعين، اعتقدوا أن الثورات العربية قد قلصت بشكل كبير من أهمية التيارات الجهادية ودورها في الشرق الأوسط،خاصة فى المنطقة العربية،وأن هذه التيارات في طريقها إلى الزوال والاختفاء، وارتكز هذا الاتجاه على أن الثورات"السلمية "العربية أثبتت فشل الفكر الجهادي، حيث استطاعت أن تحقق في وقت وجيز ما لم تستطع التيارات الجهادية تحقيقه على مدار ثلاثين عامًا، لا سيما أنها نجحت في تغيير بعض الأنظمة العربية. وأوضحت الدراسة أنه بعد فترة زمنية قصيرة من اندلاع الثورات العربية، والإطاحة بالأنظمة الموجودة في كل من تونس ومصر وليبيا واليمن، وتأسيس أنظمة جديدة؛ ثبت أن الاعتقاد السابق ليس صحيحًا، حيث تبين أن هذه الثورات هي بداية لموجة جديدة من الجهاد، ربما تكون أشد ضراوة من الموجات السابقة.. مشيرة إلى أن الصعود القوي للتيارات الجهادية في بعض الدول كان مفاجئًا، حيث عادت مرة أخرى إلى الساحة أكثر قوة ونشاطًا، وأصبحت أكثر قدرة على التأثير بقوة في مجريات الأحداث، على نحو يفرض واقعًا جديدًا في بعض المناطق في إقليم الشرق الأوسط، لم يكن مألوفًا من قبل.