عقارب الساعة تشير إلى الساعة السابعة، يقف من على كرسيه الخشبى الصغير الذى جلس عليه بجوار بضاعته التى تفترش الأرض، ويستعد ليرفعها ويضعها فى أماكن تخزينها بعد أن يئس من قدوم زبائن بعد حلول ساعة الحظر. "محروس على" وأخيه "محمود" اللذان يفرشان الأرض بالعديد من المفارش والدواسات والخدديات المصنوعة من جلود طبيعية مثل جلود الأبقار والأرانب، أخذا يجمعان هذه المفارش ليضعاها فى أكياس ويخزنوها قبل أن يرحلوا، بعد يوم طويل من انتظار الزبائن التى نسيت أن الحسين هو أحد المناطق السياحية، ونسيت معنى السياحة. يقول محروس "لليوم السابع": "زمان كان شغلنا بيبتدى من بعد المغرب ومكناش بنخلص لحد الفجر، لكن دلوقتى الحال مريح، وبنضطر نفتح من الساعة 9 الصبح علشان نلحقلنا أى زبون ممكن ييجى يشترى، لحد الساعة 11 فى الأيام العادية ولحد الساعة 7 يوم الجمعة. محروس الذى تجاوز وجوده فى هذه المنطقة 13 عاما منذ قدومه من مسقط رأسه بمحافظة سوهاج ليبحث عن عمل بالقاهرة ليستقر به الأمر فى هذه المهنة، أوضحا أنهما لا يقتصروا فقط على بيع المفارش، بل يقومون أيضا بتصنيعها من خلال ورشتهم الخاصة بعد أن يأتوا بالجلود من المدابغ يقوم هو بعمل تصميمات لها ولأشكالها، ثم يقوم العمال بتنفيذ هذه التصميمات لتخرج فى الشكل النهائى لها. طوال 13 عاما تنوعت زبائن محروس بين سائحين عرب وأجانب ومصريين، تعلم فيها العديد من اللغات بحكم احتكاكه بالأجانب، وأتقن فيها فن البيع والشراء رغم أنه لم يكن يخطر فى باله يوم ما أن تقدر له هذه المهنة، إلا أنه مثله مثل بقية محلات المنطقة التى تعانى حاليا من الركود الشديد يبحث عن زبونه "يقول" زمان القشية كانت معدن، وكنا مش ملاحقين على الزباين، لكن من يوم عزل مرسى والحال بقى نايم شويتين بس العملية كانت ماشية بردوا شوية، لكن بعد أحداث فض اعتصام رابعة والعملية نامت خالص ومبقاش فى شغل خالص، لا فى سياح أجانب ولا فى مصريين، وحتى العرايس اللى كانت بتيجى تشترى مننا، بطلت هى كمان، بس هنعمل إيه لازم نشتغل ولازم نفرش، وربك اللى بيرزق". أما عن الأسعار فتتراوح بين 100 جنيه لمتر المفرش المصنوع من جلد الأبقار، و150 جنيه لمتر المفارش المصنوعة من جلد الأرانب.