اليوم أنا فى عمر الشباب وأكتب بأيدى كلماتى غداً أكون فى عمر آخر وجيل آخر وكلما رأيت هذه الكلمات أبكى لأن كلما رأيت جدتى أتخيل كل ما يحدث لى عندما أصل لعمرها كانت فى زمن مضى مثلى تلعب وتمرح وتعيش حياتها تحب وتثور.. وتنفعل وتهدأ وتعود لرونق أنوثتها ولكن الآن وبعد عمر آخر أصبحت غير قادرة على الحصول على ما تحتاجه بنفسها. يمضى العمر بنا ونحن لا نتوقع هذه اللحظة نسىء لآبائنا نكرة حياتنا، نيأس، نتوقف عن الأحلام، وأحياناً نرفض أن نساعد أى امرأة أو رجل عجوز، وأيضاً نمزح أحياناً على تصرفاتهم ولا نهتم بعقولهم وننسى يوم من الأيام ونتعرض إلى كل هذه الموقف وأيضا لا نجد من يساعدنا وقتها نتمنى الموت حتى نخفف من اعبائنا على الآخرين، الشيخوخة الحقيقية لا علاقة لها بكبر السن يتسم المسنون ببعض سمات الاطفال مثل عدم التحكم فى الانفعالات . رفقاً بأجدادنا وآبائنا، فاليوم هم معنا مصدر الأمان لنا حتى وإن كانو غير قادرين لرعايتنا فمن واجبنا مراعتهم . فكلما احسنا معاملة آبائنا وأجدادنا كلما أحسنوا أولادنا معاملتهم معنا.. إذا زرعت الخير فى عملك تحصد خير وإذا زرعت الشر لا تحصد غير الشر. تذكر قول من قال: "البر لا يبلى والذنب لا ينسى والديان حى لا يموت فأفعل يا بن أدم كما تشاء فكما تدين تدان "حقاً إن ربك لبالمرصاد.