حالة من الاستياء تسود بين أهالى محافظة مطروح وآلاف المصطافين الذين اعتادوا قضاء المصيف سنويا فى مطروح لما تمتاز به من هدوء وجمال ونظافة وطبيعة خلابة، وسبب هذا الاستياء هو تراجع الخدمات والفوضى والعشوائية فى الشوارع إضافة إلى تزايد مشكلة النظافة التى حذر اليوم السابع على موقعها الإلكترونى من تفاقمها ما لم يتم وضع حلول لها قبل الصيف. غرف العمليات بالمصالح الخدمية المختلفة بالمحافظة تتلقى مئات الشكاوى يوميا معظمها لا يتم الاستجابة لها للعجز عن حلها فهى إما متعلقة بنقص المياه وانقطاعها أو تراكم أكوام القمامة أو التكدس وسيطرة البعض على الشوارع. رقم خدمة العملاء والخط الساخن بشركة مياه الشرب والصرف الصحى هو الأكثر طلبا والأقل إجابة أو استجابة أما غرفة عمليات المحافظة فهى أكثر تفاعلا مع المواطنين حيث تتلقى الشكاوى والبلاغات وتقوم بإبلاغ المسئولين عنها وتسجيلها وعرضها على المحافظ والسكرتير العام المحافظ يبدى الاستياء والضيق بسبب كثرة هذه المشاكل ويعترف بوجودها ويرجع ذلك للجهات المسئولة عنها دون إجراءات أو قرارات رادعة منه للمسئولين أو تحركه ونزوله للشارع والاقتراب من معاناة المواطنين. أحد المسئولين بالمحافظة فسر موقف المحافظ على أنه يعتقد أن عجز المسئولين بالأجهزة الخدمية عن حل المشكلات مسئوليتهم هم وليس هو وأضاف المسئول بأن الوقت قد طال فى انتظار أى قرارات رادعة من المحافظ رغم أن هناك معلومات كثيرة وصلت المحافظ حول فساد وتقصير وتراخى عدد من المسئولين، لكنه ما زال باقيا عليهم وعندما أشيع بأنه سيقوم بحركة تغييرات كبيرة جاء قراره باستبعاد مسئولين اثنين من أفضل الميدانيين بشهادة الجميع فهما من أصحاب الخبرة الواسعة فى المجال الخدمى فى حين ترك المحافظة فى قبضة أصحاب المصالح والمنتفعين الذين حولوا إداراتهم الى منافذ خاصة للتربح. وأكد مصدر مسئول أن الأجهزة الأمنية والرقابية تتلقى مئات الشكاوى من المواطنين التى أكدت التقارير صحتها حول تراجع الخدمات وتفاقم مشكلة مياه الشرب وأن الشوارع خرجت عن السيطرة وأصبحت فى قبضة الباعة وأصحاب المحلات واختفى الانضباط والالتزام من الشارع والممارسات العامة بعد أن نجحت الإدارة السابقة للمحافظة فى فرضه وتكريسه طوال السنوات الماضية. وبدأت عودة الكارتة والكازوزة التى يجرها حمار للانتشار من جديد بعد أن اختفت تماما فى السنوات الماضية وامتدت هذه الفوضى لتحيط بالمبانى الحكومية الهامة مثل مديرية الشئون الصحية ومبنى المحافظة الذى تحولت الشوارع المحيطة به لمواقف لسيارات الركاب وجراج للسيارات الخاصة وانتشرت القمامة فى كل مكان بالمدينة ونادرا ما تشاهد عامل نظافة يعمل بعد أن كانت الشوارع لا تخلو منهم بينما لا تخلوا الشوارع من "كازوزة المياه" وهى عبارة عن عربة كارو عليها برميلين مياه أصبحت وسيلة معظم المواطنين للحصول على المياه ووصل سعر كاروزة المياه أكثر من 40 جنيه . عماد إبراهيم عضو مجلس محلى مدينة مطروح أكد لليوم السابع أن مشكلة نقص المياه فاقت قدرة المواطنين فى التحمل وأن المسئولين يعيشون فى غيبوبة تامة ويتعاملون مع مطالب المجالس الشعبية المحلية باللا مبالاة وألمح إبراهيم الى تواطؤ البعض مع المسئولين من أجل مصالح خاصة. أما عبد القادر السنوسى رئيس المجلس الشعبى المحلى لمدينة مطروح فقد أبدى استياءه الشديد من تفاقم مشكلة نقص المياه وتزايد مشكلة عدم النظافة وتراكم القمامة وأشار إلى أن شكاوى المواطنين أصبحت أكبر من قدرة المجالس على تلقيها بسبب سلبية المسئولين وعدم وجود حلول دائمة لها وأضاف السنوسى بأنه كان يساند المسئولين فى كثير من القرارات إلا أنه أمام هذا الكم من المشكلات لا يستطيع هو وزملاؤه من الأعضاء على السكوت وإلا نكون نحن والمسئولين متآمرين على المواطنين وعلى مصالحهم. هشام فارس أحد المصيفين أكد أنه كان فى كل عام يفاجأ بشكل جديد لمطروح من خلال التطوير والتجميل والنظام إلا أن هذا العام صدمت ووجدت المدينة قد تراجعت عن كل هذا وأصبحت تشبه باقى مدن مصر التى تعانى من الفوضى والزحام بسبب عدم النظام وعدم الانضباط واعدم النظافة والمغالاة فى الأسعار لعدم وجود رقابة وأن الشىء الذى مازال جميلا هى مياه بحر مطروح وشواطئها المميزة . محمد عبد الستار من أهالى مطروح قال أشعر أن مطروح تراجعت لسنوات التسعينيات بسبب الإهمال والمشاكل والناس تشعر بأن المحافظة تسير بالدفع الذاتى والمسئولون يكتفون بمراقبة البلد وهى تغرق وأضاف بأن المشاكل يعانى منها الجميع سواء المصيفين أو أبناء مطروح لكن أبناء مطروح يعانون أكثر، وخاصة فى مشكلة نقص المياه فالمصيف لا يشعر بها وخاصة لو كان مقيما بالإيجار فأصحاب المكان هم الملزمون بتوفير المياه. زينب محمد من القاهرة أكتفت بالقول أنا حزينة على ما وصلت إليه مطروح بعض النهضة التى شهدتها خلال السنوات الماضية وأضافت بأنها مرتبطة بمطروح هى وأسرتها من سنوات طويلة. مسئول بشركة المياه أكد أن المحافظ استقبل خلال الأيام الماضية د.عبد القوى خليفة رئيس مجلس إدارة الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحى ولم يتم الإعلان عن أى تحسين أو حل لمشكلة المياه حتى الآن.